السيمر / السبت 05 . 05 . 2018
معمر حبار / الجزائر
أشتري صباح اليوم كتاب “ثلاثة الأصول وأدلّتها والقواعد الأربع” لمحمّد عبد الوهاب، دار الإمام مالك للكتاب، الجزائر، الطّبعة الأولى 1433 هـ – 2012، من 40 صفحة، فكانت هذه القراءة:
1. ليست المرّة الأولى التي أقرأ فيها لمحمّد عبد الوهاب، فقد سبق أن قرأت له.
2. أخذت الكتاب واتّجهت إلى المقهى المقابلة للمكتبات الثلاث المجاورة بدورها للمسجد الكبير المقابل بدوره لمقرّ ولاية الشلف.
3. أنهيت قراءة الكتاب قبل أن أنتهي من تناول فنجان قهوتي.
4. الكتاب يفتقر كثيرا للعمق والتحليل.
5. اعتمد صاحب الكتاب على ابن القيم الحنبلي، وابن كثير تلميذ ابن تيمية الحنبلي، والبغوي الشافعي، ولم يذكر ابن تيمية الحنبلي، رحمة الله عليهم جميعا.
6. قرأت عشرات الكتب وأمّات الكتب في مجال العقيدة الاسلامية لكبار وعظماء المسلمين ولم أقرأ لأحد منهم لحد الآن بأنّه قسّم العقيدة الإسلامية إلى 3 أصول و4 قواعد.
7. أسلوب الكتاب صيغ بصيغة الأمر الذي لا يقبل النقاش كقوله في صفحة 22: “الأصل الثالث: معرفة نبيّكم محمّد صلى الله عليه وسلّم”، وذكر حالات عبر صفحات الكتاب لمن أراد أن يعود إليها تدلّ على صيغة افعل ولا تفعل وكأنّ القارىء تلميذ يتلقى الأوامر والتعليمات.
8. أعترف أنّه من حسنات الكتاب الخطّ الكبير جدّا باعتباري قرأته دون الاستعانة بنظارتي التي نسيتها في بيتي هذا من جهة، من جهة أخرى الخطّ الكبير أسلوب من أساليب تضخيم الكتاب وكان يمكن تقديم الكتاب في 10 صفحات عوض 40 صفحة لو كتب بخطّ عادي. ولا أعرف الكتب ذات الخطّ الكبير الحجم إلاّ في الكتب الموجّهة لمحو الأمية ليسهل على الأمّي القراءة والمتابع.
9. يبدو لي أنّ الكتاب مبني على الصّفحة الأخيرة من الكتاب حين يقول: ” أنّ مشركي زماننا أغلظ شركا من الأوّلين لأنّ الأوّلين يشركون في الرّخاء ويخلصون في الشّدّة، ومشركو زماننا شركهم دائم في الرّخاء والشّدّة !!”، وبغض النظر عن التعليل الذي ذكره والذي يعني صاحبه، فإنّ القاعدة التي ذكرها كانت وما زالت سببا في إراقة دماء المسلمين، لأنّ الذين قتلوا الأبرياء من المسلمين وفجّروا الأنفس الطاهرة اعتمدوا على هذه القاعدة واعتبروا المسلمين المؤمنين بالله تعالى وبسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم “أغلظ شركا من الأوّلين” لأنّهم حسب هذه القاعدة: يتوسّلون بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ويحترمون أولياء الله الصالحين، ويقرأون القرآن جماعة، ويحتفلون بالمولد النبوي الشريف، ويكبّرون ليلة العيد جماعة وبصوت واحد، ويطعمون الفقراء والمساكين في عاشوراء، ويقنتون قنوت الصبح، ويقيمون درس الجمعة، والخطيب يمسك العصا أثناء الخطبة، ويزرون سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في مقامه الطاهر الرفيع، ويرفعون أيديهم دبر كلّ صلاة، ولا يقرأون البسملة في الصلاة، ويتظاهرون، ويضربون عن الطعام، ويقيمون الانتخابات، ولا يقصّرون الثياب، وغير ذلك.
10. أعترف أنّ ما كتبه زميلنا الأديب الفصيح البليغ صدام حسين مجاهد صباح اليوم حول هذا الفكر هو الذي دفعني لاقتناء الكتاب لأقف بنفسي على آخر صفحة من الكتاب وهي أصل الكتاب، رغم أنّي رأيت الكتاب من قبل ولم أقتنيه.
11. حين تسأل عرب قريش عن من هو الرازق، المنعم، الذي ينزل المطر، الذي ينبت الزرع وغيرها، يجيبون بـ “سيقولون الله”… بحرف السين، وحين تسألهم عن الخالق، يجيبون، “يقولون الله”، دون حرف السين.
12. حاشا للمسلم أن يضع مع الله تعالى إلها آخر، وهي تهمة عظيمة خطيرة أدّت وما زالت تؤدي إلى سفك الدماء والأرواح الزكية الطاهرة.