السيمر / الاثنين 12 . 02 . 2018 — قام وفد سعودي رسمي امس الأحد بزيارة رسمية إلى محافظة البصرة جنوبي العراق والتقى محافظ المدينة أسعد العيداني والمسؤولين فيها، لبحث الاستعدادات الخاصة بافتتاح قنصلية سعودية في المحافظة ذات الغالبية الشيعية.
وتضم محافظة البصرة 5 قنصليات أجنبية هي الأميركية والروسية والكويتية والمصرية والإيرانية.
وقال معاون محافظ البصرة معين الحسن في تصريح لعدد من وسائل الإعلام على هامش استقبال الوفد السعودي إن “الحكومة المحلية في محافظة البصرة وعدت الوفد السعودي بتقديم كافة التسهيلات والاجراءات من أجل إعادة افتتاح القنصلية”.
وقال رئيس الوفد السعودي عبدالرحمن الشهري الذي يشغل منصب نائب رئيس الدائرة الاعلامية في الخارجية السعودية في تصريح عقب الاجتماع إن “الوفد جاء وفقا لتوجيهات السلطات السعودية وإن إعادة افتتاح القنصلية سيكون قريبا وستعمل على تقديم الخدمات والتسهيلات للحجاج والمعتمرين والوفود الاقتصادية بين البلدين”.
وأغلقت القنصلية السعودية في محافظة البصرة عام 1990 بعد حرب الخليج الثانية (اجتياح صدام حسين للكويت).
وبدأت العلاقات العراقية السعودية العودة تدريجيا بعد توتر عقب تقديم بغداد طلبا في أغسطس/اب 2016 للرياض لاستبدال سفيرها ثامر السبهان على خلفية اتهامه من قبل بغداد بـ”تدخله في الشأن الداخلي العراقي”.
والبصرة هي ثاني أكبر مدن العراق بعد محافظة الأنبار (غرب) وتقع في أقصى جنوب العراق على الضفة الغربية لشط العرب وهو المعبر المائي الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات.
وتحتوي البصرة على أكبر آبار العراق النفطية وتنتج ما لا يقل عن 80 بالمئة من النفط العراقي وهي المنفذ البحري الوحيد للعراق على العالم ويصدر العراق غالبية نفطه عبر موانئ البصرة.
وبعد قطيعة دامت نحو 27 عاما، شهدت العلاقات بين البلدين عودة تدريجية حيث توجا تقاربهما بالإعلان في اكتوبر/تشرين الأول 2017 عن مجلس تنسيق اقتصادي.
وقطعت السعودية علاقاتها مع العراق عقب اجتياح الدكتاتور صدام حسين للكويت في العام 1990. واستمر التوتر بين البلدين خصوصا خلال تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة العراقية على مدى ثماني سنوات.
وبدأت آثار التقارب تتضح مع افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية في أغسطس/اب 2017 وصولا إلى قيام شركة الرحلات السعودية الاقتصادية طيران ناس (فلاي ناس) في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي بأول رحلة تجارية بين الرياض وبغداد منذ 1990.
وكان العبادي زار السعودية في يونيو/حزيران 2017 بعيد زيارة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد للمرة الأولى لوزير سعودي منذ 14 عاما.
وتعمل السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة على الحد من نفوذ إيران في المنطقة، خصوصا في ظل السياسة المتشددة التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواجهة أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وتتمتع إيران بنفوذ واسع في بغداد منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين على أيدي القوات الأميركية في العام 2003. وتسعى الرياض إلى مقارعة هذا النفوذ.
ويؤسس مجلس التنسيق الاقتصادي المشترك لمرحلة طموحة من العمل التجاري والاقتصادي والاستثماري غير المحدود بما يشكل حجر الأساس في العمل والتخطيط المتوسط والبعيد المدى.
المصدر: ميدل ايست اونلاين