السيمر / الجمعة 02 . 03 . 2018 — مع اقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في أيار المقبل، اطلقت الأحزاب السياسية العراقية حملة التعبئة والتثقيف، استعداداً لخوضها، إذ شملت الاستعدادات تغييراً في بنيتها الحزبية وانشقاقات داخل كتلها سعياً منها لتغيّر صورتها المشوّهة لدى المواطن وسط تحرّك حميم من قبل أمريكا والغرب لكسب أكبر قدر ممكن من القوى السياسية بغية تحقيق اجندتها المعلنة والسرية في البلاد .
حيث بدأت مراكز أبحاث ومعاهد أمريكية وبريطانية بالترويج لدراسات تدعي اجراءها بالعراق بشأن رأي الناخب العراقي بالتحالفات والشخصيات السياسية وإعلان أرقام محددة لعدد المقاعد التي ستحظى بها التحالفات
اذ كشف استطلاع للرأي اجراه مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي «icb» عدد المقاعد التي ستحصل عليها أهم التحالفات الانتخابية ومنها النصر بـ89 مقعداً في البرلمان العراقي الجديد وأرقام أخرى لبقية الكيانات. وهذا الأمر الذي أثار جدلاً وتساؤلات في الأوساط الشعبية والسياسية عن فحوى هذه التقارير وتوقيتها ودقة معلوماتها، وما هي الرسائل التي ترغب بتمريرها.
الخبير في شؤون الانتخابات هادي بدر أكد في حديث لـ(المراقب العراقي) ان الهدف الرئيس للتقرير والدراسة التي كشفت عن مقاعد محددة بالأرقام ستحصل عليها القوى المشاركة بالانتخابات هو التشويه وخلق إعلام مضاد فضلا عن تضليل الرأي العام، حتى يصل الى مرحلة ان نتائج الانتخابات معدودة سلفاً وهذا الأمر يدخل ضمن عملية الحرب النفسية .
وأضاف بدر: هذه الدراسات والنتائج غير دقيقة والواقع العراقي يتنافى معها بشكل كبير وان هذه الخطوات لها أبعاد سياسية فضلا عن ارسال رسائل داخلية مفادها ان الادارة الأمريكية تهيمن على المشهد وسيكون لها تأثير كبير على الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة .
ولفت بدر الى ان العبادي وتحالف النصر لن يحقق الرقم الذي ذكرته الدراسة أبدا وانه أمر مستبعد ومبالغ فيه ويدلل بشكل واضح على حجم الميول الأمريكية لهذا التحالف لكن المعطيات تشير بوصلتها نحو تحالف فتح الذي سيكون رقما صعبا ومؤثرا في نتائج الانتخابات القادمة. الأمر الذي تخشاه واشنطن وحلفاؤها.
وادعت الدراسة أن السياسة الداخلية في العراق باتت قضية دولية وأصبح تعدد تمثيل جماعات المصالح في الحكومة المركزية بالبلاد سبباً في تعقيد بناء ائتلاف بينها مما يترك مجالا للدول المجاورة لإقحام أجنداتها المتنافسة وان المتغيرات الخارجية ستؤثر في نتائج الانتخابات حتماً.
فيما لفت المحلل السياسي قاسم العجرش في تصريح لـ(المراقب العراقي) الى ان الكثير من الاستطلاعات والدراسات هدفها العلمي والإعلامي التأثير على الرأي العام وما ذكره المعهد الأمريكي من نتائج في استطلاعه بخصوص الانتخابات العراقية هو جزء من استراتيجية الادارة الأمريكية للهيمنة على المشهد السياسي العراقي من خلال حزمة معطيات وأدوات فضلا عن السعي لاستفزاز الناخب بهذه النتائج لمعرفة قناعاته الحقيقية ازاء القوى السياسية .
وأشار العجرش الى ان النتائج التي سرّبها المعهد الأمريكي هي طموح وتصورات الاحتلال الامريكي لنتائج الانتخابات ، مبينا ان العملية السياسية في العراق يشوبها الكثير من الضبابية وتشكل واشنطن الركن الاساسي فيها بسبب تشتت القوى السياسية العراقية وبالتالي ان النتائج ستخضع بشكل أو بآخر لأجندات الادارة الامريكية. ومن المزمع ان يخوض العراق معتركه الانتخابي في الثاني عشر من أيار المقبل بمشاركة عدد من التحالفات السياسية.
المصدر : المراقب العراقي