الرئيسية / الأخبار / مقرب من العبادي يكشف: عودة المفاوضات بين بغداد واربيل بوساطة اميركية.. وهذه شروط الطرفين

مقرب من العبادي يكشف: عودة المفاوضات بين بغداد واربيل بوساطة اميركية.. وهذه شروط الطرفين

السيمر / السبت 04 . 11 . 2017 — كشف النائب جاسم محمد جعفر المقرب من رئيس الوزراء، عن عودة المفاوضات التنفيذية وليس السياسية، ما بين بغداد واربيل فيما اشار الى وجود دور اميركي كبير ساهم بعودتها.
وقال البياتي في حديث خص به (بغداد اليوم)، ان “الوفد الفني العراقي أكد في هذه المفاوضات انه لا يزال على موقفه، بشأن سيطرة القوات الاتحادية على المعابر الحدودية واخضاعها للسلطة الاتحادية”.
واضاف ان “هناك سلسلة اتصالات امريكية جرت مع بغداد، من اجل عودة المفاوضات الفنية بين الوفدين المشكلين من قبل بغداد واربيل، لحسم ملف تلك المعابر”، مؤكدا ان “العبادي ليس طرفا في هذه المفاوضات”.
ولفت الى ان “الحكومة رفضت طلبا بشأن ادارة تلك المعابر والمناطق المتنازع عليها بشكل مشترك مع البيشمركة”.
وكانت صحيفة “العربي الجديد” كشفت في تقرير لها نشرته اليوم السبت، عن عودة المفاوضات بين بغداد وأربيل، بدفع من مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي خاطب رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بهذا الشأن، فيما أشارت الى أن المفاوضات تأتي لمنع أي تحرك عسكري جديد.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إنه “بعد ساعات قليلة من رسالة وجّهها أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تطالبه باعتماد الحوار مع أربيل وترك التلويح بالقوة، أعقبها اجتماع مغلق بين السفير الأميركي في العراق، دوغلاس سيليمان، ورئيس حكومة كردستان نجيرفان البارزاني ونائبه قوباد الطالباني، استؤنفت المفاوضات بين بغداد وأربيل مجدداً، على أمل التوصل إلى حل مُرضٍ للطرفين”، وفق تأكيد مسؤول كردي رفيع المستوى.
وأضافت، أن “ذلك ترافق مع تصعيد الفصائل والأحزاب المقربة من إيران ضغوطها على (رئيس مجلس الوزراء حيدر) العبادي لعدم التراجع عن نشر القوات العراقية على الحدود مع تركيا والسيطرة على معبر إبراهيم الخليل من دون نشر مراقبين دوليين أو إشراك للبيشمركة بالمهمة”.
وتابعت: “أما على طول خطوط التماس بين الجيش العراقي والبشمركة، بدءاً من بلدة مخمور وحتى ربيعة بمسافة تُقدّر بنحو 80 كيلومتراً، فيستمر الطرفان بالتحشيد العسكري، حتى مع انعقاد الاجتماع الجديد بين قيادات الجيش العراقي والبيشمركة أمس الجمعة للتوصل إلى حل، ما يشي بعدم وجود ثقة كاملة بإمكانية التوصل إلى حل حقيقي ينهي الأزمة”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي في بغداد، أن “اجتماعاً جديداً عُقد أمس بين قيادات عسكرية عراقية وأخرى من البيشمركة بناءً على وساطة أميركية تهدف لمنع أي تحرك عسكري من قِبل بغداد، على اعتبار أن المفاوضات جارية، في محاولة لكسب الوقت وتأخير أي صدام مسلح آخر”.
وأوضح وزير عراقي بارز للصحيفة، أن “الاجتماع لم يطرح شيئاً جديداً، إذ ما زالت الورقة العراقية في المفاوضات هي بسط السلطة الاتحادية على الحدود مع تركيا وسورية والسيطرة على معبر إبراهيم الخليل بالكامل من دون مراقبين أو اشتراك من أربيل”.
وأشار إلى أن “أربيل تحاول عرض مبادرة جديدة تتمثل بتشكيل قوات مشتركة جديدة من البيشمركة والجيش العراقي تُعرف باسم قوة الحدود الشمالية والمعابر”.
ولفتت الصحيفة الى أن التطور هذا، جاء “بعدما وجّه ثمانية أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأميركي، رسالة خطية للعبادي طالبوه فيها بالعمل على إبعاد شبح الحرب واعتماد الحوار مع أربيل”، مشيرين إلى أن “المعارك ضد تنظيم داعش لم تنته”.
وشدد هؤلاء الأعضاء، وفق تقرير الصحيفة، على أن “حماية العراقيين الأكراد والأقليات هي أمر مهم بالنسبة لنا، ومع استمرار ارتفاع التوتر، نريد التأكد أن هذه المجتمعات محمية، وتفادي أي أعمال عنف قد تخرج عن السيطرة”.
وإذ أشاروا إلى “التدريب المقدّم من الولايات المتحدة للجيش العراقي”، أعربوا عن “القلق من استخدام الأسلحة الأميركية المقدّمة للجيش العراقي ضد الأكراد والأقليات الأخرى”.
كذلك لفت هؤلاء إلى أن “وجود قوات الحشد الشعبي في مناطق متنازع عليها، وتحديداً نينوى، خلق مخاوف حقيقية، خصوصاً في صفوف الأقليات”، داعين العبادي إلى “إبعاد القوات غير الحكومية، وأن تكون القوات النظامية هي وحدها التي تستلم المهام الأمنية في المناطق الحساسة”.
وأشارت الى ان ذلك “تزامن مع رسالة مماثلة لأعضاء في مجلس العموم البريطاني موجّهة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن الأزمة بين بغداد وأربيل، اعتبروا فيها رد فعل بغداد بأنه عنيف ومخالف للدستور”، مطالبين حكومة بلادهم بـ “العمل على دفع بغداد لإيقاف الأنشطة العسكرية ضد أربيل”.
في غضون ذلك، عقد السفير الأميركي دوغلاس سيليمان، سلسلة اجتماعات مكثّفة مع نجيرفان البارزاني ونائبه قوباد الطالباني في أربيل لبحث الأزمة، فضلاً عن قيادات كردية أخرى.
وقالت حكومة كردستان في بيان لها، إن سيليمان أكد خلال اجتماعه مع كل من نجيرفان البارزاني ونائبه امتعاضه وأسفه من المعارك الأخيرة بين بغداد وأربيل.
وأكد دوغلاس، بحسب البيان، “دعم بلاده لمحاولات حكومة الإقليم والأطراف السياسية الكردية توحيد وتهدئة الوضع السياسي في كردستان”.
تعليقاً على هذا الأمر، اعتبر القيادي في “تحالف القوى العراقية”، أحمد الجبوري، وجود السفير الأميركي في أربيل “أمراً مقلقاً، لأننا نعلم دائماً بوجود أمور غير واضحة في المواقف الأميركية”.
وأوضح الجبوري في بيان له، أن “ذهاب السفير الأميركي إلى أربيل وخروج البيشمركة بتصريحات متشنجة، يجعلنا نشعر بالقلق”، مؤكداً “ضرورة فرض القانون والسيطرة على كامل المناطق العراقية وبنفس الوقت”.
وأعلن الجبوري “أننا لا نريد الدخول في تصادم عسكري بين الجيش العراقي والبيشمركة على الرغم من خطورة الأزمة ومن تأكدنا أن القوات العراقية تستطيع بسط سيطرتها على كل المناطق خلال ساعات قليلة، لكنها لا ترغب في دخول صراع مباشر مع قوات البيشمركة”، مشيراً إلى أن “قوات البيشمركة تجري تحصينات وتحشيداً وإعادة توزيع الأفواه النارية لقطعاتها، وهو أمر ينذر بوجود رغبة منها بالتصدي للقوات الاتحادية وعدم تسليمها بشكل سلمي”.
ونقلت الصحيفة عن عضو التحالف الوطني، محمد الدراجي، إن “على العبادي الالتزام بتفويض البرلمان له في ما يتعلق بفقرة بسط سلطة الدولة على الحدود والمعابر، ولا يمكن بأي شكل القبول بالطرح الكردي الحالي”.
وأضاف “يبدو أن فيشخابور أهم من كركوك لدى الأكراد وحتى الأميركيين، لكن يمكن التأكد من أن المنطقة ليست ضمن حدود الإقليم الدستورية، لذا لا يجب على الحكومة التنازل وخرق الدستور”.
كما نقلت الصحيفة عن القيادي في الحشد الشعبي عن “حزب الله” العراقية، حسين الساعدي، أن “تكرار واشنطن عبارة الخوف من عودة داعش بسبب النزاع هو ذريعة، فشمال العراق بات نظيفاً من التنظيم، لذا يجب أن تفرض الحكومة سيطرتها”، كاشفاً عن “وجود الآلاف من مقاتلي الحشد الشعبي يشاركون الجيش تحشيدهم”، مؤكداً أن “أي تحرك لن يحصل إلا بأمر من الحكومة العراقية”.
في المقابل، قال مساعد آمر محور مخمور في قوات البيشمركة، العقيد سيروان قادر، وفق تقرير الصحيفة، إن “البيشمركة في وضع دفاعي ولديها أوامر بمنع تقدّم أي قوات إلى مناطقها، لذا ستقاتل أي تحرك للقوات العراقية التي توجد على بُعد 200 متر عن البيشمركة في خطوط التماس”.
وتابع: “أمل ألا تحصل معارك جديدة، لكننا مضطرون لحماية السكان في مناطقنا قبل كل شيء وبمختلف الأسلحة التي نملكها”، مؤكداً أن “التحشيد الحالي هو رد فعل مماثل على بغداد”.

اترك تعليقاً