السيمر / الأحد 07 . 01 . 2018
محمد جواد الميالي
إن فلسفة التسلق، تختلف من عالم إلى آخر، فتسلق الجبال يحتاج جهد بدني عالي، وتسلق الأحزاب يحتاج جهد كلامي أعلى.
من أصعب علوم الفلسفة، هي فلسفة السياسة، فهي عبارة عن شجرة متشعبة الجذور، ولها أبواب كثيرة، ومن رام وصل المناصب، علية بفلسفة السياسة، ولكل شخص طريقته في هذا العلم.
تختلف عقليات الناس، بأختلاف بيئتهم التي ساهمت في بناء شخصيتهم، وكذلك بأختلاف مدى وعيهم الفكري والثقافي، وهذا يعود على طبيعتهم في العمل والحياة، حيث أن هناك من يطرقون باب السياسي، لغرض الوصول إلى المنصب، ويستقبلون صاحب الحزب أو التيار، بشخصية المتملق أو المنافق، فالأول يعمل على تأليه من هم أعلى منه سلطة، داخل الكيان الذي ينتمي إليه، ليس حباً فيه وإنما تقرباً منه، لغرض الوصول إلى ما يرمي إليه، أما الثاني فيحاول إسقاط من معه في الحزب أو التيار، لكي لا يبقى منافس له، ويستطيع الظفر بالمنصب الذي يريده، والإثنان طرقهما ملتوية، بعيده كل البعد عن نزاهة وشرف المنافسة، في الوصول للمناصب السياسية.
إن عملية التسلق المجهدة للسان، الذي قام بها المنافق والمتملق، داخل التيارات والاحزاب الفاشلة، لا تعود على العملية السياسية بالنفع، بل تعمل على فشل إدارة السلطة، لأن من يتبع طرق ملتوية كهذه، لن يفكر في مصلحة بلد، أو يعمل على النهوض بحظارة وثقافة العراق، بل سيعمل من أجل مصلحته الشخصية، والإثنان سوف يخلعان رداء التملق والتسقيط، ويرتديان رداء السرقة، وقد أنتجت الأنتخابات التشريعية في العراق، العديد من السراق، حيث هناك الكثير ممن تسلق الأحزاب السياسية، للوصل إلى السلطة، وقام بسرقة ما يشاء في ضل غياب النزاهة وعدم مكافحة الفاسدين، وكذلك دعم حزبه أو تياره لهُ، وكل هذا تسبب في إنهيار الإقتصاد العراقي، وسبب أزمة التقشف في 2014م .
إن أغلب هذه الشخصيات الفاشلة، تجد لها مكان داخل الكيانات السياسية الغير نزيهة، ولكن هذهِ الأحزاب تتبع مقولة، لكل فعل رد فعل، وتسلق الفاسدين إلى المناصب، يجب عليه أن يعود بالأموال على أصحاب الاحزاب والتيارات، لذلك لا نجد أي محاسبة للحيتان الفاسدة في محيط السياسة، حتى ضاع النزيه وعدم وصول المثقفين، والأشخاص المناسبين إلى المكان المناسب في السلطة، بسبب تفشي الفساد الإداري والتنظيمي، داخل أروقة الأحزاب السياسية، ولكن بعد 2014م، هناك بذرة أمل بدأت بالنمو على أرض السياسة العراقية، بذرة إهتمت وجذبت المثقفين والأشخاص النزيهين إليها، على أمل أن يكون لهؤلاء الشباب المثقفين، دور في العملية السياسية القادمة.
إن ضجيج هؤلاء الفاسدين أزعجنا كثيراً، مما دفع بالكثير من الشباب الواعي، في الدخول في معترك السياسة العراقية، لكن الأهم هل ستتاح لهم الفرصة، للتسلق والوصول لقمة العملية السياسية؟ أم ستدفن هذه البذرة قبل أن يشتد عودها؟