السيمر / الاثنين 21 . 05 . 2018 — اشتكى مواطنون في الموصل، من انقطاع التيار الكهربائي في المدينة لأوقات طويلة خلال شهر رمضان، وارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات عالية، معتبرين أن هذه المشكلة، باتت مزمنة، رغم مليارات الدولارات التي صرفت لحلها، خلال السنوات الماضية.
زهير قاسم، من الموصل، قال إن «هناك تعمدا حكوميا في تقليل حصة المحافظة من التيار الكهربائي، وبالتالي تكون النسبة المخصصة قليلة جداً ولا تغطي كافة أنحاء المحافظة، ما يجعل الناس يلجأون إلى المولدات والتي غالباً ماتكون أسعارها مرتفعة، ولا يستطيع جميع الأهالي الاشتراك فيها».
وأضاف: «مع قدوم فصل الصيف كل عام، تكون أكبر مشاكلنا هي الكهرباء، وقد يتم قطعها لساعات طوال عن المدينة، خصوصاً في أوقات الذروة، وعندما يكون الناس بحاجة إليها في أوقات الظهيرة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات عالية».
ودعا، الحكومة العراقية، إلى «إنهاء معاناة الأهالي من خلال لإنشاء محطات عملاقة لتوليد الكهرباء ولأن يتم توزيع الكهرباء بشكل عادل لجميع المحافظات التي تعاني معظمها من كثرة الانقطاع».
أما عبد الكريم، وهو أيضاً من الموصل، بين أن «حوالي 50 مليار دولار صرفت على وزارة الكهرباء خلال السنوات القليلة الماضية، ولم يشهد العراق أي تحسن في هذا القطاع».
وتابع: «ذهبت تلك المليارات إلى العقود الوهمية والصفقات الفاسدة دون بناء محطات توليد للطاقة الكهربائية يمكن من خلالها تزويد العراق بالتيار الكهربائي».
وأضاف أن «أغلب المحطات الحالية تم بناؤها في زمن النظام السابق، ولاتزال تعمل حتى الآن».
وطالب بـ»وضع خطة ومشروع حكومي متكامل، لبناء محطات جديدة تنهي معاناة البلد الذي أصبح الناس فيه يعانون كثيرا من مشكلة الكهرباء، خصوصاً عند قدوم فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة إلى ما فوق الخمسين درجة مئوية في بعض المحافظات العراقية، لاسيما الجنوبية حيث يلجأ الناس إلى تشغيل
أجهزة التبريد.» وحسب وعد، من سكان الموصل، فإن «قدوم فصل الصيف يسبب القلق والإزعاج لكثير من الأهالي، وخصوصاً الطبقات الفقيرة والمعدمة التي لا تستطيع شراء مولدات صغيرة أو الاشتراك في المولدات الأهلية، لذا يعيش معظمهم في أجواء حارة جداً داخل منازلهم». وعد، يعمل عامل بناء، ويقضي معظم أيام النهار تحت الشمس، وعندما ينتهي من عمله ويعود إلى المنزل يجد التيار الكهربائي مقطوعا، وكذلك لا يملك المال الكافي لكي يشترك في المولدات، وفق ما قال، داعياً الحكومتين، العراقية والمحلية، إلى «مراعاة الأهالي، ولاسيما الطبقات المعدمة الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة وتخصيص خط كهربائي لهم يكون مستمراً».
ومشكلة العراق، تتمثل بعدم وجود محطات كهربائية حديثة، وفق ما أكد المهندس الكهربائي محمود عبدالله ، مبيناً أن «مدينة الموصل تعتمد بشكل أساسي على كهرباء سد الموصل، وحيث أن منظومة الكهرباء في العراق هي منظومة وطنية، أي شبكة واحدة، لذا يتم توزيع الكهرباء من مراكز محددة في البلاد، ويتم التحكم في توزيع الكهرباء من خلال تلك المراكز».
وأضاف: «خلال فصل الربيع يكون التيار الكهربائي أفضل من فصل الصيف»، عازياً الأسباب إلى «كون الأهالي يقومون بتشغيل أجهزة التكييف والتي غالباً ما تكون ذات أمبيرية عالية، إضافة إلى انخفاض مستوى النهر من المياه خلال فصل الصيف، لذا تكون انتاجية سد الموصل من الكهرباء قليلة على عكس فصل الربيع». ووفق المصدر «جميع محافظات العراق تعاني من أزمة الكهرباء، وهناك انقطاع مبرمج، من أجل سد حاجات وتغطية كافة المحافظات بسبب قلة الإنتاج من المحطات الكهربائية». وأوضح أن «هناك محطة لإنتاج الكهرباء تم إكمال بنائها في ناحية القيارة جنوب الموصل، ولكن تم إيقافها عن العمل كونها تحتاج إلى الوقود وقد اصبحت الحكومة عاجزة عن توفير الوقود لها، على الرغم من وجود آبار النفط بالقرب منها، إضافة إلى وجود مصفاة لتكرير النفط والتي لا تبعد عنها سوى كيلومترات قليلة».
المصدر: القدس العربي