السيمر / السبت 04 . 11 . 2017
تعقيب :
هذا البحث الذي قدمته محاضرة في الصالون الثقافي في وندزر – كندا ، ارسله للجريدة مشكورا الأستاذ ليث رؤوف حسن الذي علق على المادة بالآتي :
هنالك البعض من الإخوة المسيحيين والبعض ممن يتبرأ من الإسلام والمتصيدين بالمياه العكرة ويريدون إثبات إن القرآن كان سريانيا وأن النبي محمد نسبه لله ولنفسه بعد أن ورده عن طريق القسسة ورقة بن نوفل (قريبه) وبحيرا هما من كتبا القرآن!!! وخلاصة حديثهم إحياء اللغة والقومية السريانية ومن ثم تأسيس دولة سريانية ووو.
اللغة العربية هي إبنة اللغات الأكدية الآشورية السريانية الآرامية ولم تنفجر وتنبت في الصحراء من بذرة جاءت من المريخ.
والعربية أصلا هذه الذي نعرفها جاءت من عدة لغات تحدث بها الأقوام في الجزيرة وسوريا والعراق (تسعة أقوام) ووحدهم كتاب القرآن على هذه التي نعرفها اليوم.
فإذا كان بإسم هو بشم والرحمان هو رحمن وألوهو هو الله فهذا لا يعني بأن اللغة العربية سرقتها من السريانية واستخدمها محمد لبعث قرآنه!!!
الدين الإسلامي لا ينكر دين موسى أو عيسى ولكن السياسة التي فرقتهم كما تفرق بين من يسمي نفسه سني أو شيعي أو علوي وهكذا.
الديانات جاء بها مصلحون ليغيروا من الطبائع البشرية الغير مهذبة والغرائز الحيوانية وتهذيبها بالعقل والمعارف وجعل الناس يتبادلون بصورة إيجابية أفكارهم وبطريقة سلمية للسير نحو تقدم البشرية.
ليث رؤف حسن
******************
وردا أسحاق عيسى *
اللغة الآرامية نشأت في شمال شرق سوريا ، وهي لغة الآراميين . أطلق عليهم أسم الآراميون نسبة الى آرام الذي له ثلاث تفاسير . الأول يعني ( المخلوقات ) والثاني ( أسم ألههم ) أما الثالث فهو أسم لشعب ساكن في المناطق المرتفعة . أنتشروا في الجنوب الشرقي من تركيا وشمال ما بين النهرين وشمال شرق سوريا ثم في كل أنحاء سوريا وكانت عواصمهم دمشق ( دمسيقو ) وحماة وغيرها . زحفوا نحو جنوب بلاد النهرين وعاشوا مع الشعب السومري المتحدثين بالسومرية التي كانت أقدم اللغات التي عُرفَت في بلاد النهرين بعد اللغة التي تحدث بها الفراتيون الذين سبقوا السومريون الأوائل . وبعد السومرية جائت الأكدية لتصبح لغة البابليين والآشوريين بلهجتيها الجنوبية والشمالية ، أي البابلية والآشورية ، وخطها المسماري الذي دون كل الأحداث والوقائع والقوانين القديمة في البلاد على مر العصور مثل ملحمة كلكامش والطوفان وقانون حمورابي والأساطير المتنوعة والعلوم وأخبارالتجارة والحروب ، وبعدها جاءت الحضارة الكلدانية التي أنتشرت في وسط وجنوب بلاد مابين النهرين وعلى سواحل الخليج الكلدي ( العربي ) وفي عمق الجزيرة العربية . بعدها أضمحلت الكتابة المسمارية الأكدية أمام الأبجدية الآرامية التي دخلت الى جنوب بلاد النهرين نحو الألف الثاني قاموا بتاسيس ممالك الى جانب الكلدانيين أصحاب الأرض في محاولتهم للسيطرة على بابل .
تأثرت اللغة الآرامية على الأكدية لغتاً وكتابة فتبدل الخط المسماري الى الحروف الآرامية فأمتزجت الأكدية مع الآرامية , وفي العهد الآشوري الأخير ( 1100- 612 ) ق . م تبنت الأمبراطورية الآشورية اللغة الآرامية لغة رسمية بعد توغلها تدريجياً على أمتداد أراضيها ، فهل أزيلت الأبجدية الأكدية وحل محلها الآرامية كلياً ؟ أم اقتصرت على عملية أقتباس الأحرف ؟ أما الكلدان فيقول عنهم الباحث ( ليبيسكي ) أنهم استعملوا تعابير لغوية وقواعد آرامية من كتابتهم الأكدية ولم يقول استخدموا اللغة الآرامية . إذاً أحتفظ الكلدان على لغتهم ولا نعرف الفترة تحديداً لكنهم أستخدموا الآرامية كلغة رسمية في بلدهم ، كانت الآرامية لغة التجارة فغطت بلاد النهرين وبلاد فارس والشام ومصر والجزيرة العربية التي ظلت فيها الى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان (685-705 ) حيث استبدلت بالعربية بينما ظلت في سوريا حتى العهد الملوكي في القرن الثاني عشر .
متى جاءت تسمية السريانية:
بعد ظهور المسيحية أطلق الآراميون السوريون أسم ( سريا ) أي الفاسد ، على كل آرامي معتنق المسيحية بسبب تركه الوثنية ديانة آبائه ، وجمع سريا ( سريي ) أو سريايي ، وسمي أسم البلاد سوريا على هذا الأساس أي بلاد السوريايي . ثم أستمرت تسمية السريان الى جانب الآرامية . كتب عن هذا الموضوع الكثيرين مثل مثلث الرحمة البطريرك مار زكا عيواص الذي قال : أن السريانية هي الآرامية ، والآراميون هم السريان أنفسهم ، والسريانية أطلقت عليهم بعد المسيحية . فكل مسيحي كان يفتخر بكونه سريانياً مسيحياً. أما الأب الدكتور يوسف حبي كتب في كتابه ( تاريخ كنيسة المشرق ) بأن كلمة السريان لا تتعدى المدلول اللغوي واستخدمت في القرن الأول الميلادي لتدل على الداخلين الى المسيحية ، ولهذه التسمية مضمون ديني ولغوي فقط . كذلك نقرأ في كتاب تاريخ أيليا مطران نصيبين ( 975 -1046 ) أنه فسر لفظة سرياني بلفظة المسيحي ، والى يومنا هذا يقصد بالسرياني ( سورايا ) المسيحي كديانة ، علماً بأن الكلمة المرادفة للمسيحي بالسريانية هي مشيحاية ( عن كتاب اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية ) .
كيف دخلت اللغة الآرامية الى الجزيرة العربية؟
أنتشرت السريانية في الجزيرة العربية قبل الأسلام بألف ومئة سنة بدأ بغزو البابليين الجزيرة العربية بقيادة الملك ( نابوئيد ) في القرن السادس ق.م بعد أن سلم الحكم في بابل لأبنه ( بلشاصر ) الضعيف في إدارة الدولة فكان سبب سقوط بابل بيد قورش الأخميني . وصل نابوئيد الى أعماق الجزيرة العربية ، وشيّد له قصراً كبيراً في مدينة تيما أي ( تيماء ) ومعناها ( العجيبة) ، وبواسطته دخلت الآرامية الى الجزيرة . وبعده استمرت الآرامية بسبب دخول الأمبراطورية الفارسية التي كانت تستخدم في دواوينها الآرامية أيضاً فنقلتها الى الجزيرة العربية .
أما بعد المسيحية التي كانت لغتها الآرامية فدخلت الى الجزيرة العربية من ثلاث محاور ، الأول : عن طريق الحجاز . نقرأ في السيرة النبوية لأبن هشام الذي كتب عن أبن أسحاق بعد 90 سنة ، وأبن اسحاق هو حفيد يسار أحد الغلمان الذي أخذهم خالد بن وليد أسرى عندما هاجم منطقة عين التمر في العراق ، فأبن أسحاق ذكر بأن أبن سلمى ( أي الرسول برثلماوس ) هو الذي أدخل المسيحية الى بلاد الحجاز ونجد منذ بداية المسيحية في القرن الأول الميلادي .
المحور الثاني : دخلت من بلاد النهرين الى الكويت ( كويثا ) في عام 72 ميلادية ومنها الى البحرين ( بيت حرين ) والقطر ( بيت قطراي ) وعُمان والنجران ( نكرانو ) وحسب المخطوطة ( 109) الموجودة في الفاتيكان على يد التلميذ مار أدي وتلاميذه . ولحد الآن يوجد في منطقة نجران وخاصة على جبل طسلال وفي عاصمة كندة التي كانت تسمى ( قرية الفاو ) وتكثر فيها آثار للكنائس والأديرة . وعلماء الآثار في السعودية يمنعون اليوم نبش الآثار في هذه المناطق لكثرة ما فيها من آثار سريانية ومسيحية .
المحور الثالث : كان نحو اليمن . أنطلقوا اليه المبشرين من العراق عن طريق الساحل الخليجي ، ومن سوريا ومصر والحبشة .
المذاهب الدينية التي أنتشرت في الجزيرة العربية هي ( النسطورية – المثلثة – المونوفيزية – المريمية ) .
ظلّوا النساطرة في نجران واليمن حتى سنة 1270 م ، وكان في نجران ثلاث ملل في تلك الفترة ، وهي : ثلث نصارى وثلث يهود وثلث مسلمون . كان عمر بن خطاب في زمانه على حوار مع النصارى وحسب مخطوط أبن الأعسم .
العلماء الباحثين في تاريخ السريانية في الجزيرة العربية وتأثيرها على القرآن
بحث موضوع السريانية وتأثيرها في اللغة العربية وعلى القرآن من قبل علماء ألفوا كتباً ونظموا مؤتمرات أكاديمية كثيرة ناقشوا بها الموضوع من جوانب عدة فوصلوا الى حقائق كثيرة منها أن لغة تجار مكة كانت خليط من السريانية والعربية الجنوبية اليمنية وكذلك كانت لغة المدن والقرى الأخرى وكشفوا بأن القرآن الذي كتب في زمن محمد وعثمان كان آرامياً تم ترجمته الى العربية مع الوقت لكي يصبح القرآن أول كتاب عربي في التاريخ ، كتب بالخط النبطي الآرامي ، ثم الحجازي وبعده بالخط الكوفي الغير منقط ومن غير الحركات ولا الهمزة أو الشدة أو المدة أو حركة الوصل أو القطع . الحركات والتنوين والضوابط في العربية هي :
1.الضمة والفتحة والكسرة ويضاف إاليها السكون
2.التنوين : وهو على ثلاث أشكال وهي ، تنوين ضم ، وتنوين فتح ، وتنوين كسر
3.الضوابط : وهي أربع : الشد والوصل والقطع
سنتناول بعض ما كتبوه هؤلاء العلماء المستشرقين الذين درسوا الموضوع وأصدروا كتب وأقاموا محاضرات ونقاشات كثيرة بالأضافة الى عشرات المقالات التي تنشر اليوم في الشبكة العنكبوتية وفي مواقع وفضائيات . ومن أبرز هؤلاء العلماء :
1.ألفونس منكانا http://www.m5zn.com/ newuploads/2017/09/18/jpg// m5zn_c3b53bd37b0ac2e.jpg
ولد في قرية شرانش – قضاء زاخو عام ( 1878 ) . أنتسب الى معهد مار يوحنا للدومنيكان في الموصل وعمره ( 13 ) سنة وكان أسمه ( هرمز ) وهو أبن الكاهن الكلداني بولس منكانا. تعلم السريانية على يد العلامة يعقوب أوجين منا مؤلف قاموس سرياني عربي . رسم كاهناً بأسم ألفونس منكانا في عام 1902 . بعد رسم معلمه الأب يعقوب أوجين منا مطراناً على يد البطريرك عمانوئيل توما تم تعين الفونس معلماً للسريانية في المعهد بدلاً من معلمه يعقوب أوجين فعمل بالتدريس لمدة خمسة عشر سنة . وفي عام 1903- 1910 عُيّنَ مدققاً للمطبوعات السريانية والعربية التي اصدرتها المطبعة الدومنيكية . كان ملماً باللغات السريانية والكردية والعربية والعبرية والفارسية واللاتينية والفرنسية . أمتلكته هواية البحث في المخطوطات القديمة خاصة السريانية والعربية فبحث عنها للحصول عليها وامتلاكها . بدأ بتأليف الكتب وطبع أول كتاب له في عام 1905 في الموصل باللغة الفرنسية عن قواعد السريانية . وكتاب مفتاح اللغة الآرامية . وميامر وقصائد الملفان نرساي السرياني في عام 1905 وغيرها ، وصل عدد الكتب التي ألفها تسعون كتاباً. لم يكن الأب منكانا هو الأديب المسيحي الوحيد المهتم في البحث في تلك الفترة بل كان هناك آخرين ومن بينهم الأب أنستاس الكرملي الذي قرر أن يعالج أخطاء اللغويين العرب فأصدر كتابه الشهير ” نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها ”
كان الكرملي الذي لم يخلع ثوب الرهبنة يجوب البلدان بحثاً عن كنوز التراث العربي ليحققها ويحفظها من الزوال ، وقرر ان يعقد مجلسه يوم الجمعة لما يمثله هذا اليوم عند المسلمين ، فداخل كنيسة اللاتين في الموصل التي اتخذها مقراً له اعتاد المسلمون واليهود والمسيحيون التردد عليه ، فتجد مصطفى جواد يجلس الى جانب عباس العزاوي ،و محمد رضا الشبيبي معه صديقه مير بصري ومنير القاضي يجادل ميخائيل عواد وجلال الحنفي منشغل بالمزاح مع يعقوب سركيس ، والكل يلتزم بالشعار الذي خطه الكرملي داخل مكتبه ” ممنوع الحديث في الدين والسياسة ” ، فبماذا كانوا يتحدثون إذاً ؟ كانت اللغة والفكر والثقافة والتعليم هي الأهم في المجلس ، وهو ما كان أبونا الكرملي يعتقد أنها السبيل لرقي العراق وتقدمه وبدونها سندخل في صراعات مذهبية وسياسية ، كان العراقيون آنذاك يكدون عرقا ويسطرون ملحمة يومية في وجه من يريد ان يغير هوية البلاد وانتماءها وثقافتها ، من الموصل جاء متي عقراوي الذي سيصبح عميدا لدار المعلمين العالية ، وكان يؤكد لكل من يسأله عن احوال العراق أن التعليم يبقى أهم من كل قرارات الدولة ، وفيما كانت الأنظمة العربية تكبّل تعليم المرأة بقوانين جائرة قرّر الوزير المعمم محمد رضا الشبيبي أن يجلس بعمامته البيضاء النقية ، وسط المعلمات المسيحيات واليهوديات يحتفل بافتتاح ثانوية للبنات في بغداد .
ومن الموصل أيضا جاء فؤاد سفر ليصبح سيد الآثاريين وبعده د. بهنام أبو الصوف وعالم الآثار ومدير المتاحف العراقية دوني جورج يوحنا . ومن الكرادة سوف يذهب المسيحي الأديب الشهير ميخائيل عواد إلى لندن وموسكو واسطنبول وباريس يجمع المخطوطات الاسلامية ، ليقدم أكثر من مئة كتاب تروي حكاية التراث العربي الاسلامي . ومن كركوك نزلت المسيحية بولينا حسون لتؤسس اول مجلة نسائية في بلاد العرب .
حصلت مشكلة بين الأب منكانا وبين البطريرك عمانوئيل توما بسبب بعض آرائه التي نشرها في مؤلفاته وأمر البطريرك بحذفها فهجر المعهد الكهنوتي عام 1910 وأنسحب من الكنيسة الكلدانية عام 1913 بعد أن خلع ثوب الكهنوت ليصبح علمانياً . غادر العراق الى بيروت ومنها الى بريطانيا ومعه مخطوطات كثيرة سريانية وشرقية . دَرسَ اللغات واللاهوت في مركز شهير في برمنغهام وتعرف على طالبة نرويجية وتزوجها وأنجب منها طفل وطفلة . كما درس علم المخطوطات بجامعة كامبريدج ومانشستر وبرمنكهام وألف كتب عدة عن اللغات الشرقية . أرسله رئيس مجلس أدارة كلية سلي أوك في رحلة الى الشرق الأوسط . موّل السيد أدور كدبري الأداري في جامعة برمنغهام رحلات منكانا لجلب الوثائق وذلك لأجل رفع مكانة المركز الثقافي لدراسة الأديان . الرحلة الأولى التي كانت في عام 1924 الى لبنان وسوريا والعراق حيث جمع 22 مخطوطة عربية وبعض المخطوطات السريانية , وفي الرحلة الثانية التي كانت في خريف عام 1925 الى سوريا والعراق وجمع فيها الكثير من المخطوطات أيضاً . كتب الى أدوار كدبري بأنه اقتنى 155 مخطوطة سريانية في أسبوع واحد . أما الرحلة الثالثة والأخيرة التي كانت في عام 1929 فكانت الى دير القديسة كاترينا في سيناء وكذلك الى مصر فجلب مخطوطات عربية وقبطية ويونانية .
وصل عدد المخطوطات والوثائق التي أخذها منكانا الى بريطانيا 3000 وثيقة شرق أوسطية ، وهي الآن معروضة باسمه في متحف برمنغهام وتحتل تلك المخطوطات المرتبة الثالثة من حيث العدد في أوربا بعد مجموعات مخطوطات المكتبة البريطانية ومكتبة الفاتيكان , ومن أهم هذه المخطوطات أقدم نسخة من القرآن في العالم ، أعلن عنها في الصحف العالمية فخلقت حماساً أكاديمياً كبيرا في الأجواء العالمية . تتكون مخطوطة القرآن من جلد ( الماعز أو الغنم ) ويعود تاريخها الى فترة ما بين 568- 645 م وحسب نتيجة فحصها ب (كربون 14 أو راديو كربون ) والمكتوبة بالخط الحجازي , أما كاتب المخطوطة فحسب العلماء البريطانيين الذين درسوا المخطوطة فقيل بأنه كان معاصراً لمحمد أو شاهده وسمع مواعظه وكل هذه الأمور تزيد من قيمة المخطوطة .
كان العلامة الفونس قد اشترى تلك المخطوطة وأعتنى بها ونسقها في بداية القرن العشرين وكتب عنها . كما اشترى نسخ قرآنية كاملة أو شذرات من النسخ القرآنية القديمة وأحتفظ بها وعمل دراسات عنها ، وأصدر جدولاً للتعارف بهذه المخطوطات الكثيرة التي جمعها .
http://www.m5zn.com/ newuploads/2017/09/18/jpg// m5zn_7ecd76c0899d945.jpg
مخطوطة منكانا للقرآن هي اقدم نسخة للقرآن في العالم فأذهلت العالم الأسلامي بأمتياز لأنها نسفت أبحاثاً بالعشرات ، أبحاثاً كتبت من قبل مستشرقين ملخصها أن القرآن ( لم يكن موجوداً في زمن الرسول ) بل تمت كتابته بعد وفاته لتبرير الفتوحات العربية ، وكاتبها عاش زمن النبي . لا أحد يعلم من أين جاء منكانا بتلك المخطوطة .
أضافة الى المخطوطة ، ألّفَ منكانا في الثلاثين سنة الأخير من عمره والتي عاشها في بريطانيا 90 كتاباً ودراسة فأصبح فخراً للأمة الكلدانية والسريانية جمعاء .
بعد هذه التغطية عن حياة منكانا وسيرته نقول ، كان منكانا رائداً في موضوع الدراسات الأسلامية والقرآنية وقد درس التأثير السرياني على القرآن ووضع جدولاً للألفاظ السريانية التي في القرآن فأصدر بحوثاً عنها ، منها الآتي :
1.كيف انتقل القرآن عبر الأزمنة؟
2.تأثير السريانية على القرآن
3.ترجمة سريانية قديمة للقرآن
4.بعض الأوراق من ثلاثة قرآنات قديمة ربما قبل عهد عثمان
يقول منكانا أننا نعتقد بان القرآن كان الكتاب العربي الأول . فمن الضروري أن يكون مؤلفه قد اضطر الى مواجهة صعوبات جمة لأن اللغة العربية لم تضبط في تلك الفترة من ناحية القواعد أو النحو المعجمي فأعتمد على السريانية التي كانت لغة الكنائس والأديرة والمنتشرة في الجزيرة العربية لهذا نرى اليوم بأن أسلوب القرآن يختلف عن أسلوب أي كتاب عربي آخر . كما قال بأن أقدم مخطوطات القرآن كتبت أسم القرآن بصيغة ( قرن ) كانت تقرأ قران بدون همزة أي ( قرأن ) لعدم وجود الهمزة والحركات في عهد محمد، أو كانت تقرأ قريان أو قُريان مع الياء.
و أما التلفظ بالهمزة ( قرأن ) فهي قراءة متأخرة تم تبنيها لجعل الكلمة أكثر عربية وذات تناسق مع جذر الفعل قرأ .
قال منكانا في ما يخص الكُتّاب المسلمين بأن بعضاً منهم تعامل مع موضوع الكلمات القرآنية المتفرقة ذات أصل أجنبي وعددها ليس بالقليل . ومن بين اللذين حاولوا جمع مثل هذه الكلمات بشكل منظم هم تاج الدين السبيكي وأبي الفضل أبن حجر ، إلا أن ناقد الديانة الأسلامية الأفضل هو جلال الدين السيوطي والذي خصص فصلاً في كتابه الشهير ( الأتقان في علوم القرآن ) وقد طغى بشهرته على الآخرين على الكاتب المسلم أن يتخذ جانب الحذر في تعامله مع مؤلفاته في هذا الموضوع .
أضاف منكانا قائلا : أنا على أقتناع من أن دراسة متعمقة في النص القرآني بشكل مستقل عن المعلقين المسلمين سوف يثمر عن حصاد وافر ومعلومات جديدة وهذا ما قاله العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ ، قال ( أن المختصين يجب أن يبدأوا من جديد مهملين التعليقات الأسلامية ، وان يستعملوا فقط أكثر الوسائل اللغوية والتاريخية مع استخدام مضني للحدس ) .
يقول منكانا ، المطلب الوحيد إذاً هو أن يكون الناقد متسلحاً بقدركبير من المعرفة بالسريانية والعبرانية والأثيوبية ، أضافة الى العربية ، مع ذلك وفي رأيي أن السريانية هي أكثر فائدة من العبرانية والأثيوبية لأن للسريانية تأثير أكبر على أسلوب القرآن ، أما العبرانية فتأثيرها على القرآن فعلاماتها موجودة في بشيطا السريانية . ومن القصص الموجودة في القرآن كانت موجودة في كتب الأبوكريفا والتي كانت منتشرة في الجزيرة في عهد محمد . وفي هذا الربط قال منكانا نستطيع من خلاله أن نقول ببعض الثقة أنه لو وضعنا الرقم مئة كسلم للتأثرات الأجنبية على أسلوب ومصطلحات القرآن فأن الأثيوبية ستحصل على 5% والفارسية 5% والعبرانية 10% واللغات اليونانية واللاتينية 10 % لكن السريانية 70%.
يمكن تحديد التأثيرالسرياني على أسلوب الكلام في القرآن تحت ست عناوين منفصلة هي:
1.أسماء الأعلام
2.المصطلحات الدينية
3.الكلمات الشائعة
4.قواعد الأملاء
5.تركيب الجمل
6.الإشارات التاريخية لأحداث خارجية
أما المصطلحات الدينية الموجودة في القرآن تقريباً كلها سريانية الأصل مع الآية المذكورة فيها:
كاهن ( الصور 29 ) و( الحاقة 42) . مسيح ( آل عمران 45 وما بعدها ) . قسيس ( المائدة 82) .دين (الفاتحة 4 وما بعدها ) . سفرة ( عبس 15) . فرقان : بمعنى مخلص ( البقرة 3 وما بعدها ) . قربان : بمعنى الضحية ( المائدة 27 وما بعدها ). طاغوت : بمعنى خطأ أو خيانة ( البقرة 256وما بعدها ) . رباني : بمعنى مدرك مختص ( المائدة 44و63) . قيامة : مستخدمة بكثرة في القرآن . ملاك : تستخدم بشكل مفرد أو جمع وبكثرة . روح القدس ( البقرة 87). نفس : مستخدم بكثرة في القرآن . وقر: بمعنى تمجيد الله ( الفتح 9) . آية : بمعنى علامة ، جملة ( مستخدمة بكثرة في القرآن ) . الله : مستخدمة قبل الأسلام وباللفظ النسطوري آلها . صلى : مشتقة من الصلاة . صام مشتقة من صلاة . خطى : مشتقة من الخطيئة . كفر : بمعنى أنكر الأيمان . ذبح : بمعنى تضحية ( الصافات 107) تجلى : بمعنى أظهر على حقيقته ( الأعراف 143) . سبّح : يمعنى مجد الله . قدّس : بمعنى مجد الله ( البقرة 30 ) . طوبى : بمعنى ليتبارك ! حالة بركة ونعمة (الرعد 29) .
الكلمات العامة الموجودة في القرآن من أصل سرياني مع الآية التي ذكرتها :
القرآن : كلمة سريانية تعني عظة ونص من النصوص المقدسة للقراءة أشتقت من قريانَ ، تم حذف الياء أولاً لتصبح قران في عهد محمد ، لكن بعد التنقيط والحركات والضمة والشّدة وضع فوق الألف المدّة لتصبح قرآن . حسبان : بمعنى تعداد ( الأنعام 96 ، الكهف 40 والرحمن 5 ) مهيمن : بمعنى مؤمن ( المائدة 48 ، الحشر 23 ) . نون : بمعنى سمكة ( الأنبياء 87) . طور : بمعنى الجبل ( طه 80 وأمثلة أخرى ) . تبر : بمعنى غلب دمّرض ( الفرقان 39) . برية فيما يتعلق بالخلق ( البينة 6و7) أفتى : بمعنى يسبب ، يتملك ( المجم 48) . حنان : بمعنى لطف ( مريم 13) . أم القرى : بمعنى حاضرة المطرانية ( الإنعام 92)
2- المستشرق الألماني جيرد بوين ( كرستوف لوكسنبورغ )
أهتم هذا العالم المتبحر في اللغة السريانية بموضوع تأثير السريانية على لغة العرب والقرآن منذ أكثر من نصف قرن .
http://www.m5zn.com/newuploads/2017/09/18/jpg/m5zn_d7ffb0578d4781b.jpg
تم تكليف لوكسنبرغ رئيساً لمشروع ترميم وفحص المخطوطات القرآنية القديمة المكتشفة في صنعاء في اليمن عام 1972 م والتي تم اكتشافها في أحد الجوامع محفوظة في أكياس البطاطا . بعد دراسته الدقيقة لتلك المخطوطات ألف كتاباً بعنوان ( قراءة آرامية سريانية للقرآن ) وتحت أسم مستعار هو ( كريستوف لوكسنبرغ) عام 2000م . عمل معه في دراسة تلك المخطوطات الأستاذ المغربي محمد المسيّح أستاذ المخطوطات العربية القديمة الذي أعترف بوجود 25% من كلمات مبهمة في القرآن جذورها سريانية آرامية . وهذا المغربي المسلم هو الوحيد في العرب والمسلمين اليوم الذي يبحث عن جذور اللغة العربية والقرآن وكما قال الباحث والناقد حامد صمد ، لأن العرب لا يريدون أن يبحثوا في هذا الموضوع
1-كشف لوكسنبرغ في فحصه لتلك المخطوطات اليمنية ما يلي : 2- 1- تسلسل غير شرعي للآيات القرآنية
2- أختلافات في النص
3- خط نادر من الأملاء يفترق عن النسخ الشرعية اللاحقة ، وهذا ينفي التأكيد على أن القرآن هو كلام الله الأصلي وغير المحرف
4- أعترف الشيخ الشيعي غيث عبدالله التميمي ، أستاذ في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، والذي ترك الأسلام بسبب حقائق كثيرة كهذه أكتشفها ، قال ( لم يأتي القرآن في زمن محمد بحسب السياق السوّري والآيات كما هو موجود الآن ، فالترتيب السياقي لسوّر والآيات في القرآن خرجت عن نسقها السياقي بسبب التلاعب وبأضافة آيات أخرى بعد محمد على القرآن منها ، بسم الله الرحمن الرحيم . و الحمد لله رب العالمين . والرحمن الرحيم . مالك يوم الدين . أياك نعبد . وغيرها ).
4- كتب القرآن بخط حجازي مبكر وهذا ما يطابق النسخ الأقدم المعروفة من أجزاء من القرآن .
5- هناك أيضاً في تلك المخطوطات صوراً للنص كتبت فوق صور ممحية أقدم . وما أكده القرآن اليمني هو وجود نص متطور للقرآن بدلاً من نص ثابت وذلك منذ وفاة محمد عام 632 م .
4- ما أراده لوكسنبرغ في كتابه الذي ترجم الى الأنكليزية عام 2007 والذي أثار جدلاً عالمياً حول تأثير اللغة السريانية على القرآن وفقه اللغة ، والتاريخي والمقارن ، فتلقى تغطية في وسائل الأعلام الرئيسية وأخذ الموضوع على محمل الجد وخاصة بسبب أدعائه بأن القرآن لم يكن مكتوباً باللغة العربية فقط بل كانت اللغة ممزوجة بالسريانية . لأن العربية في زمن محمد كانت منطوقة فقط ، أما الكتابة فبدأت في زمن محمد بخط غير منقط وبلا تشكيل، فالتنقيط وضعه أبو أسود الدؤلي بعد موت محمد بأكثر من أربعين سنة وهذه صورة منه . Description: http://www.mesopot.com/default/images/stories/book-lougaat/3/image026.jpg
. تم الترحيب بنظرية لوكسنبورغ من قبل أكاديميين كثيرين ومنهم ( فيسنشا فتسكولغ ) الذي أقام معهداً للدراسات المتقدمة في برلين عام 2004 م وأقام مؤتمراً أكاديمياً يركز فيه على نظرية لوكسنبرغ وشكلت خلية عمل عالمية لغرض الأستمرار في مناقشته ودراسة هذا الموضوع بدقة . وقد قيّمَ هذا العمل من قبل الكثيرين فأظهر مؤتمر أقيم عام 2005 في جامعة نوتردام عنوانه ( نحو قراءة جديدة للقرآن ) بشكل واضح الأزدياد في قبوا أسلوب لكسنبورغ أكتشفوا وجود مفردات سريانية كثيرة في الآيات ومنها تم تغيير معانيها بعد التعريب والتنقيط وأضافة الحركات والمد والشدة والهمزة . فبالتنقيط تمكن من قراءة حرف واحد بحرفين أو ثلاثة أو أكثر كحرف النون بزيادة النقاط فيقرأ ( ن – ت – ث- ب-ي- وكذلك ى بعد أزالة نقط الياء ) وبعد التنقيط استحدثت ستة أحرف جديدة لتصبح عدد الأحرف العربية 28 حرفاً وهكذا تم تحوير القرآن الغير منقط الى معاني جديدة لا تتفق مع النسخ الأصلية ، أو ترك بعضها كما هي لجهلهم بها أو اعتبروها اسرار ألهية ، ومن الأفضل أن تترك كما دوِنَت. لوكسنبرغ يبحث عن الفترة التي عاشها محمد والى زمن عثمان أي قبل عصر وضع قواعد اللغة العربية على يد سيبويه المتوفي علم ( 795) م أي بحوالي مئة سنة بعد كتابة القرآن . وكذلك قبل وضع علامات التشكيل وحروف العلة خلال منعطف القرن الثامن بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي .
أتهم لوكسنبرغ المتخصصين الأكاديميين الغربيين بأتخاذ توجه فاتر ومُشابه لفقهاء المسلمين بأعتمادهم بصورة كبيرة على الأعمال المتحيزة لشيوخ المسلمين ، فاقترح قائلاً ، يجب على المختصين أن يبدأوا من جديد مهملين التعليقات الأسلامية وأن يستخدموا فقط أكثر الوسائل اللغوية والتاريخية تقدماً . لهذا أن بدت كلمة أو جملة قرآنية بلا معنى بالعربية ، أو أن تعطى معنى فقط من خلال استخدام مضني للحدس فأنه من المعقول كما يقترح أن تراجع اللغة الآرامية السريانية إضافة الى العربية . وهذا الرأي يطابق مع آراء ألفونس منكانا .
كتبت جريدة القاهرة في عددها 263 الثلاثاء 26 أبريل 2005 نقلا عن موسوعة لوكسنبرغ التي عنوانها ( القراءة السريانية للقرآن ) والتي وضعت كل تفاسير القرآن أمام محك لم يكن لعلماء المسلمين في التاريخ الأسلامي حرج مثله . لقد تحرر لوكسنبرغ من التعويل على التراث النقلي ووقف على الطبيعة الشفاهية التي ولد فيها النص القرآني في الوقت الذي لم تكن في الجزيرة العربية إلا اللغة السريانية ، والتي كانت لغة منطوقة ومكتوبة فهي الرحم التي ولدت منها الكتابة العربية ، وصاحبة الثقافة المؤثرة وقتها في الثقافة العربية وتحويلها الى لغة كتابية أو لغة مكتوبة فعلية يجب أن يقرأ القرآن عبر اللغة التي ولد فيها وهنا يبرز لنا تناقض من هذا الكلام يتبين بأن القرآن لم ينزل باللغة العربية بل للعربية جذور سريانية فيجب قراءة القرآن باللغة التي ولد فيها ، وهذه مفاجأة كبيرة لعلماء المسلمين وعلماء اللغة العربية لأن الوحي الذي أدعى به محمد لم ينزل بالعربية ، لهذا دفع محمد مدوني كتابه وخاصة زيد بن ثابت لتعليم اللغة السريانية لكونه يعلم بأن اللغة العربية في أيامه ناقصة ، جاء هذا في مسند الأمام أحمد والمستدرك على الصحيحين . كما اختار عثمان زيد أيضاً مع ثلاثة آخرين لأعادة كتابة القرآن الموّحد وحسب توجيهات عثمان والذي كُتِبَ بالخط الحجازي والنبطي ثم الكوفي الغير منقط والخالي من الحركات والهمزة وغيرها . استعملت كلمات سريانية ممزوجة بالعربية لأن السريانية كانت لغة المكاتبات في ذلك الزمن في الجزيرة وفي كل منطقة الشرق الأوسط . وهذه شهادة من المسلمين الأوائل على تأثير السريانية على الأسلام : ( كتاب فتوح البلدان للبلاذري ) قال ، اجتمع نفر من طيء ببقعة وهم ، مرامرة بن مرة ، وأسلم بن سدرة ، وعامر بن جدرة فوضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية. أما الآيات التي كتبت بخصوص أن القرآن نزل عربياً كالآية ( لقد أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون ) ” يونس 26″ فقد كتبت بعد وفاة محمد . وكذلك كتب صاعد الأندلسي في كتابه ” طبقات الأمم . مطبعة السعادة بمصر صحيفة 16 ) قال : وكانت هذه البلاد واحدة ، ملكها واحد ، ولسانها واحد سرياني وهو اللسان القديم ) .
3- البروفيسورغبريال صوما
عالم من علماء اللغة السريانية ، وأستاذ الدراسات الشرقية في الجامعات الأمريكية . درس السريانية منذ مرحلة الأبتدائية في لبنان لكونها لغة الكنيسة وطقوسها ، وأستمر في دراستها وتدريسها في الغرب ، كما درسَ العلاقة المرتبطة بينها وبين لغة القرآن ز ألف كتابان باللغة الأنكليزية هما ( اللغة الآرامية للقرآن ) و ( القرآن الذي أسيىء ترجمته وفهمه ) .
قال صوما على المسلمون أن يتعلموا السريانية جيداً لكي يعيدوا قراءة القرآن قراءة جديدة ومن النسخ القديمة الغير منقطة التي كتبت بالخط العربي الحجازي والكوفي القديم ، وعلى عرب الجزيرة أن يعلموا بأن اللغة السريانية كانت سائدة في الجزيرة العربية قبل الأسلام بألف ومائة سنة ، لهذا نجد اليوم بأن أسمائهم وأسماء مدنهم ومناطقهم وأسماء الأيام والأشهر والأعداد الرقمية كلها سريانية ولا يمكن فهم معانيها إلا باللغة السريانية وهكذا كان للسريانية تأثيراً كبيراً في كتابة القرآن . لكن مانجده اليوم هو العكس فالمسلمون يعملون الى طمس اللغة السريانية ومحاربتها بقوة ، فتركيا تمنع تدريس السريانية على أراضيها وكذلك مصر والسعودية ودول الخليج. في السنين الأخيرة بدأ تدريس السريانية في جامعات العراق وسوريا . بينما في عهد الرئيس جمال عبدالناصر وأثناء الوحدة المصرية السورية تمت مصادرة الأحرف السريانية من المطابع ، كما منع حتى الشعب السرياني في سوريا من أستعمال لغته إلا في الكنائس . ولحد الآن لم يظهر قائد عربي أو عالم عربي يُشيّد أو يذكر فضل السريانية على العربية ، بل حاولوا طمس هذه اللغة وكل ما يتعلق بالحضارة السريانية مع نكران العلاقة التاريخية بين السريان والعرب بسبب الفكر العنصري المستمد من تعليم القرآن ، وكذلك لغرض أبراز القرآن على أنه منزل من السماء باللغة العربية ، والعربية هي لغة الجنة ولغة آدم . بينما المسلمين القدامى أعطوا حق اللغة السريانية ومكانتها وأهميتها أكثر من المثقفين في الوقت الحاضر ، .
يقول صوما لا يمكن للمسلمين أن يفهموا قرآنهم المكتوب بالخط الحجازي والكوفي الغير منقط والغير مشكل بالحركات والشدة والهمزة والذي هو أقرب الى السريانية منه للعربية . وهو خليط من اللغتين العربية والسريانية إلا بعد أن يتعلموا السريانية . شاطره الرأي الدكتور أبراهيم مالك خبير اللغات الشرقية والذي يجيد اللغة السريانية ، وكذلك أستاذ المخطوطات العربية القديمة محمد المسيّح من المغرب الذي قال ، أن ربع كلمات القرآن مبهمة أو أساء المفسرون تفسيرها لأنهم لم يفهموا جذورها في السريانية والآرامية .
يقول غبريال صوما بأن القرآن الذي يقرأ اليوم يختلف عن القديم الذي كان كله آرامي وخطه آرامي ، بل كله آرامي . تركيب الخط السرياني يختلف قليلا عن الخط النبطي والأثنان مصدرهما من الآرامية التي هي الأم .
* البحث الذي قدمته المحاضرة في الصالون الثقافي في وندزر – كندا