السيمر / الخميس 25 . 01 . 2018 — أفادت صحيفة “العرب” في تقرير لها نشرته اليوم الخميس، بان القوى السياسية السنية اشترطت على رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، سحب الحشد الشعبي من المدن المحررة من تنظيم داعش، مقابل التحالف معه بعد الانتخابات، فيما لفتت إلى أن العبادي خيب ظن السنة عندما لم يضم تحالفه اسماً سنياً بارزاً.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن “شخصيات عراقية سنية تطالب رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بإصدار تعليمات لسحب فصائل الحشد الشعبي من المحافظات السنية كأحد الشروط الضرورية لإنجاح الانتخابات المقررة ليوم 12 مايو القادم. لكن إلى الآن لم ترشح أي مؤشرات على أن العبادي سيتخذ هذه الخطوة”.
وأضافت، أنه “لم يقتنع طيف مؤثر من الوسط السياسي السني بأن إقرار البرلمان قانون الانتخابات، هو الرد النهائي على مطلبه بتأجيل الاقتراع”.
وأوضحت، أن “القوى السياسية السُنية تتخوف من أن تفقد الكثير من تمثيلها في الحكومة والبرلمان القادمين في حال عدم مشاركة أكثر من مليوني نازح في الانتخابات”.
وأشارت الى أن “حسم البرلمان، مطلع الأسبوع، الجدل بشأن موعد الانتخابات بعد صدور قرار قضائي ومرسوم من رئيس الجمهورية، ليثبّت يوم 12 مايو القادم موعدا للاقتراع العام”.
وقالت، إن “نواباً سنة في البرلمان العراقي يواصلون التلويح بإمكانية مقاطعتهم الانتخابات، في حال لم تف الحكومة بوعودها التي تضمن نزاهة الاقتراع”، مبينة أن “هؤلاء يضغطون لإخراج الحشد الشعبي من المناطق ذات الغالبية السنية قبل إجراء الانتخابات، وهو مطلب يحاكي رغبة شعبية واسعة في عدد من المحافظات”.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها الى أن “بعض الفصائل المسلحة المنضوية ضمن الحشد الشعبي احتفظت بجزء من قواتها في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار التي يغلب السنة على سكانها، بالرغم من اكتمال عمليات تطهيرها”.
ونوهت الى أن “المناطق السنية تعاني من تدمير بناها التحتية ونقص في الخدمات الأساسية وندرة فرص العمل، فيما يبدو المستقبل قاتما في ظل استمرار عجز موازنة الدولة العراقية”.
وتخشى القوى السنية، وفق التقرير، من أن “يتحول الحشد الشعبي إلى منافس لها على مقاعد هذه المحافظات، مع استمرار سيطرته على السلاح في ظل الفوضى الأمنية في هذه المناطق بعد تحريرها” وفقاً للصحيفة.
كما أشار تقرير الصحيفة الى أن “مخاوف السكان أشعلت حقيقة أن الفصائل التي احتفظت بمقاتليها في المناطق السنية موالية لإيران، وعرفت بصلتها المتوترة مع رئيس الوزراء حيدر العبادي”، مبيناً أنه “لا يجد الكثير من الساسة السنة شيئا يقولونه لجمهورهم المفترض، غير وعدهم بإبعاد الحشد الشعبي عن المناطق السنية. ولكن هذا المطلب الشعبي، ربما يمثل فرصة أمام العبادي لاختراق الوسط السني انتخابيا”، بحسب مراقبين.
وذكرت الصحيفة، أنه “ربما يعاقب الناخبون السنة ممثليهم في البرلمان والحكومة، بعدما عجزوا عن التخفيف من معاناة أبناء هذا المكون، خلال موجة نزوح كبرى من مناطقهم عقب سيطرة تنظيم داعش عليها صيف 2014”.
وقالت الصحيفة، أن “شعبية العبادي المتنامية تعرضت إلى اهتزاز مؤقت، عندما أعلن تحالفه مع فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران، لخوض الانتخابات المقررة في 12 أيار القادم ضمن قائمة موحدة”.
وبحسب مراقبين، نقلت عنهم الصحيفة، فإن “العبادي الذي بدأ في اكتساب ثقة مختلف المكونات الديموغرافية في العراق نسبيا مع نجاحه في عملية طرد تنظيم داعش من جميع معاقله الكبيرة في البلاد، تعرض إلى نكسة شعبية بعدما تحالف مع عدو السنة الأول حاليا، وهو الحشد الشعبي الخاضع لإيران”، على حد وصفها إياه.
وتابعت الصحيفة، أنه “مع أن تحالف العبادي والحشد لم يستمر إلا 10 ساعات قبل أن ينهار في ظروف غامضة، إلا أن علامات استفهام كثيرة وضعت على توجهات رئيس الوزراء الانتخابية”، فيما يقول مراقبون إن “هذه التحولات السريعة أضرت بشعبيته”.
وأكملت: “في حال اتخذ العبادي قرارات واضحة بشأن وجود الحشد الشعبي في المناطق السنية، فقد يحظى بدعم جماهيري جديد يعزز حظوظه في الانتخابات المقبلة”.
ويقول مراقبون، نقلت الصحيفة عنهم في تقريرها، إن “صدور قرار بسحب الحشد الشعبي من المناطق السنية سيمثل جواز مرور للعبادي نحو الناخبين السنة، ويوفر لهم بديلا محتملا بعدما شاعت في مناطقهم دعوة لمقاطعة الانتخابات”.
وبحسب مصادر الصحيفة السياسية، فقد “عدلت قوى سياسية سنية عديدة في بغداد والأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، عن قرار التحالف مع العبادي عندما تحالف مع الحشد الشعبي. لكن هذه القوى لم تعد لديها مشكلة في العمل مع العبادي مجددا”.
واعتبر مراقب سياسي عراقي، وفق التقرير الذي نشرته صحيفة “العرب”، أن “العبادي لا يقوى على إصدار أوامر للحشد الشعبي، بالرغم مما قيل من أن قوات الحشد تابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة التي يترأسها بنفسه. ونظريا فإن التشديد على ضرورة انسحاب الحشد الشعبي من المناطق ذات الأغلبية السنية يعزز من وجهة نظر الأحزاب السنية التي تدين الحشد بارتكاب جرائم في تلك المناطق، وهو ما يرفض الاعتراف به الزعماء الشيعة ومنهم العبادي”.
وأضاف المراقب ذاته، أن “سكان المناطق المحررة من داعش فقدوا الثقة بسياسييهم الذين خذلوهم مرتين، مرة حين احتلت مناطقهم ومرة أخرى حين حررت بطريقة عنيفة أدت إلى تدمير الجزء الأكبر منها وإلحاق أضرار هائلة بالمدنيين”.
وأكد على أن “أهالي محافظات نينوى والأنبار وديالى وصلاح الدين لا يثقون بالسياسيين الشيعة أيضا. فأولئك السياسيون هم المسؤولون بشكل مباشر عما انتهت إليه الأحوال في تلك المناطق من خراب شامل”.
واستبعد أن “تذهب أصوات الناخبين إلى مرشحين شيعة في ظل استمرار التجاذب الطائفي”.
ولفتت الصحيفة الى ان “العبادي من جهته لم يقدم وعودا على مستوى الإعمار أو على الأقل على مستوى تخفيف التوتر الذي تعاني منه المناطق ذات الأغلبية السنية التي لا يزال جزء كبير من سكانها غير قادر على العودة إليها”.
كما أن تحالفات العبادي، بحسب التقرير، “لم تسفر إلا عن توجه طائفي، سيكون سببا في المزيد من التخندق الطائفي الذي لا يشير إلى إمكانية حدوث تغيير في المعادلات السياسية”.
وقالت الصحيفة، إن “العبادي خيب آمال الكثير من الناخبين في المناطق المحررة من داعش، بخلو قائمته التحالفية من أي شخصية سنية بارزة”، فيما نقلت عن مراقبين أن “العبادي يمكن أن يستغل مخاوف الجمهور السني من الحشد الشعبي، ويحولها إلى رصيد انتخابي”.
واختتمت بالقول، إنه “باستثناء إياد علاوي الذي ينحدر من أصول شيعية، وحقق فوزا كاسحا في المناطق السنية في العام 2010، لم يسبق لأي مرشح أن نال ثقة ناخبين من غير طائفته خلال العمليات الانتخابية التي شهدها العراق”.
الرئيسية / الأخبار / اتحاد البعث يمد غصن زيتون ملوث بالسم للعبادي :: صحيفة لندنية .. القوى السنية اشترطت على العبادي سحب الحشد الشعبي من المدن الغربية للتحالف معه بعد الانتخابات