الرئيسية / مقالات / أخلاق في غربيل سفر

أخلاق في غربيل سفر

السيمر / الثلاثاء 24 . 10 . 2017

أ. علي الحسيني

ميزان الاخلاق يظهر واضح عند السفر، ﻻنك ترى أناس وترافق اخرين وتتعامل مع غيرهم، السفر صحبة، السفر حديث طويل، السفر تجارب واقعية، ماشئت قل في السفر، تعب وعناء، راحة وهناء.
ليس كل سفر ممدوح وهناك سفر دوري يأتينا كل عام في موعده المحدد لم يخلف يوما معنا في موعده، تتخافق القلوب كلما مر يوم من اقتراب موعد السفر، و تشتد التساؤﻻت:
من المسافرين رفقاء الطريق؟
ما هذا السفر السنوي؟
من اين يبدأ والى اين ينتهي؟
ما اهدافه وغايته لدى الفرد؟
سفر فيه من الاخﻻق والحكم ما يعجز اللسان عن وصفها، يبدأ من كل قلب عاشق نحو معشوقه ويستمر ايام وليال مشيا على الأقدام تثمينا لذلك المضحى الذي أنار درب الأحرار في كل زمان ومكان، وقاد أول الثورات وعلم الإنسانية ان الحياة والخلود فيها يأتي بمحاربة الاستكبار والتعصب والتطرف من خلال الوسطية والاعتدال.
سفر الاربعين نحو الحسين بن علي عليهما السلام، سفر مدرسة فيها ملايين الطﻻب كل منهم يطلب النجاح و التخرج بوثيقة التاهل إلى رضا الخالق الديان و الفوز بجنان الرحمن.
يتعلم السائرون في سفرهم اخﻻق حميدة ومزايا رفيعة، ليس من غراب قابيل وﻻ هدهد سليمان، إنما من مﻻئكة تمشي على الأرض انهم من بني الإنسان، يعطون ما يملكون حبا وكرامة وقربى لله، العطاء ﻻ يوصف وﻻ يعرفه إلا من يشارك فيه.
سفر وعشق ووﻻء هكذا استمر النهج الواضح البسيط للدين الاسلامي بعيدا عن الانجراف والانحراف ونجح في بقاء الخط المحمدي جليا كالشمس في وضح النهار لكل طالب للحقيقة.

اترك تعليقاً