الرئيسية / مقالات / اسمه محمد وهو نبي الرحمة

اسمه محمد وهو نبي الرحمة

السيمر / الخميس 30 . 11 . 2017

رسل جمال

في ذكرى مولده صلوات ربي عليه وآله، لن اقول طلع البدر علينا، ولن اقول ماقاله الطلقاء عنه، اخ كريم وابن اخ كريم، ما اود قوله في يوم مولده الشريف، كيف انبثقت تلك الشخصية العظيمة؟، مابين كهوف وجبال، ووادي غير ذي زرع، ليؤسس ﻷمة جديدة خير ما أخرجت في ذلك الزمان، و كيف قام ببناء الانسان والاستثمار فيه.
دأب عليه صلوات الله وسلامه بخلق جيل قارئ وكاتب، بعد ما كان العربي لا يتقن سوى طنطة الشعر، فتحولت امة العرب في غضون سنون قليلة، من أمة اقوال الى امة افعال، انها عملية خلق ونمو، نحو الاعلى وتطور واضح لحضارة جديدة، لم يألفها الاعرابي يوما، فبعد ثقافة السلب والنهب والبداوة الغليظة، التي كانت سائدة في ذلك المجتمع، وغيرها من العادات الجاهلية، التي كانت منتشرة حول البيت العتيق.
أستبدلت تلك السلوكيات التي كانت راسخة قبل الاسلام، بمفاهيم جديدة كالسماحة، والفصاحة وكفالة اليتيم، والعطف على الضعيف، وحسن الجوار، والتآخي بين الناس، واصبح هناك تحول هائل في الجزيرة العربية، و تحول الانسان العربي وانتقاله من غلظة البداوة، الى اولى درجات التحضر والتمدن ، وبدأ يسير بخطى ثابتة في بناء حضارة تزاحم تلك الحضارات المحيطة به.
امتلك قائد الامة في غضون سنوات قليلة من الدعوة، القدر الكافي من الشجاعة، الذي جعله يرسل اصحابه لملوك الفرس والروم، يدعوهم الى رقعة خط بها “اسلموا تسلموا” أي ايمان؟ وأي يقين؟ كان يملك بان يتحدى تلك الامبراطوريات، وهي في اوج عظمتها، وهو مازال لم يمتلك عدة جيشه!
“وعلى الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد مااحملكم عليه تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا” انه الايمان المطلق بالقضية، واليقين التام بالله وبقدرته والكفر باصنام قريش واوثانها، انه تحول عنيف وانقلاب خطير، فلم يستعين عليه وآله الصلاة والسلام، باي دعم دولي ولم ينتظر مباركة اجنبية لتحقيق مشروعه، وحدها يد السماء من امتدت لرعاية هذا المد، وحفظ هذه الشجرة التي اخذت بالنمو والتشعب.
وحدها العقيدة الراسخة، والتوكل المطلق، بالدعوة وخالقها، هي ما جعلت اسم محمد يتردد منذ 14 قرن، خمس مرات في اليوم، اي خلود هذا؟ واي مجد؟ .
لقد شيد الرسول الاكرم، حضارة للاسلام اوﻵ وللعرب ثانيا، وجعل منها محط اعجاب العالم بل ومصدر للعلوم، وينبوع للفكر، اصبح الاسلام في يوم من الايام، قوة متنامية وبدأ بالزحف والتقدم نحو اقطار الدنيا، فاتحة بقوة السلاح مرة، وبقوة الحجة العقلية مرة اخرى، حتى اضحى الاسلام امبراطورية عظمى، لكن لم يصدر الارهاب يوما، ولم يكن للارهاب مكان في ابجدياته، فكان الرسول سفير السلام، والانموذج الامثل للخلق السامي المتعالي، عن بذور الفرقة والشقاق، الداعي الى الوحدة والانصهار مع الاخر، على اختلافه!

اترك تعليقاً