السيمر / الثلاثاء 13 . 02 . 2018 — نشرت صحيفة الشرق الاوسط تقريراً تحدثت فيها عن موضوع عودة عوائل مسلحي تنظيم داعش الى الرمادي وامكانية ان يؤدي ذلك الى مواجهة تسفك فيها الدماء بحسبها.
وقالت الصحيفة في تقريرها ان “أهالي الأنبار يسعون إلى ترسيخ معادلة يعدونها ثابتة في قواميسهم؛ وهي أن إمكانية عودة عائلات مقاتلي تنظيم داعش إلى مناطقهم مجددا، تعني عودة الدماء إلى شوارع المحافظة والدخول في دوامة ثأر لا تنتهي”.
ونقلت الصحيفة عن عمر شيحان العلواني (35 عاما) الذي قاتل داعش، أن “الثأر لا يزول في منطقته”.
وكانت القوات العراقية استعادت الرمادي من أيدي داعش عام 2016، وأعلن العراق في ديسمبر (كانون الأول) 2017 الانتصار على المتطرفين بعد استعادة كل المدن التي كان يسيطر عليها.
ويقول العلواني: “نحن في الأنبار عشائر، لو أن ابن عشيرة ما، تعرض أبوه أو أخوه للقتل، فإن عشيرته ستأخذ بثأره، وأي شخص يستوفي الدم، ولو كان ابن عم القاتل”.
ويضيف الشاب الذي يرتدي كوفية حمراء مع اللون الأبيض تتدلى حتى لحيته الشقراء: “لا نريد العودة إلى المربع الأول، وإعادة الدواعش بيننا والدخول في دوامة الثارات. لا نريدهم هنا. ممنوع منعا باتا. إذا عادوا فإن الدماء لن توقفها لا عشائر ولا عمليات عسكرية”.
بدأت معركة الأنبار في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2013 بتمرد من العشائر السنية ضد الحكومة. وبعد شهر تقريبا، سقطت الفلوجة بيد المتطرفين، وفي مايو (أيار) 2015 بعد أكثر من عام من المعارك، كان دور الرمادي وفقاً لما ذكرته الصحيفة في تقريرها.
واستمر الوضع على حاله حتى 2016 إلى أن استعادت القوات العراقية مدعومة من فصائل الحشد الشعبي المدينتين، لكنها لم تفرض سيطرتها على كامل المحافظة إلا نهاية عام 2017.
وتقول الصحيفة ان السكان دفعوا ثمن خيارهم دما ودمارا، ويؤكدون اليوم أنهم لا يرغبون في تكرار الخطأ نفسه.
وتنقل الصحيفة عن المواطن الستيني خميس الدحل، أن “الحكومة لن تفرض علينا من كان له يد فيما حصل بالأنبار. هؤلاء قتلوا رجالا ونساء وأطفالا”.
ويضيف: “هؤلاء منبوذون والمجتمع يرفضهم”. ويوافقه نائب رئيس مجلس العشائر في الأنبار الشيخ محمد مخلف، الرأي، قائلا: “لدينا حموضة من عائلات الدواعش. لن نهضمهم ولن يهضمهم المجتمع”.
رغم ذلك، فإن المقاتل العشائري السابق عمر خميس إبراهيم يبدو أكثر اعتدالا تجاه الموضوع. يقول إبراهيم: “نحن لسنا ضد العودة، لكن التوقيت خاطئ، ويراد منه إثارة الفتنة وعودة الدماء إلى شوارع الأنبار”.
ويرى الأربعيني أن الحل هو “أن يكون هؤلاء في مخيم تشرف عليه الحكومة العراقية (…) وأن يخضعوا لمحاضرات يومية ليفهموا معنى التعايش ومحاربة الفكر المتطرف”.
وتشير مصادر أمنية إلى أن نحو 380 عائلة من عائلات المتطرفين؛ نساء وأطفالا، قد فروا من منازلهم بعد هزيمة تنظيم داعش، وهم حاليا موزعون على مخيمين في المحافظة.
وحين سيطر تنظيم داعش على محافظة الأنبار وفقاً للصحيفة، بدأ عناصر ما تسمى “الحسبة”؛ أي الشرطة الدينية، بتنفيذ أوامر المحاكم الشرعية للتنظيم، ومعاقبة من يصفونهم بـ”المرتدين والمخالفين لتعاليم الخلافة”.
وتنوعت العقوبات في ذلك الوقت؛ بدءا من الجلد في ساحات عامة، إلى الإعدام، على غرار ما حصل مع عشيرة البونمر في قضاء هيت، بعد رفضها مبايعة التنظيم.
وارتكب التنظيم فظائع، تبعتها عمليات إحراق وتدمير وتفجير منازل العشرات من المنتسبين للقوات الأمنية العراقية أو لعشائر موالية للحكومة. ويشير رئيس برنامج الأمم المتحدة للإسكان في العراق عرفان علي، إلى أن 8289 منزلا في الرمادي و1244 في الفلوجة، دمرت أو أصيبت بأضرار بالغة.
بغداد اليوم