الرئيسية / خلونا نسولف / خلونا نسولف / خور عبد الله التميمي

خلونا نسولف / خور عبد الله التميمي

فيينا / الجمعة  16. 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

وداد عبد الزهرة فاخر*

ما يجري من جدال وتحركات بداخل العراق حول عائدية خور عبد الله للوطن الام العراق ككل الذي يمتد من زاخو حتى الكويت ، كما اعلن عن ذلك وقتها الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ووفق مستمسكات وخرائط حول العائدية صادرة من العهد العثماني يوم كانت ولاية البصرة تمتد من البصرة مرورا بساحل كاظمة حتى الحدود العمانية ومن ساحل الخليج غربا حتى المنطقة الشرقية في جزيرة العرب ” نجد والحجاز “، التي تقع ضمن ولاية البصرة . وتمتد الولاية شرقا حتى مدينة المحمرة ، وعبادان وتابعيتها من المدن لمنطقة الاهواز ، التي تتبع الان ايران .

وسالفتنا اليوم تتمحور حول وثيقة شفاهية جاءت على لسان ثاني شخصية ادارية بنهاية العهد العثماني ، بعد والي البصرة هو ” صبري جمال ” ابا كمال ، او ” صندوق أمين البصرة” ..

ولمحة قصيرة عن ” الأفندي” فهو مواطن عراقي من القومية الكردية ، وينحدر من مدينة السليمانية ، وتسلم امانة المال لولاية البصرة حتى نهاية العهد العثماني …

وكان الرجل مربوع الجثة ، ويميل جسده للطول بما يناسب جسده الممتليء انذاك رغم تجاوزه التسعون من العمر ، وبصحة جيدة بحيث انه كان يقطع المسافة من بيتهم خلف ثانوية البصرة للبنات بمنطقة الصبخه الصغيرة ، حتى دكان جدي لامي ” الحاج علي عبد ” ابو مصطفى وهو من اوائل دكاكين سوق السيمر .

كان الرجل معتزا بنفسه ومكانتة السابقة كل الاعتزاز ، ويتغلب عليه الطبع الحاد وشدة العصبية .

واكثر من عانى من عصبيتة وشدتها كاتب المقال يومذاك عندما كنت طفلا اجلس مع جدي بدكانه وذلك وفق المثل القائل ” صغير الگوم خادمهم” ..

ونعود لصلب الموضوع والجدال الدائر عن عائدية الكويت ، وخور عبد الله التميمي العراقي ، وحديثنا الموثق شفهيا ، هو ما طرحه الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ، حول عائدية الكويت للعراق ، وكون شيخ الكويت معين كقائمقام لقضاء الكويت الملحق بلواء ” محافظة ” البصرة انذاك.

فقد ادت مطالبة الزعيم عبد الكريم قاسم لهلع بريطانيا الكبير واتفقت مع الاعراب وجامعتهم ” العبرية ” التي لم تقف يوما واحدا ولليوم مع العراق ، ان تنزل قوات بريطانية واردنية وسعودية ومصرية ارض الكويت لحمايتها من العراق .. بالمناسبة فقد اسرت القوات العراقية دورية بريطانية تجاوزت الحدود ودخلت الاراض العراقية..

ولزيادة اثبات عائدية الكويت حضر ابرز صحفي ذلك الوقت انذاك للبصرة ، وهو المرحوم الحاج يونس الطائي ، صاحب ” جريدة الثورة ” العراقية ، ورئيس تحريرها ، واقرب شخصية للزعيم عبد الكريم قاسم ،والصديق المقرب منه ..

ووصل الصحفي الحاج یونس الطائي للسيمر حسب ما وصف له مكان وجود وجلوس صندوق امين البصرة صبري أفندي عند دكان حاج علي ، وطلب بعد تحية الافندي ان يجلسا بالمقهى الصغير المجاور للدكان كان اسمه ” مقهى ناصر ” ، وكان رفقتة المصور الخاص للجريدة ، وتجمعنا نحن الصغار وبطريقة فضولية خلف الرجلين وطمعا بالظهور بالصور التي التقطها المصور ، مع ما صدر من اشخاص بطردنا وترك الصحفي يقوم بعمله ، لكن الحاج يونس رد عليهم : ” خلوهم مو مشكلة” ، لان الصور انذاك تنشر عن طريق ” القص واللصق ” القديمة ..

وللاختصار نعود لما تحدث به ” الافندي ” عندما ساله رئيس تحرير جريدة الثورة الحاج يونس الطائي عن عائدية الكويت ، كما صرح الزعيم عبد الكريم قاسم .. فقال:

حضر للبصرة رجل كبير وطاعن بالسن انذاك اسمه صباح ، صحبة عائلته واولاده ، وسكن قضاء ابي الخصيب ، وحدثت مشاكل بين ابناءه واهل المنطقة ، فانتقل لمكان آخر بالبصرة ، واستمرت مشاكل ابناءه ، رغم انتقاله لاكثر من منطقة ، وجائني شاكيا ، والحديث لابا كمال صبري افندي ، فكلمت والي البصرة حول الموضوع ورعاية هذه الاسرة ، فاقترح ان اسكنهم على ساحل الخليج ويتم اناطة حراسة ساحل الخليج بهم ، على ان يتم تخصيص مبلغ بسيط يدفع لهم سنويا بالروبية الهندية انذاك ، وعدد اكيال من موازين الحنطة والشعير والرز ، والتمر تقدم لهم ايضا كاجور اضافية لمساعدتهم بالعيش هناك . كون الساحل وخاصة اثناء مواسم صيد الاسماك كان يحضر اليه عدد من الصيادين وهناك غرفة صغيرة مبنية من الطين يستخدمونها كمخزن لمعدات الصيد ، وتسمت منطقة تواجدهم بالكويت ، وهي تصغير لكلمة كوت ، مثل كوت الزين وكوت الشيخ ” كوت الشيخ ” نسبة للشيخ خزعل الكعبي حاكم مدينة المحمرة انذاك …

واستطرد صبري افندي ، قائلا : ونفس هذا الامر حدث مع شخص رجل مسن آخر اسمه ثاني ، وكانت مشاكل ابناءه اكبر بكبير من اولاد صباح . وخاصة عندما سكنوا كل من الفاو اولا ، ومن بعد ذلك قضاء ابي الخصيب ، فاقترح الوالي ايضا اسكانهم بشبه جزيرة قطر ..

وهذه الشهادة التاريخية للرجل الثاني بالدولة العلية انذاك وهي الدولة العثمانية ، لدليل قاطع على التقسيم الاداري لولاية البصرة ، اهم ولاية من ولايات العراق الثلاث انذاك ” البصرة وبغداد ، والموصل ” ، رغم شفاهيتها ، لكن كل خرائط المنطقة محفوظة لليوم بدار الوثائق العراقية ببغداد ، وبالمكتبة البريطانية ..

وتبقى قضية خور عبد الله التميمي ، العراقي منذ القدم حقيقة تاريخية الى جانب عائدية كل المنطقة لولاية البصرة ، لان الدولة العراقية الحديثة استندت على عائدية اي شئ بالعراق الحديث على عائديته للدولة العثمانية ، ولازالت بشهادة جنسية معظم المسنين العراقيين وبظهر شهادة الجنسية ومنها شهادة جنسيتنا شخصيا مكتوب امام الاب والام ، ” عائدية الاب : عثمانية / وعائدية الام : عثمانية ” ، وعلى ضوء ذلك تم وقتها منحنا الجنسية العراقية …

وفي الختام وقبل السلام ، نقول سيظل العراق عراقا موحدا من زاخو حتى الكويت ، رغم انف كل من يحاول ان يقوم بتقسيمه ، فذاكرة الشعوب حية للابد وكل آت آت …

فيينا / 13 . 05 . 2025

*رئيس تحرير جريدة السيمر الاخبارية

www.saymar.org

alsaymarnews@gmail.com

  • شروكي من حملة مكعب الشين الشهير ، وبقايا القرامطة ، وحفدة ثورة الزنج

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً