السيمر / الثلاثاء 27 . 03 . 2018
عبدالرضا الساعدي
ليس الآن ، وإنما منذ أن دخلت خدمة الاتصالات والإنترنت للبلد ، والمواطن العراقي يعاني من سوء هذه الخدمات مع تكاليفها المرتفعة ، مقارنة مع دول مجاورة أو بعيدة ، في ذات الوقت الذي ظلت هذه المنظومة بعيدة عن المتابعة والرقابة والمحاسبة الحكومية والإصلاحات المنشودة لها، وهذا ما يفسر سبب تدهورها في الآونة الأخيرة بشكل لافت يدعو للتوقف والاهتمام بالموضوع ، لاسيما وأن هذه الخدمات أصبحت عصبا أساسيا مهما تقوم عليه حياتنا اليومية والعملية من أجل التواصل الحضاري والإنساني والإعلامي كذلك.
غياب التقييم والرقابة أو عدم محاسبة المقصرين في هذا المجال ، يقابله صمت إعلامي غريب لم يعطِ للقضية حقها ، ولصوت الشاكين من هذا الفساد الواضح أي صدى لدى المعنيين بالأمر ، وكأن القضية ليست ذا شأن ، أو كأنها تخص بلداً آخر وشعبا آخر ، بينما تمتص الشركات والجهات (الخادمة ) مليارات الدنانير من جيوبنا المنهوبة ، من دون خدمة مقنعة ومرضية ـ ترضي الله والناس ، والسؤال المهم : لماذا يحصل هذا دائما ، ولماذا يظلم الناس مرتين ، مرة بسبب التكلفة الباهظة غير المنطقية ، وأخرى بسبب تدهورها وتعثرها ، من دون مسار واضح للتعديل والإصلاح وإعادة تقييم الأمور كما ينبغي .
تحسين منظومة الاتصالات وخدمة الإنترنت ، مهمة شعبية وحكومية في آن معا ، وعلى الصوت الإعلامي أن يكون قويا ومسموعا هذه المرة كي يكون ضاغطا على الجهات المعنية التي تراوغ وتماطل كثيرا في هذا الشأن ، ولم تعد مقنعة في أساليبها وطرق معالجاتها أبدا ، بل نلاحظ أن ردة فعلها بائسة ومخجلة لا توازي حجم وأهمية المشكلة ، بينما المتسببون لها مازالوا بعيدين عن الحساب ، في بلد يصرّح المسؤولون فيه ، كل ساعة ، عن أهمية ووجوب محاربة الفساد والفاسدين والضرب بيد من حديد ، ولكنه كلام الليل الذي يمحوه النهار ، والوضع على ما هو عليه ، هكذا الحال ، نسمع جعجعة ولا نرى طحينا !!