أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / حق تدمير المصير…!

حق تدمير المصير…!

السيمر / الاثنين 27 . 11 . 2017

حسن حاتم المذكور

1 ـــ كل شعب له الحق في تقرير مصيره, بذات الوقت يحرم عليه ان يكون سبباً في تدمير مصائر الأخرين كما حصل في استفتاء الأنفصال للأخوة الأكراد, عندما نتحايل على الحق يصبح الأمر خدعة, هكذا نفضل الحوار والبقاء معاً في دائرة الصدق والشفافية لنزيل عن بعضنا سوء الفهم والتجاوز, اما اذا حاصرنا المباديء والقيم بضيق الأفق والأنغلاق وادلجة القضايا سيخرج منها قائد أوحد متفرد, هنا يفقد حق تقرير المصير روحه ومشروعيته ويتصدر المشهد فيه دكتاتور شمولي مدمر يصبح التصدي له واجب وطني.
2 ـــ العائلة البرزانية وحزب عشيرتها أفرغوا القضية الكردية من أبسط مضامينها القومية, وجعلوا منها طلقة في صدر المصير العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية, لم يكن نصيب الشعب الكردي من المآساة والمعاناة بأقل من حصة الأسد, العراقيون لم يتنكروا لحق الشعوب في تقرير مصيرها, وهكذا حصل الشعب الكردي على مكاسب لم يحلم بها اشقاء له في تركيا وايران وسوريا, لكنهم (العراقيون) مجبرين في الدفاع عن وطن تشترك فيه جميع المكونات العراقية, بالضد تماماً من رغبة مسعود البرزاني في تدمير مصير شعبه عبر اكمال تدمير الدولة العراقية ومصير العراقيين معها, ان حق تقرير المصير تسبقه وبالضرورة مراحل, في مقدمتها الحريات الديمقراطية والسلم المجتمعي وتعزيز مبادي الأخوة وقيم الأنتماء والولاء, بعكسه مسعود البرزاني كان يقود بغلة منافعه الشخصية والعائلية والحزبية بأتجاه تفتيت وحدة شعبه وتمزيق العراق على صخرة الواقع والدولي والأقليمي.
3 ـــ مسعود البرزاني كان يخشى ان يفقد سلطته او تلتف حول عنقه ملفات الفساد والأرهب وحق الضحايا, فكانت حماقة الأستفتاء آخر فرصته, فسقط فيها وانهالت عليه نتائجها غير المحسوبة, الآن وعبر حماقة اضافية يبحث عن مخرج, قد يكون في اشعال حرب داخلية كردية ـــ كردية او مواجهات مسلحة غير متكافئة مع الجيش العراقي, وبقدر ما هي حماقة سوف لن تجد من يستجيب اليها او يشاركه فيها, ربما يستعير مسعود من التماسيح دموعها, والدموع المنافقة تفتقر لملح المصداقية, هنا على الدولة العراقية ان تتجاهل مسعود تماماً وتعتمد سلطة الدستور والأجراءات القانونية لأفراغه من فرص الخداع وردود الأفعال غير السارة, بذات الوقت ان تكون صادقة منصفة كريمة مع ضحايا الشعب الكردي.
4 ـــ ما كان مسعود برزاني ذكياً ولا المرحوم جلال طالباني شاطراً كما اوهمهما نجاري شخصيتيهما, انهما فقط يجيدان اللعب على حبال الأجندات الخارجية وادارة المكائد, طالباني توفى قبل استهلاكه وبرزاني خطفته النهاية وينتظر المسائلة من داخل اقفاص العدالة, كلاهما لا ضرورة لهما في تقرير مصير الشعب الكردي وقادم حراكه من داخل المشتركات الوطنية, الزمن الذي يضع فيه الضحية كيس جوعه على ظهره ويسير خلف سارقه لم يعد له معنى, اننا الآن في الزمن العراقي وقد بدأ مشواره.

27 / 11 / 2017

اترك تعليقاً