السيمر / الاثنين 05 . 03 . 2018
رواء الجصاني
هذا هو القسم الثالث والاخير من توثيقاتك (ايها السياسي المتقاعد، او الذي تزعمَ التقاعد!!) عن معارف واصدقاء واحباء، التقيتهم على مدى اكثر من نصف قرن في رحاب العمل والنشاط العام، شهداء اماجد، وراحلين منورين.. ولتؤكد هنا انك َاعتمدت على الذاكرة وحسب في تسجيل ما سجلته في القسمين السابقين، وكذلك في هذا الثالث والاخير ..
24/ سعود الناصري
الكاتب والصحفي المعروف، وقلْ – ايها السياسي المتقاعد!- انكَ تعرفت عليه اولا في اجواء الصحافة ببغداد، بعد ان كنت سمعت عنه، وزوجته الألقة سلوى زكو، الكثير والكثير، واول ذلكم المسموع: كان شريطا مسجلاً بصوتيهما الثنائي الجميل، لاغانٍ انسانية متميزة .. وتتالت القاءات معاً في دمشق، في المهجر الاضطراري، خلال الثمانينات والتسعينات.. وكان اللقاء الاخير المتميز معه، في اربيل عام 2000 اثناء الاحتفاء بمئوية الجواهري هناك ..
25/ عباس عبيدش
وهو زميلك في النشاطات السياسية والطلابية، والاجتماعية منذ وصولك (ايها الرجل المتذكر) الى براغ مطالع 1979 .. وتذكرْ عنه طيبته (الفراتية) المعهودة، وعلاقاته (الشعبية) الجميلة، وتواصلكما في فعاليات المنتدى العراقي، وامسياته الاسبوعية، الحميمية العراقية الاصيلة بكل اشكالها- وإشكاياتها! – خلال العقود الثلاثة الماضية، وحتى رحيله، وفي براغ ايضا اواسط عام 2015 ..
26/ عزيز محمد
السياسي الوطني العراقي البارز، والسكرتير العام الاسبق للحزب الشيوعي العراقي لعقود .. وكان اول لقاء مباشر معه في نشاط سياسي ببغداد عام 1974 ليتحدث لكم – انتم النخبة المختارة من دورة صحفية لـ “طريق الشعب” العريقة .. ثم استمرت لقاءات هنا واخرى هناك في بغداد، وكذلك في المنفى، سياسية مرات واجتماعية مرات اخـر . ولعل الاميّز منها مجيئه المفاجئ لكم الى البيت، في براغ اواسط الثمانينات، مع رفيقه ارا خاجودور، لزيارة (بلقيس عبد الرحمن) ارملة الشهيد وصفي طاهر.. كما تذكـرْ – ايها الرجل الموثق – الساعات الاربع التي تجاورتما فيها في الطائرة من براغ الى دمشق، عام 1989 .. ولكن، والان على الاقل !.. (لا تكشف) مضامين الاحاديث (المشوقة) التي استغرقتها تلكم الرحلة..
27/ غانم حمــدون
الشيوعي، والباحث والكاتب، والمربي، وكانت صحيفة (طريق الشعب) ايضا مجال التعارف الاول عام 1973 وعلى مدى ستة اعوام لاحقة، إذ كان المشرف من هيئة التحرير على الصفحات الاسبوعية المتخصصة ، وكنتَ – ايها السياسي المتقاعد!- مسؤولا ، متطوعاً، عن صفحة الطلبة والشباب لأعوام، وبعدها – ومتطوعاً ايضا – مسؤولاً عن الصفحة المهنية وحتى اواخر العام 1979.. ولا تنسَ ما قاله لك ذات صيف: “ان والدك (السيد جواد الجصاني) كان مدرسا لي، في عقود سابقة”. وقد أجبته على الفور بما معناه: “وكم أفخر ان اكون تلميذك الان”.. واستمرت لقاءات اخرى عديدة مع المربي غانم حمدون في دمشق وبراغ لمرات ومرات ..
28/ زهير عمران
وهو المناضل الذي استشهد في مذبحة (بشت آشان الثانية) في كردستان عام 1983 حين مشاركته في الكفاح الشيوعي المسلح هناك .. وكنتما قد تعارفتما في براغ عام 1979 حين جاءها ليواصل دراسته، محترزاَ من قمع السطة البعثية. ثم قطع الدراسة في براغ ليتدرب في اليمن الديمقراطية، ويتخرج هناك برتبة ملازم عسكري، ويلتحق بفصائل الانصار المسلحة… ووثق (ايها الموثق المزعوم !) ان زهيراَ كان مكلفا معكَ في مهمات توزيع البريد ( السياسي) الخاص، من براغ، الى العراق، ولتلك المهمة تفاصيل لاحقة !.
29/ محمد حسين الاعرجي
الباحث والكاتب الاكاديمي، وقد تعارفتما وجه لوجه اول مرة في بغداد، في دارة الجواهري عام 1972 وتوالت بعدها لقاءات هنا واخرى هناك في دمشق الشام خلال الثمانينات، وأخرها في اربيل عام 2000 خلال فعالية الاستذكار الئوي لولادة الشاعر الخالد .. ووثق – ايها الرجل – بأن الاسبوع الأجمل كان مع الاعرجي في تموز عام 2002 حين أطلقتما، مع المستعرب التشيكي المتميز، يارومير هايسكي: “مركز الجواهري للثقافة والتوثيق” والمعطاء الى اليوم ..
30/ محمد سعيد الصكار
ولا تُطل التعريف بالرجل، فقليل مثله معروفٌ بذلك الوسع، متميّز المواهب في الشعر والخط والرسم والكتابة و…. العلاقات الانسانية. ووثق – ايها الموثق- انكما تعارفتما لاول مرة في الجناح العراقي لمهرجان صحيفة (لومانتيه) الشهير بباريس عام 1983 وتعاطيتما السياسة والثقافة. ثم التقيتما تالياً في براغ ودمشق، كما نوه – للتذكير- بأنك قد اشرتَ للعلاقة معه، وحوله في كتابك عن ( الجواهري … بعيون حميمة) الصادر عام 2016..
31/ مصطفى عبود
وهو المناضل والكاتب والمترجم البارع كما يصفه العارفون … بدأت العلاقة المباشرة بينكما – ايها السياسي المتقاعد!- في بغداد مطالع السبعينات الماضية، في (طريق الشعب) الغراء… ثم استمرت لتتعزز في براغ، حيث المنفى المشترك، في الثمانينات، اذ كان يمتهن الترجمة والتحرير مع نخبة من العراقيين، متميزة غالبيتها في الكفاءة والعطاء، بمجلة (قضايا السلم والاشتراكية) .. وقد رحل الفقيد مبكرا عام 1986 في براغ، ولتستمر العلاقات الحميمة مع عائلته الكريمة، والى اليوم ..
32/ محمود البياتي
القاص والكاتب، والصديق – القريب، وكانت الثقافة والاعلام صلات الوصل بينكما – ايها الموثق- الى جانب السياسة طبعا، مع انها حملت بعض اشكال الخلاف الخفيف في الرأي، ولكنه من النوع الذي لا يفسد في الود قضية، حقاً لا مجازا … ومن بغداد امتدث الصداقة الى براغ حيث المغترب المشترك خلال الثمانينات الماضية، والذي كم كان موحشاَ اكثر فأكثر لولا (اللمّة) الجميلة مع الاصدقاء المشتركين لنا، محمود وانا، وكذلك العلاقات العائلية الاجمل… ربما !!.
33/ مؤيد نعمــة
ولتقلْ عنه – وان زعل اصدقاء آخرون – بانه عميد الكاركتير السياسي الباهر.. والباهر ايضا صفة تنطبق على مؤيد في علاقاته الشخصية، والخاصة .. تعارفتما اولا في المبنى المشترك لتحرير صحيفة (طريق الشعب) ومطبعتها، في منطقة السعدون ببغداد، ثم زادت الصلات الصداقية والاجتماعية – والعائلية بينها- في مناسبات عديدة ومتنوعة. ثم تفترقان: انتَ مغترباَ الى براغ، وهو ثابت في العراق، وحتى رحيله العجول والقاسي على كل من يعرف مؤيدا !.
34/ نزار ناجـي
وقد جاء الحديث عنه في الاخير، وهي مصادفة فارقة، فـ (ختامها مسكٌ) مثل نزار، ابي ليلى… تعارفتما في ساحات العمل السياسي والنقابي الوطني ببغداد، خلال السبعينات.. وتقاربتما دون تكليف ومقدمات، في براغ اواخر السبعينات ومطالع الثمانينات، خلال المهام التنظيمية والسياسية المشتركة، وغيرهما، وتصادقتما بحميمية متبادلة، خاصة وأنتما ابناء ولاية واحدة (كما كان يردد في الجلسات الخاصة)… وكان اخر لقاء بينكما في دمشق الشام، عشية التحاقه بمركز الحزب في كردستان العراق، مناضلا ومقاتلا، ثم شهيداَ باسلا…
———————————–
اخيراً ها انتَ تختم (ايها السياسي المتقاعد!) بعضاً مما تيسر لديك، وعلى عجالة، من ذكريات مع احباء اعزاء، ومن المؤكد انكَ قد سهوتَ، وأوجزتَ- ولربما أخترتَ ايضا- بعض وقائع وتفاصيل لم تكن مناسبة، أو وافية، فلتعتذر سلفا، وأحترازاً، وتعدّ باتمام ما بدأته في هذه الاجزاء الثلاثة، في اوقات وتأرخات قادمة..
ولتزدْ وتوضح اكثر ما قصدته في الكلمات السابقات بأنكَ لم تنسَ- ولا يجوز لك ان تنسى اصلاً- شهداء ومناضلين وراحلين ، تعرفت والتقيت وتصادقت، وعملت معهم ايضا، ومن بينهم، وبحسب احرف الهجاء، مع حفظ الالقاب والمواقع والقرب والبعد : – حسين سعيد – جبار نعيم – خالد متي – رجاء الزنبوري – رمزية جدوع – سلمان جبو – صبار نعيم – صفاء الحافظ – فخرية عبد الكريم (زينب) – منعم ثاني – مهدي عبد الكريم – روناك علي (ام سرود) -عطا الخطيب – غازي فيصل- غسان الاسدي – ناهدة الرماح – هادي البلداوي… وهادي العلوي.
اخيراً، وحقا هذه المرة، ولا تطلْ، أكد مجدداً ايها الرجلُ بأنك قد جهدت في هذه الكتابة اضعاف ما اشغلتك واتعبتك كتابات سابقة، فتذكـّرُ الاسماء يعيدكَ الى الوجوه، والى واحات ومرابع الايام والعقود السالفة، بحلوها ومرّها، ولتحسد كلَّ من له ذاكرة ضعيفة !. وقلْ في الاخير، مستعيراً من الجواهري الخالد، مع تحوير كلمة مقوسة واحدة:
ويا أحبابي الأغلينَ، من قطعوا ومنْ (رحلوا)
ومنْ همْ نخبة اللذّاتِ عندي حين تنتخلُ
سلامــاً كله قبـلُ، كــأن صميمَهــا شعلُ
—————————————-
– الصورة المرفقة مع الموضوع: عزيز محمد، يميناَ، وحميد مجيد موسى، على اليسار، ورواء الجصاني بينهما، في بغداد عام 1974.