الرئيسية / مقالات / لا تأمنوا غَدر الغادرين !

لا تأمنوا غَدر الغادرين !

السيمر / الأربعاء 07 . 03 . 2018

عامر الحسون

انه من مهازل القدر، ومن المعيب حقاً ان يسقط شعب او وطن في فخ وشباك المتآمرين عليه !
ما جرى في ملعب البصرة قبل ايام ،كان بحق امراً شاذاً ومُخزياً ، يعكس سذاجة البعض بشكل لافت وغير معقول !
وسقوط البعض الاخر بشكل مريب في احضان قاتليه!!
أتساءل هنا بحُرقة ؛ ما الذي يدفع بعراقي يملك حداً أدنى من الغيرة والشعور الوطني ويختزن في ذاكرته القصيرة او الطويلة ما يختزن من التورط السعودي ، ما الذي يدفعه، الى تمجيد رموز آل سعود ، وما هي المشاعر التي تستثيره لرفع اعلام مملكة يصفها كل منصف وراصد للتاريخ الحديث ، بمملكة الشر والتآمر والعدوان ؟!
هل يستحق سجل ال سعود وحكام الرياض كل هذا التبجيل ؟!
هل نَسي العراقيون أدوار هذا النظام – ولا اقول هذا البلد – التآمرية ضد العراق ؟
السعودية في مقدمة من نفخ في اتون قادسية صدام لتحرق الاخضر واليابس ، السعودية هي قاعدة الانطلاق ومنها القائد العسكري الذي قاد عاصفة الصحراء ضد شعب العراق وما أنتجت من حصار وفقر وبلاء .
السعودية هي التي تحفل بسجل تآمري دموي مفضوح ضد جيرانها العرب وغيرهم ، مصر واليمن وعُمان وقطر وسوريا والعراق ولبنان والسودان وايران، شواهد حيّة على السلوك الشائن لهذه الدولة التي يرتع فيها الفكر التكفيري-الوهابي الذي لم يوفر جهداً الا وقد صرفه لتسييد ارادته وخططه التخريبية في بلاد المسلمين ، وما ١١ ايلول و القاعدة وداعش والنصرة وطالبان وبوكو حرام والشباب المسلم وامثال هذه الشراذم الوحشية ، إلا نتاج هذه الماكنة الشريرة التي جلبت الويل والثبور والدمار للمسلمين .
هل نسي المطبّلون التافهون ، من امثال هولاء المأجورين على مدرجات ملعب البصرة وفي بعض أروقة الاعلام العراقي ، او محافل السياسة التي بدأ المخطط السعودي الناعم يخترقها بشكل خفي وتدريجي منذ مجيء السبهان، هل نسي هولاء حجم الدور التخريبي الذي لعبه النظام السعودي عِبر اعلامه الاصفر وفتاوى وعاظه الاشرار واموالهم الحرام التي هَدر ، على حد اعتراف، حمد بن جاسم ،ومعه بعض اقرانه في المنطقة ، ١٣٧ مليار دولار لحرق العراق وسوريا !!
هذا يعني مئات الاف الضحايا الابرياء ، يعني دمار البنى التحتية فيهما ، يعني تعطيل البناء والتنمية لعقود ، يعني تهيئة الظروف لاحتلال امريكي غاشم ومقنن للمنطقة و….
ألِمثل هذه الأدوار و”المكاسب” رفع بعض العراقيين (الأغبياء) صور بن سلمان ؟!
اي انحطاط هذا ؟ واي جهل وضياع ؟!
السعودية “تهدي” العراق ملعباً ، يسيل له لُعاب السُذج من العوام والخواص ، فيما تحرث قنابلها كل يوم ومنذ ثلاث سنوات ارض اليمن العربي المسلم المسالم ؟!
بعدما ملأت قبور العراق وسوريا ، بجثث الابرياء والمقاومين ، ومن قتلهم أذنابها بتفجيرات دموية او بدم بارد !!!
كيف لنا ان ننسى ، أن كل ما حلّ بنا طوال ما يقرب من نصف قرن، كان لبني سعود بصمة فيه .
هولاء الاوغاد لم يرحمونا ولن يرحمونا ، منذ هجماتهم الحاقدة والبربرية على قبور ائمتنا منذ ما يزيد على قرن ونصف !!
هم اليوم وبعدما عجزوا عن اركاعنا اختاروا اللعب في ملعبنا عِبر ادوات ناعمة وخطيرة ، فليعي الشرفاء والمخلصون وقادة الوعي وجماهير الامة ، اي خديعة او مصيدة يُساق لها العراق ، لحصاد فاسد اخر يدفع فيه العراقيون من كرامتهم وعزتهم وشرفهم ثمناً باهظا ..
سياقات التعامل الثنائي على الساحة الدولية وإلزامات ذلك ، لا تعني انك تنسى ماضي الحكومات والافراد ، بل وتصبح إلعوبة للاستثمار الرخيص لتفتيت قوتك وتعمية بصرك وفقدان بوصلتك!
فأحذروا يا أولي الألباب ، فالمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين !!

اترك تعليقاً