السيمر / ياسر رزق / براغ / السبت 04 . 11 . 2017 — بمبادرة من جامعة كارل (تشارلز) التشيكية الشهيرة، وتحديداً كلية الفلسفة ومكتبتها،وبمشاركة منظمة (إنسان في ضيق)المدنية للمساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية، ورعاية سفارة العراق، ومعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم التشيكية، نظمت في براغ يوم امس، فعالية بعنوان (يوم من أجل الموصل) جزءاً من حملة موسعة للمساهمة في إحياء وإعادة إعمار مكتبة الموصل المركزية التي دمرتها بالكامل عصابات (داعش) الإرهابية في حملة تدمير منظمة من قوى الظلام المتطرفة استمرت عملياً حتى طردها من آخر شبر من تراب ثاني أكبر المدن العراقية.
وإلى جانب معرض للصور الفوتوغرافية، والمعروضات الفولكلورية وحفل موسيقي، عُقدت ندوة موسعة مثلت الفعالية الرئيسية ليوم التضامن مع مكتبة الموصل وجامعتها، وشارك فيها سفير جمهورية العراق د. وليد حميد شلتاغ، وتسعة خبراء مختصين، كل في مجالهم، من بينهم: أوندرجي بيرانك، مدير معهد الاستشراف، وناديا علي، منسقة برامج العراق في منظمة (إنسان في ضيق) ..
وتحدث السفير شلتاغ في مداخلته عن الدمار الذي لحق بالموصل نتيجة حملات التدمير المنظمة من قبل الإرهاب الآثم، وتطورات الوضع في العراق، وأهمية هذه الفعالية كإسهام في الجهود لإعادة الحياة إلى طبيعتها في الموصل بعد تحريرها من الإرهاب، وتوفير الظروف الضرورية لعودة النازحين. كما أعقبت المداخلات التي تطرقت إلى محطات في تاريخ العراق وآثاره وإرثه الحضاري، وصورته في الإعلام التشيكي وتطوره السياسي، اعقبت كل ذلك حلقة نقاش حيوية ..
وبالمناسبة ذاتها أجرى كل من التلفزيون التشيكي العام، والإذاعة التشيكية العامة، حواراً خاصاً مع السفير شلتاغ، حول أهمية الفعالية وعموم الوضع في العراق وجهود إعادة الإعمار.. وقد اشاد خلالها على نحو خاص بالدعم التشيكي المتنامي لجهود إعادة إعمار العراق، رائياً في مبادرة طلاب جامعة (تشارلز) وإدارتها مساهمة ذات أهمية خاصة تصب في جهود تطبيع الحياة في الموصل، وعموم المناطق المحررة من رجس الإرهاب في العراق، وذلك من خلال توفير متطلبات الحياة الضرورية وإحياء الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الصحية والتعليمية، ويسهم في ذات الوقت في إعادة إعمار صرح ثقافي تتجاوز أهميته حدود الموصل إلى كل العراق ومنطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يمثل الوجه الآخر لمواجهة الإرهاب والتطرف، أي المواجهة الفكرية، والتعامل مع هذه الظاهرة بالتعليم والتربية والثقافة.
هذا وقد حضر رئيس جامعة تشارلز الى الفعالية خصيصاً ليشيد بالمبادرة الثقافية والإنسانية الجديرة بالثناء.. كما أكد المنظمون أن أكثر من 200 طالب وزائر حضروا الفعالية، أو شاركوا بنشاط في الاعداد لها، وأن حملة التبرع بالمال والكتب لصالح مكتبة الموصل المركزية ستستمر حتى نهاية العام الجاري.
الرئيسية / الأخبار / مبادرة تشيكية مهمة لاحياء مكتبتها المركزية / الموصل العراقية … وسط العاصمة التشيكية