السيمر / الاحد 13 . 05 . 2018 — ما ان انتهت عملية التصويت في الانتخابات حتى بدات تظهر ارقام نسبة المشاركة واتفقت اغلب المصادر التي نقلت عن المفوضية ان تلك النسبة اقتربت من 35% مع تقدم كبير لقوائم الفتح وسائرون ودولة القانون هذه المعلومات اكدها وكلاء
الكيانات والمراقبين الذين تواجدوا في مراكز الاقتراع وما زاد الامر سوءا ان مصادر سياسية نقلت عن جهاز المراقبة الملكية البريطانية تاكيده أن النسبة المئوية التي رصدتها الغرفة السرية الملكية البريطانية لمراقبة الانتخابات وعبر المسح الفضائي بلغت19.32% لعموم العراق .. لاندري ما يدور خلف الكواليس !
محاولات السفارة الأمريكية للتدخل” في الانتخابات العراقية كانت واضحة ورائحتها فاحت لحظة دخول السفير الأميركي دوغلاس سليميان لاحدى مراكز الاقتراع وكانه يمهد الأرضية للتلاعب بالنتائج وفق ما ينسجم مع سياسة واشنطن ومصالحها فالمزاج الأمريكي يصب في صالح رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي تعول عليه بتحقيق أهدافها في المنطقة .
بعد انتشار صورة السفير الأمريكي، بدأت حالة من الإحباط تنتاب عدد كبير من المرشحين، وأيضا أعدادا كبيرة من الناخبين، وزاد من الأزمة، انتشار بعض الاخبار حول تدخل أمريكا في العملية الانتخابية، وصدور أوامر من السفير الأمريكي بعدم إعلان المرشحين والقوائم الفائزة هذا الامر ازعج العراقيين كثيرا . كانت جميع الدلائل تشير الى ان واشطن والسفارة الأميركية تحديدا تعمل لصالح جهة معينة بعد ان عرضت خدماتها الفنية واللوجيستية على المفوضية من خلال الوكالة الاميركية للتنمية الدولية(USAID) التي جاء في الاعلان المنشور على الموقع الالكتروني للسفارة ولمن يتابع ويدقق يكتشف ان الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، تعد واحدة من المفاصل الاساسية والمهمة لوكالة المخابرات المركزية الاميركية، ولها مكاتب وانشطة بعناوين وواجهات متعددة في اغلب دول العالم، خصوصا تلك التي تشهد اوضاعا وظروفا سياسية وامنية مضطربة، واغلبها في العالم الثالث، وعليه فإنه من غير المعقول توقع ان تساهم تلك الوكالة في انجاح الانتخابات العراقية بصدق ونزاهة بعيدا عن الاجندات السياسية والمخابراتية، اذ ان مهمتها الاساسية ستتمثل بدعم واسناد قوى وكيانات معينة وفق خطط وبرامج محددة، لتحقيق اهداف والوصول الى نتائج تنسجم مع مصالح واشنطن وتتقاطع مع مصالح من تفترض انهم خصومها ومنافسوها ..
اذن مزحة دعم واشنطن للانتخابات تبدو سمجة وثقيلة وساذجة، ولا تنطلي الا على المغفلين .. وقبل ساعات من اجراء الانتخابات كشف تقرير اعدته صحيفة الواشنطن بوست ان الولايات المتحدة الامريكية تدعم قائمة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء
المنتهية ولايته حيدر العبادي فهي اذن مستعدة لفعل أي شي لتحقيق هذا الهدف .. تشير مصادر خاصة الى ان السفارة الأميركية تدخلت بشكل مباشر في إضافة نحو 12% الى نسبة الانتخابات لرفع نسبة مقاعد ائتلاف النصر الذي يتزعمه العبادي
وجعله في الصدارة بعد ان أظهرت نتائج مسربة تقدم تحالف الفتح بفارق كبير .. التدخل الأميركي امتد الى كردستان وكركوك خاصة لصالح الحزبين الرئيسين . ففي كركوك كانت المؤشرات ألاولية للنتائج تبدو غير منطقية وطالب العرب والتركمان باعتماد العد والفرز بالمركز الوطني في بغداد، متهمين أحزابا كردية بتحويل أصوات الناخبين لصالحها اما في إلاقليم فقد أعلنت أحزاب المعارضة عن رفضها مجمل عملية الانتخابات ونتائجها وطالبت هذه الأطراف أيضا بإعادة عملية الانتخابات في مدن كردستان العراق وكركوك والمناطق المتنازع عليها متحدثة عن تلاعب في نتائج الانتخابات لصالح حزبي السلطة في كردستان .. يشير خبراء تكنولوجيا المعلومات الى أن التصويت الإلكتروني لا يضمن عدم حدوث تلاعب بالنتائح وأنه يمكن من خلال إدخال بطاقة ذاكرة جديدة وبرمجتها تغيير النتائح . و قد يتم ذلك عبر الـ (Modem) الداخلي لصندوق التصويت الإلكتروني الذي لديه قراءة مخفية قد تسمح لجهات خارجية بالوصول إليه دون أن يكتشف ذلك أحد و يوضح مدير المركز الدولي لقانون الانتخابات والإدارة في
واشنطن Gary L. Greenhalgh أن المشكلة مع أنظمة التصويت الإلكترونية هي أنها تجعل فرصة الاحتيال مركز .
الاباء