الرئيسية / اصدارات جديدة / جديد إصداراتي “مقدمات ونصوص”

جديد إصداراتي “مقدمات ونصوص”

السيمر / الاحد 24 . 09 . 2017

صالح الطائي

عملت خلال السنوات الماضية بجد من يحاول أن ينتهز ما بقي من وشل العمر ليعطي ما عنده، حتى لا يضيع هباءً مثل أعمارنا التي ضاعت هدرا، بل أضاعها الطغاة والقساة والمفسدون بنزقهم وطغيانهم وعبثهم وبحثهم عن الأمجاد الشخصانية الفارغة.
وعلى خلاف منهجي البحثي الخاص بتناول قضايا الفكر الإسلامي وتناقضات المذاهب ومجابهاتها، توجهت للكتابة في أمور وقضايا فرعية كثيرة، فتوفر لي خزين من الكتب المنجزة أو التي أشرفت على الانجاز، من كلا المنهجين القديم والجديد، ففضلا عن كتاب يتحدث عن رجال البصرة في كتاب ربيع الأبرار للزمخشري، وكتاب الإمام الحسن العسكري آخر الممهدين للغيبة، وهما الآن تحت المعاملة، ويؤمل صدورهما قريبا إن شاء الله، أنجزت وأصدرت خلال عام 2017 كتاب “قراءات انطباعية في حكايات أدبية” وكتاب “إليك فقط” والكتاب الذي أنا بصدد الإعلان عنه اليوم وهو بعنوان “مقدمات ونصوص”، كما أنجزت مجموعة شعرية جمعت فيها نتاجي الشعري خلال السنوات الماضية؛ وهي بعنوان “نوبات من الشعر” على أمل أن أرسلها إلى الناشر بداية العام المقبل، إن كانت في العمر بقية.
إن كتاب مقدمات ونصوص أهديته إلى أهل واسط الطيبين الذين احتضنوني حينما حللت عليهم ضيفا طارئا أجبرته قسوة أخيه الإنسان على ترك بيته وتراثه والبحث عن وطن جديد، فوجدتهم أهلا وأصدقاء وأقرباء وعشيرة، ولذا قلت في الإهداء: إلى الأرض الطيبة التي اتخذتها وطنا ففاحت عشقا .. إلى واسط الخير التي بسطت لي كفوف الراحة وكأني من صلبها فكانت وطنا وعشيرة .. إلى أهل واسط أهل الطيبة والنخوة .. وإلى كل الطيبين في الدنيا.
قسمت الكتاب على قسمين، تناولت في القسم الأول الحديث عن المقدمات تعريفا وتاريخا، واختلاف أنماطها، ثم الحديث عن المقدمة والتمهيد والتقديم وموقع كل منها في الكتاب، والمقدمة في العمل الأدبي، وتحدثت عن علاقة المقدمة بالإهداء والشكر، وتكلمت أخيرا عن طقوس إهداء الكتب بين الماضي والحاضر، سواء بإهداء النص إلى شخص أو جهة أو مدينة كما فعلت أنا بإهداء كتابي هذا إلى مدينة واسط وأهلها، أو بإهداء نسخ من المطبوع إلى أشخاص أو جماعات، وكيف كانت طقوس التعامل بين المُهدي والمُهدى إليه.
أما القسم الثاني من الكتاب فقد قسمته على قسمين، أوردت في القسم الأول منه المقدمات التي كتبتها لبعض المؤلفات، لتكون أنموذجا عمليا لما تحدثنا عنه في مطاوي البحث، ومنها:
مقدمة موسوعة الإمام الصادق والمذاهب الأربعة.
مقدمة منامات ابن سيا للدكتور محمد تقي جون.
مقدمة إليها فقط وهي مجموعة شعرية للدكتور محمد تقي جون.
مقدمة تاريخ أمة لكتاب مصطفى جمال الدين لعلي فضيلة الشمري.
مقدمة شاعرة تصلي في سماوات الحسين للشاعرة المغتربة خلود المطلبي.
مقدمة كتاب أبواب محبة الله للشيخ رحيم الطائي.
ومقدمة لكتاب الأستاذ طه سلمان.
وأوردت في القسم الثاني منه مقدماتي التي كتبتها لبعض مؤلفاتي وكتبي، ومنها:
مقدمة كتاب نحن والآخر والهوية.
كتاب نظرية فارسية التشيع.
كتاب الحسن بن علي الإمامة المنسية.
كتاب الحسن العسكري آخر الممهدين للغيبة.
وختمت الكتاب في نهاية الرحلة بالقول:
بعد هذه الرحلة الطويلة والحديث المتشعب عن المقدمات وتاريخها وعناصرها وذكر نماذج منها لابد من القول إن كتابة المقدمة تبدو ضرورة ملحة لكل عمل سواء كان أدبيا أم دينيا أم علميا أم صناعيا، وهي ستبقى على مر التاريخ الباب الرحب الذي يدخل المتلقي من خلاله إلى مركز العمل، فيفيد مما يرد فيه بعد أن تكون المقدمة قد عرفته على المتن، وأزالت ما قد يشعر به من التهيب بسبب اللقاء الأول. ومن دون المقدمة سيجازف الكاتب بالقارئ، فيدخله في متاهة قد تُضيِّع عليه فرصة التمتع بما كان يحلم أن يجده في المطبوع.

صدر الكتاب عن منشورات معالم الفكر البيروتية بمائة وثلاث وستين صفحة.

اترك تعليقاً