فيينا / الجمعة 23. 05 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
رسل جمال
سالوفتنا اليوم عن (الستوري) في مواقع التواصل ما الغاية منها؟ ولماذا ننشر تفاصيل خاصة عنا ليراها الجميع؟ الحقيقة سألت نفسي هذا السؤال وانا التقط صورة ليدي وهي تحمل الكانونة الطبية؟ ثم جاءت لي لحظة ادراك؟ لماذا التقط صورة للكانونة؟ ما الرسالة التي اريد اوجهها عند نشر مثل هكذا صورة؟ فلست في ساحة حرب ولم اصاب على سفوح الجبهات !
هي وعكة صحية عابرة لكن لماذا اصبحت مثل هكذا صور وسيلة للبعض في لفت النظر، او استجداء الاهتمام؟
ورغم بساطة هذه الأداة، ( الستوري) إلا أن استخدامها بات محط تساؤل: هل الغرض منها فعلاً هو التعبير العفوي، أم أنها تحولت إلى وسيلة للتعبير ، أو تصدير السلبية، أو حتى إيصال رسائل مبطنة لأشخاص محددين؟
الواقع يشير إلى أن “الستوري” باتت أداة متعددة الأوجه. فبين من يستخدمها لمشاركة لحظة جميلة، أو مقولة ألهمته، نجد من ينشر صوراً أو عبارات هدفها غير واضح سوى إثارة الانتباه أو استدرار التعاطف، البعض ينشر يده مثلاً داخل مشفى، دون توضيح، فيدع المتابعين يتساءلون ويقلقون ويتفاعلون، وهذا قد يكون محاولة غير مباشرة لجذب الانتباه أو الشعور بالأهمية.
من جهة أخرى، كثير من الستوريات تحمل رسائل واضحة موجهة لشخص معين، سواء كان ذلك بدافع العتاب أو التلميح أو حتى الانتقام العاطفي، هذا النمط من التواصل قد يُرى كنوع من الجُبن في المواجهة أو نقص في النضج العاطفي، فبدلاً من الحديث المباشر والواضح، تُرمى الكلمات في العلن على أمل أن تصل للمعني بها وتحرجه أو تؤثر فيه.
السؤال هنا: هل هذا الأسلوب في التعبير حضاري؟ أم هو تدنٍّ في أساليب التواصل؟
الحقيقة أن استخدام “الستوري” بهذه الطريقة يكشف في كثير من الأحيان عن فجوة في الوعي العاطفي والاجتماعي، التواصل الحضاري لا يقوم على التلميحات والمراوغة، بل على الوضوح، والاحترام، والنقاش المباشر، أمّا الاستخدام السلبي للستوري، فهو يشي بحالة من الاضطراب الداخلي أو الحاجة الدائمة للإحساس بالانتباه، وهي مشاعر طبيعية لكنها تحتاج إلى احتواء صحي وليس استعراضاً إلكترونياً.
في الختام وقبل السلام يبقى “الستوري” أداة مثل أي وسيلة أخرى، تعكس شخصية مستخدمها، فإن استُخدمت للتواصل الإيجابي، كانت نافعة؛ وإن استُخدمت لتمرير الرسائل السلبية، كانت أداة تؤذي أكثر مما تبني، والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا مع كل منشور: لماذا أنشر هذا؟ ولمن؟ وهل فعلاً هذا هو أفضل أسلوب للتعبير؟
*سكرتير التحرير
بغداد / 23 . 05 . 2025
جريدة السيمر الاخبارية
www.saymar.org
alsaymarnews@gmail.com
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات