السيمر / الثلاثاء 26 . 09 . 2017
باسم العجري
في لحظة الوقوف امام النفس، يقر الانسان بأخطائه، رغم ان المواجهة صعبة عند كثيرين من الاشخاص، وتجده يصر على انه هو الأصح وغيره على خطاء، ويبرر لنفسه الاعذار والحجج، ليتخلص من عقدة الذنب، ومحاسبة الضمير، والهروب من العقاب، ومن ثم الامر الاهم، عندما يقف امام ربه، ليرمي الذنوب على غيره، وانه مضطر على ذلك ويطلب المغفرة.
الامر الذي ابحث عنه هنا؛ هو الاتهامات التي تساق لكل الطبقة السياسية، ونعتهم بالفشل، والكذب والسرقات، وماشابه ذلك، والكلام كثير في الشارع العراقي، علما أن هذا الاعمام ظلم بعض المخاصين من الساسة، وفيه تشويه لهم، دون ان يكون لهم دور فيه، فأن من لديه زمام السلطة، والمال، والقرار، ويرسم سياسيات البلد، ليس كمن لا يملك القرار، خصوصا أولئك الذين ليس لديهم اي موقع تنفيذي، ويُعمل بالضد منهم، ولهذا يجب الفرز بين المتحكم، وبين المحكوم.
قليل هم السياسين الذين يقفوا بشجاعة ويعترفوا، بالخطاء، ويراجعوا انفسهم وسياسيتهم، ويبدواأمن جديد، لكن هل يتحملوا الفشل كله؟ بالطبع الجواب لا، لان الامر هنا قياسه نسبي، وكل حسب موقعه بالقيادة والتنفيذ، ومقدار السلطة التي على عاتقه، فلا يمكن اتهام شخص، لانه رئيس حزب، ويتهم بأعمال قام بها رئيس الحكومة، ولا يسمع كلامه، ويحرف اي مشروع يقدمه، ويتهم بشتى الاتهمات، ما جعل المشاكل تتفاقم، وضياع ثلث الاراضي العراقية، فلو طبقنا مبادرة أنبارنا الصامدة، لما وصلنا الى ماوصلنا اليه اليوم.
الامر الذي اسعدني؛ بخطاب السيد الحكيم، في المهرجان الولائي للامام الحسين(عليه السلام)، هو قوله نحب الجميع ونتواصل مع الجميع ونرد السيئة بالحسنه، فمشروعنا فوق المشاعر الشخصية، وعملنا أبعد مايكون عن ردود الافعال، هذه هي صفات القائد الحقيقي، لبلد مثل العراق، فيه عدة طوائف، وقوميات، ومذاهب، فهذه المبادئ هي التي تعزز وحدة الوطن، وتبنيه، وتحافظ عليه، لبناء عراق مستقل واحد، له مستقبل يعيش فيه، ويسع الجميع، هدفه وشعاره دولة المواطنة.
في الختام؛ الحكيم السياسي الوحيد، الذي يشخص الاخطاء، ويقدم مشاريع، ومتبنيات، مستقبلية، تخدم جميع العراقيين، لذلك هو سياسي الصادق مع نفسه ومع شعبه.