السيمر / الأربعاء 17 . 01 . 2018
غسان الإماره
بعد الفترة الزمنية التي حكمها الخلفاء الثلاثة، بعد رسول الله(ص) حيث غياب الحق الشرعي للإمامة المنصوص عليها من قبل السماء، من غير فصل، أتى دور أمير المؤمنين علي ع، بعد مطالبة جمهور المسلمين، بجعله حاكما فعليا على الناس، ومن بين أولئك المطالبين، بل أغلب جمهور المسلمين، ممن هم أصحاب الولاء الخارجي للإمام علي(عليه السلام )
أستجاب الإمام (عليه السلام )لمطالبهم، وكان يعلم أنهم لايتقومون، ولاينسجمون مع ماهو عليه من قوانين السماء.
وجد الإمام(عليه السلام ) صعوبة في توجيه تلك الشريحة من الناس، وكلما أراد التغيير في سلوكياتهم التي توارثوها من الحكام السابقين، صرخوا بأعلى أصواتهم: أميتت السنة وأحيت البدعة!
هنا تتبين بوضوح، صعوبة قيادة الأمة، ويجد الحاكم الجديد، عقبات كثيرة وكبيرة، تقف أمام طريقه.
أبدع الإمام علي(عليه السلام ) في مجال الصبر، لإنه لم يجد غيره بديلا، أمام أمة تجهل شخصه المبارك، حتى تجرع الويلات، وقال(عليه السلام )(ملأتم قلبي قيحا)
فمن الصعب جدا، تربية أو قيادة جيل، قد ترعرع ونشأ على سلوكيات وأفكار معينة، حتى أصبحت تلك الأفكار والسلوكيات، ثقافات مترسخة في نفوسهم وعقولهم.
أعتقد أننا نتلمس تلك الأحداث في زماننا، وأن التاريخ يعيدها لنا بصور واضحة، وما يواجهه بعض القادة الصالحين في زماننا، والذين يتزعمون شرائح المجتمع الخليط، والمتعدد الأفكار، والميولات والأتجاهات، هو ذاته الذي واجهه السلف الصالح من قبل، ولا نجاح في مثل هكذا مجتمعات، إلا الصبر ومدارات الناس، وتحمل الأذى.