السيمر / الثلاثاء 19 . 12 . 2017
وداد عبد الزهرة فاخر *
مقال سابق تم نشره لاختيار شخص لا علاقة له بالادب والصحافة ليكون نقيبا للصحفيين العراقيين ، وفق عملية تحاصص حزبية ، وتم النشر بتاريخ 22/07/2008 ، ولا زال للآن نقيباً للصحفيين …
هناك بون شاسع بين زمنين وزمن يقاس بنصف دهر بين زمن جمهورية تموز الخير التي لا زلنا نعيش يوبيلها الذهبي وافراحها الجميلة لحد الآن ، وبين زمننا الاغبر الذي نعيش مآسيه مضافا للغربة المملة القاتلة . هناك وفي ذلك الزمن .
احد الجنود البسطاء من اهل اهوار الجنوب والذي لم يكن يعرف الا اوليات الكتابة والقراءه ، وعند التحاقه بالوحدة التي نسب اليها في كردستان العراق زمن العدوان الهمجي على اشقائنا الكرد وجد فيه آمر الحضيرة خير من يكون سائسا للبغال فكتب لوالده رسالة وقعت بيد المراقبة العسكرية يقول فيها لوالده انه ” اصبح سياسيا ” ، وبعد ان شبع ضرب وتعذيب لكونه لم يقر لاي حزب ينتمي آنذاك ، توصل الجماعة بكونه سائس البغال في الوحدة العسكرية ، ولجهله بالعربية كتب كلمة ” سياسي ” ..
والحديث عن نقابة الصحفيين العراقيين بعيد ثورة 14 تموز 1958 ، كان على راس نقابة الصحفيين العراقيين نخلة العراق السامقة الجواهري الكبير بكل ما يحمل من معاني الشاعر والمثقف والصحفي ، وابن حوزة النجف العلمية الذي ملأ صوته الآفاق ، وفاق حتى دنيا العروبة وتعداها ، وبين من حمل على اكتاف بقايا العفالقة ممن لف له عمامة او تسربل بالدين ليدعي العلم والمعرفة بالدين الحنيف ، ووفق المحاصصة القومية والطائفية في توزيع كل شئ في العراق من امواله وخيراته حتى أصغر مواطن فيه ليكون ووفق تلك المحاصصة أميا جديدا يسمي نفسه نقيب الصحفيين العراقيين خلفا للشهيد شهاب التميمي كما كان عهد عدي بن صدام المجدب بكل شئ . وهذا يشبه كثيرا السائس والنقيب الجديد للصحفيين في الجهل وقلة المعرفة .
ويكفي ما حصل من تنابز و(تهاوش) بين اطراف المعادلة التي كانت تروم السيطرة على مقاليد نقابة الصحفيين في العراق خاصة يوم ما سمي بـ ( انتخابات نقابة الصحفيين ) وما جرى فيها ، عندما عاب كل على الآخر انتمائه للعفالقة وباصوات عالية ، حالهم حال من ( يتهاوش ) على سرقة نفوط العراق من جنوبه حتى شماله ، فالكل سواء لان :
( حرامي الهوش يعرف حرامي الغنم ) ، بعد ان قلب مفهوم مقولة ( السياسة فن الممكن ) لـ ( السياسة فن السرقات ) ، واصبح الجميع سياسيين ، ليذكرني هذا المفهوم بحكاية حقيقية لمعيدي فقير من اهل الهور كان وبالكاد يفتح الخط فقد اختاره آمر الحضيرة سايس للبغال العائدة للوحدة التي يخدم فيها ، فكتب فرحا لابيه رسالة وقعت بيد الرقابة العسكرية آنذاك يقول فيها : ( ابي لقد اصبحت سياسيا ً ) ، وبعد اللتي واللتيا والضرب والكفخ والصوندات من قبل مديرية استخبارات الجيش علموا بانه ( سايس البغال في الوحدة ) ، لذالك بحثت في ملفات السياسي الجديد الذي ارتفع بواسطة عمائم البعض ليكون نقيبا للصحفيين العراقيين ، و ( هلهولة للبعث الصامد ) .
طالعني اسم ( مؤيد عزيز جاسم خلف اللامي ) مواليد 1963 ، ولا زال طالبا سنة رابعة في كلية الاعلام القسم المسائي ، لم اجد له بحثا او دراسة او مقالة تستحق الذكر . ولكن سيرتة تقول انه كان عضو فرقة في حزب العفالقة البائدين – نسبة للامم البائدة كطسم وجديس – وكان ضمن تشكيلات فدائيي صدام . ثم رئيسا لنقابة الموسيقيين في محافظة ميسان ، وعينا لعدي صدام حسين على الشرفاء من المثقفين والفنانين العراقيين في ميسان . وقد تم صرف 11 مليون دينار للآن من اموال النقابة بين اجور اكل وفنادق ورشاوى للتهيئة للانتخابات الاخيرة والجلوس على كرسي النقابة .
وتشير الارقام التي تحدثت عن العدد الهائل لاعضاء نقابة الصحفيين بحيث تثير خيال القارئ ، فحتى العامل المسؤول عن مضخة البنزين في المحطة المقابلة لمبنى النقابة يحمل هوية صحفي لان الجماعة يحتاجونه دائما عند ازمة البنزين والوقود ، وكشف احد التجار المترددين على الاردن بانه يحمل هوية نقابة الصحفيين لكي يتحرك بحجة كونه صحفي بسهولة للخارج والداخل وكل ذلك لم يكلفه غير 100 دولار فقط .
أما ما يقوله الصحفيون الحقيقيون فهو غير ذلك إذ انهم يشكون من عدم صدور هوياتهم الصحفية وبعض ملفاتهم كانت مذيلة بتوقيع النقيب الشهيد شهاب التميمي باصدار هوياتهم قبل استشهاده ، لكنهم لا زالوا مثل جودو بانتظار صدور الهوية ، بينما صرفت الآف الهويات الكاذبة لاشخاص ليس لهم علاقة بالف باء الصحافة . أما اذا صرفت الهوية فسيكون لك الموظف المسؤول عن الصرف بالمرصاد حيث يطلب منك كارت موبايل بقيمة 10 دولار لاغير لكي يصرف لك هويتك .
كل ذلك يجري في نقابة اسمها نقابة الصحفيين ، وكل هذه الملاحظات تثير سؤالا ملحا وهو هل كان لمن شارك في التزوير والصرف والنهب والسلب علاقة بحادث استشهاد النقيب السابق الذي كان دائم الاعتراض على ما يجري من بذخ وصرف غير قانوني ؟؟! .
وكيف نقارن بين عهدين عهد ثورة تموز العظيمة يوم تربع على كرسي نقابة الصحفيين ابو فرات الجواهري الكبير بكل ما يحمل من معاني وعلم بالقوافي وبين ( زعطوط عفلقي ) كان حتى الامس احد فدائيي صدام ؟!! .
*شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
www.saymar.com
للنشر حصريا في الوسط