الرئيسية / مقالات / شهداء وراحلون عراقيون في ذاكـرة سياسيـة وثقافيـــة

شهداء وراحلون عراقيون في ذاكـرة سياسيـة وثقافيـــة

السيمر / الأربعاء 14 . 03 . 2018

رواء الجصاني

ربما منذ عقد ونيف وانت تتهيّب ( أيها السياسي المتقاعد!) في ان تشحذ الذاكرة وهي فياضة اصلاً ، لكي تتمم مشروعاً له سمات انسانية وتوثيقية، وما بينهما كثير، ولكـن!… وكم هي مؤثرة وحاسمة تلكم الـ ” لـكن” الاستدراكية، في حياتنا ومواقفنا وحواراتنا..
والمشروع هو بأختصار ان توثق للناس والتاريخ، ولو بكلمات وسطور شحيحة، عن اعزاء كثار رحلوا، وتركو ما تركوا من عطاء.. وهل هناك من لم يسمع بالمقولة / الرؤية، التي تؤشر الى أن نصف بني البشر فقط هو من يعطي؟!.. ولست بمثير نقاشٍ هنا حول مدى صواب ذلك…
والان، يبدو انك قد تجرأت ايها الرجلُ، وها أنت في سطوركَ الاولى على تلك الطريق، فهل ستستمر يا ترى؟ ام ستتراجع ولا تكمل ما عندك من ذكريات ووقائع، تسردها بكل ما تستطيع من ايجاز، ولأكثر من سبب يقودك لذلك، اليوم على الاقل!..
ولعلك لن تتردد هنا، وبالمناسبة، في البوح بما يجول في الذهــن وأنت مقدمٌ على ما أنت مقدمٌ عليه، من ابيات الجواهري الخالـــد، في تعريف بارع متبســط لذلك الذئب / الموت الذي ما برح، ومنذ بدء الخليقة يلاحقنا، ويحيط بنا بلا اسثناء أو استئذان، واهمها برأيك، غير المتواضع :
ذئبٌ ترصدني وفوق نيوبه، دم اخوتي واحبتي وصحابي
لقد شِيئ لك – ايها السياسي المتقاعد! – ان تتعرف وتعمل وتتصادق مع اولئك الاحباب، الكثيرين، متنوعي السمات، على مدى عقود مديدة، كنت طوالها ناشطا عاماً، طوعاً او كراهية، في شتى مجالات النشاط: السياسي والديمقراطي والمهني والثقافي والاعلامي… وفي غيرها، ولا تطلْ أو تسهبْ أكثر !…
ولربما لن تكتشف القمر – ايها الرجلُ- حين تقول بأن استذكار عزيز واحد، يؤلم بلا حدود، فكيف ان كان هؤلاء الاعزاء بالعشرات: رفقة نضال، وصحبة عمل، وجيرة وبنوة واخاء… ولكن قد ما يخفف الحزن انكَ نويّتَ، فحسمتَ، ان يقتصر هذا التوثيق، في مرحلة اولى، ليدور عن الشهداء والراحلين، من السياسيين والمثقفين خاصة، ولا تمدح أكثر، فشهادتك مطعونٌ بها، لأنك عشت في صفوف اولئك، ومعهم، وحولهم، أزيد من نصف قرن! ..
ومما قد يهوّن من الامر ايضا، انــك – ايها الرجل المُبتلى بداء التوثيق- قد عزمتَ على ان توجز، وذلك ايضا مما قد يخفف من ألم الاستذكار، واستحضار الاحداث .. فما اكثر التفاصيل، وما اجملها، ولكن ما أشدها في آن واحد ، ولتلوحْ لذلك الالم ببيت شعر للجواهري ايضا، يوصف، أو يقرب القصد:
قدْ يقتلُ المرءُ من أحبابهُ، بعدوا عنهُ، فكيفَ بمن احبابهُ (فقدوا)
ولتتوقفْ عند الكلمة الاخيرة من ذلكم البيت، والتي قوّستها للتأكيد، وتستدركْ مخففا آلام الاستذكار، وقلْ متسائلاً: هل انهم فقدوا حقاً؟! اما هم خالدون هناك وهنا، في القلوب والتاريخ والكتابات، وأن بأقل مما يستحقون؟!.
ولكي تسبق هذا التساؤل، أو ذلك، من صديق ومحب هنا، وغير محب أو متصيّد هناك، عليك ايها الرجل ان تستبق الامر، وتوضح بأن ما عزمت عليه، وتحددَ في السطور التاليات، قد اعتمد احرف الهجاء العربية لتكون اساس تسلسل الحديث عن احباء واعزة سيرد ذكرهم، مع حفظ كل المواقع والالقاب، والقرب والبعد …
كما عليك – ايها الشكوك الدائم- ان تحترز ايضا ممن سيدعي أو سيقول بأن ما جاء، وسيأتي في هذا الاستذكار، يحمل تباهياً غير قليل !.. وأجبْ، ولا تتردد بالقول نعم، بل وزدْ وقل: ولمَ لا؟! ..برغم ان أولئك الذين تعنيهم من القوالين قد صدقوا، ولكن بحرف (القاف) وحده وحسب، متمثلا بما قاله الجواهري:
كذبـوا، وإن كانوا أصابوا من حروفِ (الصدقِ) قافـا
اذ هناك في المبتغى من هذه التأرخة العجول، هدفان آخران – الى جانب التباهي، ولمَ لا من جديد!؟- قد حرضاك على ما تكتبه الان، أولهما: الاعتراف ببذل وعطاء وتميّز الشهداء والراحلين، وثانيهما: توفير رؤوس نقاط على الاقل للقادمين ممن سيوسعون وسيكتبون للتاريخ، الشاهد العدل العزوف عن الرياء.
وأخيرا في هذا الاستهلال، قـلْ ايضا ان هناك في كتابات منشورة في العديد من وسائل الاعلام لك على مدى الاعوام القليلة الفائتة، توثيقات عن اعزاء جهدتَ ان تؤرخ لهم وعنهم، وبشكل مفصل نسبياً، ولذلك لن يكونوا مع اقرانهم في هذه التأرخة، ومن بينهم – الى جانب الجواهري الكبير، والرائد محمود صبري، والشهيد الباسل وصفي طاهر: حسين العامل، صفاء الجصاني، فالح عبد الجبار، عادل مصري (ابو سرود) ونضال الليثــي.. كما نوه ايها الرجل الى انك قد أجلت في هذه المرحلة، مؤقتا، الكتابة عن الراحلين من العائلة وذوي القربى المقربين… اما الأن “فأعقلها وتوكل” فلربما أطلت دون اضطرار أو حاجة..
————————————————
1/ آرا خاجودور- ابو طارق
وكم سمعت عنه مبكرا، وانت في معترك السياسة، ثم جمعتكَ – ايها الرجلُ- مع القائد المناضل الارمني العراقي- ابي طارق، مهام وتكليفات، ولقاءات، كما وأمسيات، منذ اواخر السبعينات الماضية، وحتى رحيله الاليم اواخر عام 2017 … مرة لوحدكما، ومرات مع احباء واصدقاء، من اهل براغ وخارجها … اما عن المهام والتكليفات التنظيمية والسياسية والحزبية، ومع من، وكيف؟! فدعها – ايها الموثق- لفترة لاحقــة، اذ المجالس امانات (في بعضها !) وقد يحين وقت التحدث عنها، وحولها في فرص وكتابات اخرى!..
2/ اسعد خضر اربيلي
تذكرْ ايها السياسي المتقاعد، ذلك المناضل، والشيوعي العراقي الكردي، المضحي، الذي تعرفت عليه في بغداد اولا، وكذلك في دمشق، وبعدهما في براغ الذي زارها مع عدد من افراد عائلته، اواخر الثمانينات الماضية، فقضيتم لقاء هنا وآخر هناك، ونزهة الى ضواحي “جنة الخلد” وكانت كل المحاور تدور في رحاب، وأنسانيات السياسة والوطن المبتلى …
3/ بشرى برتـو
الشخصية الوطنية المناضلة.. مسؤولتك – ايها السياسي المخضرم – في المكتب المهني المركزي للحزب الشيوعي ببغداد عامي 1975-1976 ، وبعدها مسؤولتك في مختصة العمل الديمقراطي في الخارج، ببراغ اواخر الثمانينات الماضية … كما تذكّر علاقات الصداقة الشخصية والعائلية معهــا، وزوجها الفقيد رحيم عجينة، والتي لم تخلُ احياناً من بعض (منغصات) هنا واخرى هناك، ولكنها لم تكن سوى “عواصف في فنجان” كما يقول العرب في بعض مقولاتهم .
4/ تالي المالكي
وهو الناشط الطلابي، والشخصية البصراوية،الذي تعرفت عليه، مع بدء الاغتراب الاضطراري الى براغ، اواخر السبعينات الماضية، وعملتما معا في هذا المجال الطلابي، وذلك العمل السياسي، بحكم ما أوكلَ اليك – ايها المذكّر والمتذكّر – من مهام ومسؤوليات، وبقيت علاقتكما وطيدة ولحين رحيله المبكر، وفي براغ ايضا …
5/ ثابت حبيب – ابو حسان
وهنا تتعدد المحطات في العلاقة مع أبي حسان، القيادي الشيوعي، والمناضل الوطني، وبعضها مؤجل الحديث عنها ايضا، ولكن أوجز – ايها الموثق- وقلْ ان العلاقة التنظيمية والشخصية معه ابتدأت اولا في بغداد، خلال نصف السبعينات الاول، ولم تنقطع حتى آوان رحيله.. اما في براغ، فتوطدت تلك العلاقة بحكم ما تكلفتَ به من مهام، وكان هو مسؤول الخارج للحزب اوائل عام 1979 وأنت في هيئات تنظيمية مركزية، سياسية وغيرها. ثم تواصلت الصلات الصداقية – الاجتماعيـــة لاحقا، في عواصم عديدة ومن بينها دمشق وبودابست وبراغ ..
6/ جمعة الحلفـي
وهو الاعلامي والشاعر، الذي رحل عن عالمنا في شباط 2018 وكنتما قد تعارفتما ايها السياسي (المتقاعد!) في مبنى تحرير صحيفة (طريق الشعب) العريقة، اوائل السبعينات الماضية، وتجاورتما المكاتب، مع اصحاب ورفاق واصدقاء اخرين، لسنوات.. كما التقيتما في براغ بعد حلول موسم الهجرة الى المنفى، اواخر ذلك العقد السبعيني المشؤوم، وبعدها في ربوع دمشق، في الثمانينات والتسعينات، وآخر العهد معـه ببغداد عام 2012 ..
7/ جميل منير
الاكاديمي، والمناضل والسجين الشيوعي، شقيق الشهيد الخالد توفيق منير العاني .. وهو زميلك وصديقك الشخصي، ومشارككَ في العمل السياسي والحزبي، حين تواجدتَ – ايها الرجل الموثق- في موسكو لعام كامل (1972-1973) وكان هو يكمل دراسته الاكاديمية في جامعة موسكو، وكم جمعتكما صداقة شخصية وعائلية حميمة، ومعه زوجته الدكتورة مي الاوقاتي، وقد تعمقت لاحقا في بغداد، وثم في براغ، مرات ومرات ..
8/ خالد يوسف متي
المناضل الشيوعي الطلابي، ثم الشهيد اواخر السبعينات – اوائل الثمانينات الماضية، على يد الطغمة البعثية الحاكمة. وقد تعرفتما في بغداد، في مجالات العمل الطلابي الديمقراطي، ثم السياسي الحزبي، في الفترة 1974-1978 اذ كان ناشطا متميزا وهو طالب في كلية الادارة والاقتصاد- جامعة بغداد، وكنت– ايها الموثقُ- مكلفاَ بمتابعة شؤون العمل التنظيمي والسياسي في تلك الكليــة.. وكان اسم خالد يتردد دائما متميزا بين اقرانه، حتى خلد في ذاكرتهم، والى اليوم شهيدا خالدا …
9/ زكي خيري
الشخصية الوطنية العراقية المميزة، وكم كنتَ معجبا به قبل ان تراه – ايها السياسي المتقاعد!- وقد اعجبت به أكثر حين تعرفت عليه، في جريدة (طريق الشعب) التي كان يشرف عليها أول صدورها، وكذلك في مقرات الحزب ببغداد مطلع السبعينات الماضية، ثم توطدت الصلات والاواصر، اواسط ذلك العقد.. ولتستمر العلاقات السياسية، وكذلك العائلية معها ، وزوجته المناضلة سعاد خيري، في براغ، فدمشق، ثم براغ من جديد أواخر الثمانينات – مطالع التسعينات الاخيرة، قبل رحيله الى السويد، ورحيله فيها ..
10/ زهير عمــران
وهو المناضل الذي استشهد في مذبحة (بشت آشان الثانية) في كردستان عام 1983 حين مشاركته في الكفاح الشيوعي المسلح هناك .. وكنتما قد تعارفتما في براغ عام 1979 حين جاءها ليواصل دراسته، محترزاً من قمع السلطة البعثية. ثم قطع الدراسة في براغ ليتدرب في اليمن الديمقراطية، ويتخرج هناك برتبة ملازم عسكري، ويلتحق بفصائل الانصار المسلحة… ووثق (ايها الموثق المزعوم !) ان زهيراً كان مكلفاً معكَ في مهمات توزيع البريد ( السياسي) الخاص، من براغ، الى العراق، ولتلك المهمة تفاصيل لاحقة !.
11/ سامي العتابي
رفيق الايام الاولى في جريدة (طريق الشعب) العريقة، قبل 45 عاما، وتذكّر عنه، وله، مثابرته وحلو طباعه وهو في القسم الفني، وأنت – ايها المتذكّر- في الغرفة المجاورة، حيث تحرير صفحة (الطلبة والشباب).. كما ووثق للشهيد حيويته في سفرات واحتفالات الجريدة وخاصة في عاميها الاوليين. كما لا تنسَ الخبر الصاعق الذي انتشر عن استشهاده/ اعدامه في الثمانينات خلال حكم البعث الجائر ..
12/ سعدون علاء الدين
ذلكم المناضـــل الباسل، والكادر الفني، المتميز، وقد تعارفتما بشكل اوثق، حين انطلقت صحيفة (طريق الشعب) في ايلول 1973 حين كان (سعدون) المسؤول عن شؤون الطباعة فيها، وكنتَ – ايها المؤرخ – تتردد يوميا الى هناك حيث كانت مكاتب التحرير والمطبعة في مبنى واحد … ومما زاد من وشائج العلاقة بينكما، الصلات العائلية، وحتى استشهاده اوائل الثمانينات، على يد اجهزة السلطة البعثية الغاشمة…
13/ سعود الناصري
الكاتب والصحفي المعروف، وقـلْ – ايها السياسي المتقاعد!- انكَ تعرفت عليه اولا في اجواء الصحافة ببغداد، بعد ان كنت سمعت عنه، وزوجته الألقة سلوى زكو، الكثير والكثير، واول ذلكم المسموع: كان شريطا مسجلاً بصوتيهما الثنائي الجميل، لاغانٍ انسانية متميزة .. وتتالت اللقاءات معاً في دمشق، في المهجر الاضطراري، خلال الثمانينات والتسعينات.. وكان اللقاء الاخير المتميز معه، في اربيل عام 2000 اثناء الاحتفاء بمئوية الجواهري هناك ..
14/ شذى البـراك
وهل تستطيع أن تنسى – ايها الموثق – تلك المناضلة العنود، الشهيدة الباسلة، ابنة العائلة الوطنية، وقد تعارفتما وكلاكما في ساحات ومهمات العمل الحزبي والجماهيري، قبل نحو نصف قرن، ثم جمعــت بينكما لاحقا علاقات صداقيـــة، وعائلية حميمة.. فلتفتخرْ إذن بأنك عرفت وعن قرب (شذى) تلك الشمعة، بل الشعلة، التي انارت – حقا لا مجازاً- للاخرين، وشمخت في دروب المجــد ..
15/ شمران الياسري – أبو كاطع
الكاتب والروائي والمناضل السياسي، ولا تزدْ ايها الرجلً، فـ ( أبو كاطع) لا يحتاج لتعريف … نوه بايجاز الى تعارفكما الاول في الصحيفة العريقة (طريق الشعب) عام 1973.. ثم أوجز انكما عشتما شهورا جميلة في براغ منذ عام 1979: صداقة، وعملا سياسياً، وثقافيا واعلاميا، ولحين رحيله الموجع عام 1981.. ثم لا تنسى (صلة القرابة بينكما) فكلاكما سيدان من أهل البيت، كما كان يجلجلُ دائما، حين يلتقيك !!!.
16/ صالح دكلــة- ابو سعد
وكم كنتَ قد سمعتَ – ايها السياسي المتقاعد!- عن تلكم الشخصية الوطنية والمناضل الحزبي البارز في العراق، قبل ان تبدأ الاغتراب عن البلاد اواخر العام 1978.. ثم تعارفتما في دمشق، وبراغ، في لقاءات سياسية اولاً، ومن ثم في علاقات شخصية واجتماعية تعززت بصداقات عائلية حميمة في التالي من السنين، وامتدت حتى رحيله المبكر في لندن، ثم لتستمر بعد ذلك تلكم العلاقات الانسانية مع المقربين، بل والاقربين منه، والى اليوم…

17/ صالح محسن الجزائري
زميلك في الدراسة بمعهد الهندسة العالي في جامعة بغداد، عام 1968 والمناضل والسجين الشيوعي، ثم الشهيد في الثمانينات الماضية .. تصادقتما سياسيا، وشخصيا، وأثرّ عليك ليعجل في عودتكَ – وقد كنتَ ثوريا وليس كما الان!!- الى صفوف الحزب، نابذاً انشقاق القيادة المركزية، عام 1969..ثم ليصبح مسؤولك التنظيمي فترة قصيرة، وتتواصلان لاحقا في بعض مجالات العمل النقابي…
18/ صفاء الحافـظ
الشخصية السياسية والاكاديمية البارزة، والشهيد الماجد في ما بعد، على يد العصابة البعثية، اواخر السبعينات، او مطلع الثمانينات…. وتعرفتما اولا في علاقة عائلية، ومن بعدها في بعض دروب السياسة، والثقافية منذ اواسط السبعينات، وقد كانت شخصيته مؤثرة دون ان يفتعلها ابو عمار، الى جانب تواضعه واريحياته الاجتماعية الجميلة ..
19/ عادل الربيعي
الشيوعي والناشط الجماهيري، الى جانب كفائته العلمية المبرزة، وقد التقيتما في المهجر، وتوطدت الصلات والعلاقات في لينينغراد مطلع الثمانيات، ومع زوجته المناضلة، انعام المهداوي، ثم تعمقت في دمشق الشام، في السنين اللاحقات، وحتى رحيله المفجع، عام 1987 وكان عائدا توا من تمثيل شبيبة العراق في فعالية دولية تم تنظيمها في برلين، من قبل اتحاد الشبيبة العالمي ..
20/ عادل وصفي
وهو المناضل اليسارى العراقي، الذي كان مسؤولك الطلابي ( ايها الثوري السابق!) في فترة الدراسة الجامعية، وفي عز الشباب اواخر الستينات الماضية.. ثم اختلفتما في التوجه التنظيمي، والاتجاه السياسي.. وكم احزنكَ وأنت تسمع خبر اغتياله في بيروت في حزيران 1979 من رجال ومخابرات البعث هناك، حيث كان يعمل مسؤولا في الاعلام الفلسطيني، فاراً من جحيم البلاد ..
21/ عامر عبد الله
الشخصية السياسية، الوطنية البارزة، وسمعت عنه الكثير قبل ان تتعرف عليه لاول مرة في بغداد، اواسط السبعينات الماضية.. ثم تعاقبت الاحداث ومرت الاعوام وتلتقيان مجددا في الخارج، مع بدء الاغتراب عام 1979 في براغ، ثم دمشق، وبعدها في براغ ايضا اواخر الثمانينات، ولتتوطد العلاقات الشخصية والصداقية والعائلية، ومعه زوجته الاستاذة بدور الددة، بمرور الوقت وحتى رحيله في لندن .. وامتنعْ (ايها المؤرخ) راهناً، عن الحديث عن بعض تفاصيل سياسية، وكررْ حجتكَ الجاهزة: للمجالس اماناتها !!…
22/ عباس عبيدش
وهو زميلك في النشاطات السياسية والطلابية، والاجتماعية منذ وصولك (ايها الرجل المتذكّر) الى براغ اوائل العام 1979 .. وتذكرْ عنه طيبته (الفراتية) المعهودة، وعلاقاته (الشعبية) الجميلة، وتواصلكما مع احباب واصدقاء ومعارف في فعاليات النادي (المنتدى – لاحقا) العراقي، وامسياته الاسبوعية، الحميمية العراقية الاصيلة بكل اشكالها- وإشكالاتها! – خلال العقود الثلاثة الماضية، وحتى رحيله، وفي براغ ايضا اواسط عام 2015 ..
23/ عزيز سباهي
الكاتب والسياسي العراقي المعروف، وكانت صحيفة (طريق الشعب) ايضا فرصة اللقاء الاول معه في بغداد، الى جانب فرص اخرى لاحقة.. وفي المغترب، والجزائر تحديدا عملتما في هيئة حزبية واحدة مطلع العام 1979 لفترة وجيزة، ثم عدتما لكي تلتقيا في دمشق اواخر الثمانينات، بمناسبة واخرى .. كما وثق – ايها الرجلُ- انكما عدتما للعلاقة السياسية والثقافية مجددا في براغ، التي انتقل اليها للعمل في مجلة (قضايا السلم والاشتراكية) حتى مطلع التسعينات الماضية ..
24/ عزيز محمد
السياسي الوطني العراقي البارز، والسكرتير العام الاسبق للحزب الشيوعي العراقي لعقود .. وكان اول لقاء مباشر معه – ايها الموثق – في نشاط سياسي ببغداد عام 1974 ليتحدث لكم – انتم النخبة المختارة من دورة صحفية لـصحيفــة “طريق الشعب” العريقة .. ثم استمرت لقاءات هنا واخرى هناك في بغداد، وكذلك في المنفى، سياسية مرات واجتماعية مرات اخـر . ولعل الاميّز منها مجيئه المفاجئ لكم الى البيت، في براغ اواسط الثمانينات، مع رفيقه ارا خاجودور، لزيارة (بلقيس عبد الرحمن) ارملة الشهيد وصفي طاهر.. كما تذكـرْ – ايها الرجل الموثق – الساعات الاربع التي تجاورتما فيها في الطائرة من براغ الى دمشق، عام 1989 .. ولكن، والان على الاقل !.. (لا تكشف) مضامين الاحاديث (المشوقة) التي استغرقتها تلكم الرحلــة..
25/ علي حسن- أبو حيـدر
ولـ (تعترف!) هنا ان ذلك المناضل الحزبي، والشهيد تالياً، كان مسؤولك الحزبي ولسنوات في المحلية الطلابية ببغداد، ومنذ مطلع السبعينات، وكمْ تعلمت منه ايثارا وتضحية، وتواضع القادرين… ووثـق – ايها السياسي المتقاعد! – ايضا ان العلاقة التنظيمية بينكما التي استمرت لسنوات، توشجت بصداقة عائلية معه، ومع زوجته الشهيـــدة الباسلة، زهور اللامي، ولغاية فعلة البعثيين الفاشيين في قتله ” في بلاد راحَ فيها الموتُ يستشرى، ويُـشرى” على مسمع وانظار العالم – كل العالم…
26/ غانم حمــدون
الشيوعي، والباحث ، والمربي، وكانت صحيفة (طريق الشعب) ايضا مجال التعارف الاول عام 1973 وعلى مدى ستة اعوام لاحقة، إذ كان المشرف من هيئة التحرير على الصفحات الاسبوعية المتخصصة ، وكنتَ – ايها السياسي المتقاعد!- مسؤولا ، متطوعاً، عن صفحة الطلبة والشباب لأعوام، وبعدها – ومتطوعاً ايضا – مسؤولاً عن الصفحة المهنية وحتى اواخر العام 1978.. ولا تنسَ ما قاله لك ذات صيف: “ان والدك (السيد جواد الجصاني) كان مدرسا لي، في عقود سابقة”. وقد أجبته على الفور بما معناه: “وكم أفخر ان اكون تلميذك الان”.. واستمرت لقاءات اخرى عديدة مع المربي غانم حمدون في دمشق وبراغ لمرات ومرات.
27/ فائق بطــي
السياسي، والكاتب والاعلامي، البارع…الذي تعرفتَ عليه لاول مرة – شخصيا – وهو يتولى سكرتارية تحرير طريق الشعب، عام 1973 .. ووثقْ – ايها الموثق- ان علاقتكما قد توطدت لاحقا، وفي الغربة هذه المرة..سواء في دمشق الشام، وكذلك في براغ، خلال زياراته لها لشؤون اعلامية وثقافية وسياسية تنظيمية، ذات صلة، كما تذكراللقاء الاخير معه في اربيل عام 2010 حين كانت لك زيارة عاجلة الى هناك ….
28/ فائزة باقر الجواهري
ابنة العائلة الوطنية المعروفة، وزميلتك ورفيقتك في بغداد وموسكو مطالع السبعينات، الى جانب الصلة الاسرية بينكما، وتذكرْ ايها الرجلُ، الايام والاشهرالجميلة التي سادت بينكما في موسكو، الشخصية منها والاجتماعية.. وكم كان قاسيا عليك خبر رحيلها المفجع ببغداد، اواخر السبعينات، وهي في عـز الشباب والعطاء ..
29/ محمد حسين الاعرجي
الباحث والكاتب الاكاديمي، وقد تعارفتما وجه لوجه اول مرة في بغداد، في دارة الجواهري عام 1972 وتوالت بعدها لقاءات هنا واخرى هناك في دمشق الشام خلال الثمانينات، وأخرها في اربيل عام 2000 خلال فعالية الاستذكار المئوي لولادة الشاعر الخالد .. ووثق – ايها الرجل – بأن الاسبوع الأجمل كان مع الاعرجي في تموز عام 2002 حين أطلقتما في براغ، مع المستعرب التشيكي المتميز، يارومير هايسكي: “مركز الجواهري للثقافة والتوثيق” المعطاء ..
30/ محمد سعيد الصكار
ولا تُطل التعريف بالرجل، فقليل مثله معروفٌ بذلك الوسع، المتميّز المواهب في الشعر والخط والرسم والكتابة و…. العلاقات الانسانية. ووثق – ايها الموثق- انكما تعارفتما لاول مرة في الجناح العراقي لمهرجان صحيفة (لومانتيه) الشهير بباريس عام 1983 وتعاطيتما السياسة والثقافة. ثم التقيتما تالياً في براغ ودمشق، كما نوه – للتذكير- بأنك قد اشرتَ للعلاقة معه، وحوله في كتابك عن ( الجواهري … بعيون حميمة) الصادر عام 2016..

31/ محمود البياتي
القاص والكاتب، والصديق – القريب، وكانت الثقافة والاعلام صلات الوصل بينكما – ايها الموثق- الى جانب السياسة طبعا، مع انها حملت بعض اشكال الخلاف الخفيف في الرأي، ولكنه من النوع الذي لا يفسد في الود قضية، حقاً لا مجازا … ومن بغداد امتدت الصداقة الى براغ حيث المغترب المشترك خلال الثمانينات الماضية، والذي كم كان موحشاَ اكثر فأكثر لولا (اللمّة) الجميلة مع الاصدقاء المشتركين لنا، محمود وانا، وكذلك العلاقات العائلية الاجمل… ربما !!.
32/ مصطفى الدوغجي
وهو السياسي البصري المناضل، وكان اول لقاء معه في موسكو عام 1972 وكنتما قد وصلتماها للدراسة في جامعاتها.. وضمتكما نشاطات طلابية هنا، واخرى سياسية هناك ، وما بينهما . ولا تنسَ ايها الموثق لقاءكما في عدن، اليمنية، خلال نصف الثمانيات الاول كما تتذكر.. وكان هو مسؤولا حزبيا، وكنت زائرا لها في فعالية طلابية وشبابية دولية. كما لا تنسَ ايضا ان تشير الى لقاءات اخرى، وان كانت قليلة، في دمشق خلال التسعينات الاخيرة، والتي اقام فيها مصطفى حتى رحيله قبل اعوام …
33/ مصطفى عبود
المناضل، والسجين السياسي، والكاتب والمترجم البارع كما يصفه العارفون … بدأت العلاقة المباشرة بينكما – ايها السياسي المتقاعد!- في بغداد اوائل السبعينات الماضية، في صحيفة (طريق الشعب) الغراء… ثم استمرت لتتعزز في براغ، حيث المنفى المشترك، في الثمانينات، اذ كان يمتهن الترجمة والتحرير مع نخبة من العراقيين، متميزة غالبيتها كفاءةً وعطاءً، بمجلة (قضايا السلم والاشتراكية) في براغ.. وقد رحل الفقيد مبكرا عام 1986 وفي براغ ايضا ولتستمر العلاقات الحميمة مع عائلته الكريمة، والى اليوم ..
34/ مهدي الحافظ
السياسي والاكاديمي البارز، وقد التقيتما اول مرة في براغ مطلع عام 1972 حين كان يشغل مهمة نائب رئيس اتحاد الطلاب العالمي، وقد وصلتها انت لتمثل سكرتارية اتحاد الطلبة العام، العراقي، في اجتماع ونشاط دوليين، في براغ ووارشو .. ثم تعددت الاتصالات واللقاءات مع (ابي خيام) في بغداد، اواسط السبعينات، وفي براغ خلال الثمانينات، وما تلاها، وكان اخرها عام 2014 في براغ ايضا، مع جمع من الاصدقاء، وفـق ما تتذكر ايها السياسي المخضرم ..
35/ مؤيد نعمــة
ولتقلْ عنه – وان زعل اصدقاء آخرون – بانه عميد الكاركتير السياسي الباهر.. والباهر ايضا صفة تنطبق على مؤيد في علاقاته الشخصية، والخاصة .. تعارفتما اولا في المبنى المشترك لتحرير صحيفة (طريق الشعب) ومطبعتها، في منطقة السعدون ببغداد، ثم زادت الصلات الصداقية والاجتماعية – والعائلية بينها- في مناسبات عديدة ومتنوعة. ثم تفترقان: انتَ مغترباَ الى براغ، وهو ثابت في العراق، وحتى رحيله العجول والقاسي على كل من يعرف مؤيدا !.

36/ هادي العلوي
المناضل والباحث الباهر، والشخصية العراقية، العراقية!.. وكنت ايها الرجل تتابعه عن بعد، لتعجب دون حدود في كتاباته متنوعة المحاور، حتى تعرفتما عن قرب في دمشق الشام لاول مرة، مطلع الثمانينات، وكذلك قي براغ – قليلا – حين مـرّ بها اواسط الثمانينات في طريقه الى برلين .. وبعدها في دمشق من جديد ولمرات، ومنها في بيت الجواهري الكبير .. وتذكّر كم كان العلوي ألوفا، متواضعا تواضع الكبار، وانتما تتناقشان في بعض السياسة والثقافة، وكم راقت لك توصيفه للسلطة البعثية بـ “العصابة الحاكمة” …
37/ نزار ناجـي
وقد جاء الحديث عنه في الاخير، وهي مصادفة فارقة، فـ (ختامها مسكٌ) مثل نزار، ابي ليلى… تعارفتما في ساحات العمل السياسي والنقابي الوطني ببغداد، خلال السبعينات.. وتقاربتما دون تكليف ومقدمات، في براغ اواخر السبعينات ومطالع الثمانينات، خلال المهام التنظيمية والسياسية المشتركة، وغيرهما، وتصادقتما بحميمية متبادلة، خاصة وأنتما ابناء ولاية واحدة (كما كان يردد في الجلسات الخاصة)… وكان اخر لقاء بينكما في دمشق الشام، عشية التحاقه بمركز الحزب في كردستان العراق، سياسيا مناضلا ومقاتلا، ثم شهيداَ باسلا…
————————————-
اخيراً ها انتَ تختم (ايها السياسي المتقاعد!) بعضاً مما تيسر عند ذاكرتك، وعلى عجالة، من لمحات مع احباء اعزاء، ومن المؤكد انكَ قد سهوتَ، وأوجزتَ- ولربما أخترتَ ايضا- بعض وقائع وتفاصيل لم تكن مناسبة، أو وافية، فلتعتذر سلفا، وأحترازاً، وتعدّ باتمام ما بدأته هنا، في اوقات وتأرخات قادمة..
ولتزدْ وتوضح اكثر ما قصدته في الكلمات السابقات بأنكَ لم تنسَ- ولا يجوز لك ان تنسى اصلاً- شهداء ومناضلين، وراحلين ، تعرفت وتصادقت، وعملت مع بعضهم، في هذه الفترة أو تلك، قصرت ام طالت، في رحاب السياسة والثقافة والحياة، واتفقتم حينا، واختلفتم في حين آخر،ومن بينهم، وبحسب احرف الهجاء، مع حفظ الالقاب والمواقع والقرب والبعد : – أحمد كريم – جبار نعيم – حسن العتابي – جبار الريحاني – رجاء الزنبوري – رحيم عجينة – رمزية جدوع – سالم عودة – سلمان جبو – صامد الزنبوري – صبار نعيم – فخرية عبد الكريم (زينب) –قاسم عبد الامير عجام – كامل شياع – ماجد عبدالرضا – محمد شاه – منعم ثاني – مهدي عبد الكريم (ابو كسرى) – رشدي العامل – روناك علي (ام سرود) – عبد السلام الناصري – عبد العزيز وطبان – عبد النبي جميل (ابو اروى) – عطا الخطيب – غازي فيصل – غفار كريم -ناهدة الرماح – نزيهة الدليمي -هادي البلداوي (ابو سمراء)…
اخيراً، وحقا هذه المرة، ولا تطـلْ، أكد مجدداً ايها الرجلُ بأنك قد جهدت في هذه الكتابة اضعاف ما اشغلتك واتعبتك كتابات سابقة، فتذكـّرُ الاسماء يعيدكَ الى الوجوه، والى واحات ومرابع الايام والعقود السالفة، بحلوها ومرّها، ولتحسد كلَّ من له ذاكرة ضعيفة !. وقلْ في الاخير، مستعيراً من الجواهري الخالد، مع تحوير كلمة مقوسة واحدة:
ويا أحبابي الأغلينَ، من قطعوا ومنْ (رحلوا)
ومن هم نخبة اللدّات عندي حين تُنتخلُ
سلامــاً كله قبـلُ، كــأن صميمَهــا شعــلُ ..
————————————————– براغ / اواسط آذار 2018

اترك تعليقاً