الرئيسية / خلونا نسولف / خلونا نسولف

خلونا نسولف

فيينا / الثلاثاء  03 . 06 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

رسل جمال*

سالوفتنا اليوم عن أجواء العيد  بما ان عيد الاضحى المبارك على الابواب ، وكيف تتحوّل المعايدات إلى معايرات!
يُفترض أن يكون العيد مناسبةً للفرح، ولمّ الشمل، وتبادل التهاني الصادقة التي تبعث في النفس الطمأنينة والمحبّ، وفرصة للصلح ولم الشمل بين الاهل والاصحاب إلا أن الواقع في بعض البيوت والمجتمعات يروي حكايةً مختلفة؛ حيث تتحوّل هذه المناسبة السعيدة إلى ساحة للتلميحات، والمقارنات، وإطلاق الأحكام المغلّفة بمعايدات تبدو للوهلة الأولى بريئة، لكنها تحمل بين كلماتها رسائل مبطّنة، قد تترك أثرًا نفسيًا عميقًا في نفوس المتلقين، والذي يدعو للحزن ان المعايدات الجارحة تتكرر كل مناسبة وكل عيد دون ان يراعي قائلها التحديث!
معايدات بهيئة تذكير للشخص بواقعه الذي يعيشه ووغزه بشده على شكل معايدة
مثل:
“كل عام وإنت بخير… ليتك تفرحنا وتفرّح أمك بشي عريس/عروسة.”
“عيدك مبارك… بس للآن ما لقيت شغل؟”
“العيد الجاي نشوفك أنحف إن شاء الله!”
“أحلى عيدية من العيال اللي يجيبوا درجات أحسن منك!”
هي أمثلة على رسائل تبدأ بكلمات مبهجة وتنتهي بإبرة حادة تُغرز في قلب من يسمعها، وخاصة إذا جاءت من الأقارب أو أفراد العائلة . ما يبدو دعابة أو “حرصًا” يُفسَّر أحيانًا على أنه تقليل من شأن الشخص أو تذكير غير لطيف بنقطة ضعف أو موقف محرج، خصوصًا عندما تُقال أمام الجميع.
و نتيجة لهذه “المعايدات السامة”، بدأ بعض الأفراد يتجنبون حضور التجمعات العائلية أو المشاركة في زيارات العيد ، بل ويشعرون بأن العيد صار مناسبة لتجديد الضغوط النفسية لا لتجديد العلاقات، فيتحوّل القلق من انتقادات الأقارب إلى حاجز نفسي يمنع الإنسان من الاستمتاع بأجواء العيد، لا سيما إن كان يعاني من ظروف صعبة كالعطالة، أو تأخر الزواج، أو مشاكل صحية أو نفسية.
قد لا يقصد بعض الناس الإيذاء المباشر، بل يُطلقون هذه العبارات من باب العادة، أو ظنًا منهم أنها طريقة لإظهار الاهتمام ،لكن هذا لا يُعفيهم من مسؤولية تأثير كلماتهم، خصوصًا في مناسبات يفترض أن تسودها الألفة والدعم النفسي لا الإحراج واللوم.
من المهم أن نُعيد النظر في طريقة تواصلنا في العيد، فالمعايدة الحقيقية هي التي تُدخل السرور على القلب، وتمنح الأمل، ولا تثير الإحراج أو الحزن. يكفي أن نقول: “كل عام وأنت بخير”، دون أن نربطها بتوقعات أو تلميحات، ويمكن استبدال الملاحظات السلبية بدعوات إيجابية مثل:
“أسأل الله يحقق لك كل أمنياتك.”
“الله يكتب لك أيام أجمل من السابقة.”
“نورك يزيد عيدنا فرح.”
في الختام وقبل السلام  العيد مناسبة تُظهر أجمل ما فينا، لكن بعض السلوكيات تهدم هذه الروح دون أن نشعر، لذا، علينا أن نكون أكثر وعيًا بما نقول، وأكثر رحمة بمن حولنا، فالكلمة الطيبة لا تكلّف شيئًا، لكنها تبني جسرًا من المحبة قد يُصلح ما أفسدته مئات الكلمات الجارحة.

*سكرتير التحرير

بغداد / 23 . 05 . 2025
جريدة السيمر الاخبارية
www.saymar.org

alsaymarnews@gmail.com

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً