السيمر / الجمعة 11 . 08 . 2017
اعداد / محسن الشمري
هو الشيخ والشاعر عبدالله فاضل ولقبه ( ساري ) من قبائل عنزه عاش وترعرع في بادية العراق ابتلى بمرض الجدري ( مرض مخفي ومستعصي علاجه آنذاك )ً ومن عادات العرب اذا حصل مثل هذا المرض يامرون المريض بترك القبيلة ويتوجه الى ارض أخرى حتى يتشافى من مرضه او يموت .
ولكونه شيخ قومه وله مكانته بين القبيلة صعب الامر عليهم ان يامروا ساري العبدالله بالرحيل عنهم فقرروا ان يرحلوا هم ويتركوه طريح الفراش حتى لا يشعر بالعقوبة له فعاقبوا انفسهم بالرحيل عنه بدل من ان يرحل هو لذلك كان اغلب شعره يمدح اهله اينما سار ونزل وكلمة ( هلي ) ملازمة لجميع شعره حين رحلوا عنه تركوا له زاد يكفي له وماء وفراش وخيمة وكلبه الذي سماه “شير”وهي كلمة غير عربية بمعنى اسد
..بقى يصارع المرض وحده حتى حضرت له جماعة من عشيرة “صلبة “التي كان لها باع طويل بمزاولة مهنة الطب فشفى من مرضه بفضل تلك الجماعة ولكن المرض ترك بصماته على وجه فطفق يبحث عن عمل ليعيش فأتجه الى احد كبار الجزيرة انذاك وكان يدعى ( تمر باش ) فعمل عنده يقدم لضيوفه القهوة وفي ليلة ومن سياق الحديث في احد مجالس الشيخ (تمرباش ) وجه الشيخ كلمة نابية للشاعر عبدالله فاضل ( ساري ) تركت في نفسه اثرا ولكنه لم يتصرف بشيء وحين هدأ الليل ونام الناس قرا أشعارا من العتابه يذكر فيها محاسن اهله وعشيرته فأنتبه لذلك الشيخ تمرباش والح عليه بالسؤال عن اهله وعشيرته فأجاب الى ذلك لكن الشيخ تمرباش اراد ان يتحقق بالامر فأرسل جماعة ليقتصوا اخبار اهله وعشيرته فوجدوهم كما وصفهم باشعاره فاعتذر منه الشيخ تمر باوش و سمع بأخبار اهله وعشيرته فرحل يطلبهم وسكن بمنطقة قريبة منهم ببادية حمص وحماة وحين وصلت اخباره الى اهله وعشيرته وتيقنوا انه حي
ارسلوا اليه جماعة من وجهاء القوم والعشيرة لغرض مصالحته والاعتذار منه وان يعود بينهم معززا مكرما لكنه ابى ان يرجع معهم لعزة نفسه فلما يأسوا منه بالرجوع معهم اشارة احدهم ان يعرضوا عليه الضعن امامه عسى ان يحن ويرجع معهم فرحلت قبيلته ومرت من امامه بفرسانها وهم يلعبون على ظهور الخيل والابل تتمايل بالهوادج ورأى زوجته ثريا بهودجها وارخت لثامها فهاجت نفسه بالذكريات وتذكر الطفولة والبادية والفتوة فقال شعره البيت
ثريا تلوح والدنيا مسجبة
مطر وظعون خلاني مسج به
عجاج الظعن عنبر والمسج بي
اخير من القرايا المعطنات
فعاد معهم
من أشعاره الاخرى
هلي عز النزيل وعز من قال
ثقال الروز ماهم حجر منقال
الكان الناس مي هظل من قال
هلي نيسان طم العاليات..
هلي عز النزيل وعز منزال
ودوم الهم على الدربين منزال
عشوب الناس تنبت وهلي من زل
خضر ما يبسو بارح هوا..
هلي بالدار خلوني وشالوا
وخلوني جعود بطن شالو
على حدب الظهور اليوم شالو
وحايل دونهم كور وسراب..