السيمر / الأحد 07 . 01 . 2018
رسل جمال
جيش بلغ من العمر السابعة والتسعين عتيا، ازدحمت مسيرة حياته بأنجزات كبيرة وكثيرة، يكاد يكون الجيش الوحيد في المنطقة، الذي يحمل سجل مثقل بالاحداث، والمحطات التي شكلت مفترق طرق، وانعطافات حادة سنأتي على ذكر بعضها؛ فرغم اضطراب الحياة السياسية العراقية، الا انه شكل القوة التي كانت ومازالت صمام الامان، ووتد الاستقرار الامني الداخلي.
المنعطف الاول؛ مما يجدر الاشارة له اصابة ” الصمام ” ببعض الجلطات ادت الى انقلابات، جاءت بشخصيات ابعد ماتكون عن النظام العسكري، للتسلط وتستولي على هذه القوة العتيدة، وعملت على عسكرة مفاصل المجتمع، ابتداء من المدرسة مرورا بالشارع، هذا ما يفسر ماقام به صدام حسين من اقحام الجيش العراقي بسلسلة حروب، لا طائل من ورائها سوى استعراض عضلاته في المنطقة، ادت الى استنزاف للطاقات من جهة وتآكل للمنظومة العسكرية وانهاكها من جهة اخرى.
المنعطف الثاني؛جاء اعلان ” بول برايمر” الاهوج بحل الجيش العراقي، ليزيد الطين بله في بلد انهارت اغلب مؤسساته الامنية، لكن ما لبث حتى أعيد تشكيل قوة الجيش مرة اخرى، بعد ما اثبتت التجارب ان الامن لا يمكن ان يستتب الا بوجود قوة عسكرية وطنية، ذات مهنية عالية تعمل على مسك حدود البلاد خارجيآ، وفرض هيبة الدولة في الداخل.
المنعطف الثالث؛ اعلان النصر العظيم على داعش الارهاب، لا يمكن ان نبخس هذا المنعطف حقه، ولا يمكن ان يختصر بسطور قليلة، اذا مثل هذا الاعلان انتصار لمعارك استمرت لثلاث سنوات عجاف، نزف خلالها الجيش العراقي الكثير من الدماء، وقدم العديد من التضحيات الجسام، وخاض حرب مريرة وشرسة نيابة عن العالم، فقد اثبت الجيش العراقي الباسل في كل منعطف، انه اكبر واسمى من اي نفس طائفي، ولا يمكن ان يكون ضمن محور حزبي ضيق، اذ يضم بين صفوفه، ابناء الجنوب الى جانب اخوانهم الكرد، يساندهم اخوانهم من المناطق الغربية، وهم جميعآ وراء خط صد واحد وهم يمثلون عراق مصغر بكافة الوانه واطيافه، يلبسون جميعهم ذات الزي”البدلة المرقطة”.