السيمر / السبت 06 . 01 . 2018
عبد الستار نور علي
لينوس غوردْفلت Linus Gårdfeldt شاعر سويدي من مواليد عام 1981 . أصدر حتى اليوم ثلاث مجموعات شعرية هي:
1. لكنْ ليس للأرضية فمٌ “Men golvet har ingen mun” 2009 وهي مجموعته البكر
2. أغنية الجبل الرمادي (Gråbergsång) 2012
3. أنِرْ مع القرد (lys med apan) 2015
لقد قمْتُ بترجمة مجموعته البكر (لكنْ ليس للأرضية فمٌ) عام 2009 ، وقد نامتْ في أدراج محفوظاتي حتى حرّرْتُها منْ قيدها مؤخراً، فأرسلتُها الى مجلة (الثقافة الجديدة) كي تنطلق الى الفضاء العربي منْ بوابتها، بعد اخباري الشاعر الذي استقبل هذا بفرح وشكر غامرين قائلاً:”يسرني جداً أنْ يُقرأُ شعري بالعربية”. وقد نُشرتْ في العدد 386 كانون الثاني 2017 . وها أنا أنشرها على المواقع الألكترونية وعلى أجزاء ، هذا أولها.
استُقبلَتْ المجموعةُ بحفاوة واندهاش من النقاد والصفحات الثقافية لمختلف الصحف، فكتبوا عنها وعن شاعرها، واقاموا حوارات معه، ليصبح أحد الأسماء الشابة البارزة في الشعر السويدي.
هذا هو الجزء الأول من المجموعة.
الأرضية GOLVET
1
لاتوجد مصابيح هنا في الداخل، كلا، ولا مصباح،
فقط الأذن ويدان للضغط باتجاه الأرضية،
لكنْ ليس للأرضية فمٌ ولا يمكنها النطق،
2
الغرفة صامتة، أنا هنا فحسب،
أتحرك داخل الغرفة لامرئياً،
أبحث في الأدراج، أنظر الى الخارج خلال النافذة،
أرى عيني ثعلبٍ تلمعان حيث يتلاشى ضوء النهار،
3
يحدث هذا داخل الرأس،
حيث توجد أيادٍ في الرأس تجمع الأوساخ،
توجد أسماك أيضاً، لكنها تتخفّى،
تُنقَلُ منْ صُدغٍ إلى صُدغ في زوارقَ خاصةٍ،
4
أحوكُ طريقاً خلال الفم الى الداخل،
أرسم رأسي بطبشورةٍ فوق الأرضية،
أصواتٌ تتسربُ من حافات ألواح الأرضية الخشبية،
الأيادي تجيب حين يصيح جرو الثعلب،
5
دافناً نفسه في الأرضية مصاباً بدُوار،
مالئاً يديه بكل الأشياء الآخرى،
باب سريّ في الأسفل يفضي إلى شيء يحيا،
قلب خافق، عين مفتوحة على الآخر،
6
كلّ شيء هناك في الأسفلِ يتهشم،
مثلَ كِسَرٍ من الرغيف حول الفم الجائع،
همهمة صاعدةٌ من أغانٍ منسيةٍ بعيدة،
فتحة في أرضيةٍ حيث تُقيم الحكايات،
7
كي تتنفسَ في الفتحة، ابتلعِ الحكاياتِ، واغفُ،
كنْ يقظاً وغنِّ حتى تنطفئ المصابيح،
8
توتٌ أحمر ينمو من الصدر،
توت أحمر ينمو من الفتحة،
اليد تمتدّ مستقيمة عبرَ الغرفة،
وداخلةً إلى غرفة أخرى.
5.4.2017