الرئيسية / الأخبار / تحالف أغلبية الصدر «الأبوية» لا لعب في الوحل دون الاتساخ

تحالف أغلبية الصدر «الأبوية» لا لعب في الوحل دون الاتساخ

السيمر / السبت 09 . 06 . 2018 — بعد توقيع ثلاث قوى سياسية عراقية (سائرون، الحكمة، الوطنية) على مبادئ ما سمته “الأغلبية الوطنية الأبوية” على امل ان تبصر الكتلة الاكبر التي تنبثق من خلالها الحكومة العراقية الجديدة، الا ان عدم التحاق بقية الكتل السياسية الاخرى الفائزة بالانتخابات بركب التحالف الجديد المرتقب سيهدده بالانهيار، بحسب المراقبين.
واثار تفجير مدينة الصدر الاخير الذي راح ضحيته اكثر من 130 مدنيا بين شهيد وجريح بسبب انفجار مخزن للاسلحة والاعتدة تابعة لقوات سرايا السلام التابعة للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، ضجة كبيرة في الشارع العراقي وتنديدات كبيرة من قبل القوى السياسية ، مما سيشكل عائقا امام احلام وتطلعات الصدر لتشكيل التحالف البرلماني الاكبر.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة فان العبادي كانت لديه الرغبة في التحالف مع الصدر على الرغم من تحفظ بعض الكتل المنضوية في ائتلاف نصر من هذا التحالف، الا ان تفجير مدينة الصدر قد غير رؤية العبادي تجاه تحالفاته المرتقبة مع الصدر.
واضافت تلك المصادر ان “عدم التحاق العبادي في التحالف الجديد وكذلك بعض القوى الكردية والسنية قد يدفع الحكيم وعلاوي الى الانشقاق من الصدر وجعل تحالف سائرون كتلة معارضة في البرلمان المقبل”.
واشارت المصادر الى ان “هذا المشروع لم تتوفر دوافعه التي طالما تغنى القائمون به في مكافحة الفساد ونبذ الطائفية، وما الى ذلك من “شعارات الإصلاح”، بل له تبريراته “المصطنعة” الناجمة عن ردود أفعال متسرّعة وغير ناضجة تجاه قرارات القضاء في “إعادة العد والفرز”، فضلا عن “التغطية على انفجار مدينة الصدر المأسوي”، الناجم عن تكديس أسلحة أحد الأطراف الرئيسية في هذا التحالف، وهو أمر أثار غضبا جماهيريا عارما، يستدعي “التعمية” عليه بأي ثمن”.
وتابعت “كما لم تستجب القوى الشيعية الكبرى له الحقيقة التي سعى التحالف التمهيدي الى القفز عليها حث يدرك القائمون على التحالف الثلاثي، جيدا، ان عدم حضور (الفتح والنصر والقانون) للاجتماع، يعني عدم قدرته على البقاء، ويعني افتقاده للكاريزما، لان القوى الشيعية الرئيسية فضلا عن القوى الأخرى غير المؤيدة له، سوف لن تدّخر وسعا في الانتصار عليه، وسوف تستهدفه في إطار التنافس السياسي.
ولفتت المصادر ذاتها الى ان ” القوى الكردستانية لم تؤيد مشروعا غير قادر على إنتاج حكومة قوية تستجيب لتحديات المرحلة، ولن يستطيع تحقيق مطالبها، كما ان الاندفاع الكبير الغريب، لتيار الحكمة على توقيع الوثيقة، فيما كان سائرون صاحبة مركز الثقل في التحالف، اقل اندفاعا، ومرجع ذلك يعود الى حاجة الحكمة للتعويض عن “الشعور بالنقص” الذي يعاني منه امام النتائج الكبيرة التي حققها التيار الصدري في الانتخابات، فضلا عن القوى الشيعية الأخرى “النصر، الفتح”، أما علاوي، فقد وجد فيه بارقة أمل في فكّ العزلة عنه، وإعادة احياء جثته السياسية الميّتة.
وتشكل القوى السياسية الشيعية (النصر، الفتح، القانون) نحو اكثر من 114 مقعدا بينما يشكل تحالف الصدر الجديد نحو 95 مقعدا بينما الكتلة الاكبر في البرلمان ينبغي ان تحصل على نحو اكثر من 164 نائبا لتتمكن من تشكيل الحكومة المقبلة.

وتقول النائبة عن ائتلاف دولة القانون نهلة الهبابي لـ(وان نيوز) ان “التحالف الثلاثي الجديد الذي ضم سائرون وائتلاف الوطنية وتيار الحكمة سيكون ضعيفا وهشا ، لان اغلب الكتل السياسية لم تؤمن بمشروعهم وبذلك سوف لن تقدم اية كتلة للانضمام الى التحالف الجديد”.
واضافت ان “التحالف الجديد قد يؤدي الى انهياره مبكرا وربما الى انشقاق الكتل المنضوية فيه في حال عدم التحالق الكتل الاخرى به لا سيما الشيعية “، لافتة الى ان مثل هكذا تحالفات تكون مبدئية نظرا للظروف الراهنة والخاصة بنتائج الانتخابات فعند اللجوء الى العد والفرز اليدوي ستاخذ العملية نحو شهرين الى ثلاث اشهر كما وبعدها تاتي الطعون ومن ثم تشكيل التحالفات فالعملية ستاخذ وقتا طويلا”.
ووقعت ثلاث قوى سياسية عراقية، الخميس الماضي، على مبادئ ما سمته “الأغلبية الوطنية الأبوية” التي ستشكل حال المصادقة على نتائج الانتخابات النيابية في البلاد.
وبينت وثيقة الاتفاق التي وقع عليها ممثلو كتلة “سائرون” بزعامة مقتدى الصدر وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم والقائمة الوطنية بزعامة إياد علاوي، على امل تشكيل تحالف كبير داخل البرلمان المقبل.
وذكرت الوثيقة أن تحالف كتلة “الأغلبية الوطنية الأبوية” سيقوم بإعداد برنامج حكومي قابل للتنفيذ ضمن سقوف زمنية محددة.
ويشمل هذا البرنامج عددا من المبادئ، من بينها، إصلاحات سياسية واقتصادية، وحصر السلاح بيد الدولة ومنع عسكرة المجتمع وآليات لمكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين.
وقال القيادي في تيار الحكمة رعد الحيدري في تصريحات صحفية إن “ما جرى بين الصدر والحكيم وعلاوي هو توقيع اتفاق على المبادئ الأولية لتشكيل تحالف بين القوى الثلاث”.
وأضاف، أن “الكتلة الأكبر ستبصر النور خلال أيام”، مبينا أن “الإعلان رسميا عن ذلك ينتظر انضمام قوى شيعية إلى التحالف وأخرى كردية”.
وأضاف أن “القوى الشيعية التي يجري التفاوض معها لدخول التحالف هما كل من ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي وتحالف الفتح بزعامة هادي العامري”.
المحلل السياسي عبد الامير المجر فقد اوضح لـ (وان نيوز) ان “تحالف الصدر المرتقب قد لا يطول كثيرا وسرعان ما يتفكك بسبب عدم قناعة الكتل السياسية الكبرى بطروحات الصدر وبعض مواقفه”.
واضاف ان “التحالف الجديد لا يمكن له البقاء من دون وجود على الاقل احدى الكتل الشيعية الكبيرة وكذلك التحاق بعض الكتل السنية والكردية وخلاف ذلك سينهار التحالف وقد يؤدي الى الانشقاق”.
واشار الى ان “العبادي كان الاقرب الى التحالف مع الصدر الا ان هناك تحفظات من قبل بعض الكتل داخل ائتلاف نصر على التحالف مع التيار الصدري مما يجعل العبادي في حرج، كما ان العبادي يرغب في تحالف غير مشروط على عكس الصدر الذي وضع شروطا للعبادي مقابل دعمه الولاية الثانية”.
الى ذلك نفت القيادية في ائتلاف الوطنية النائب ميسون الدملوجي تحالف ائتلافها مع سائرون التي يتزعمها مقتدى الصدر وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم.
وقالت الدملوجي ،ان ” ما تضمنته الوثيقة الرسمية التي تداولتها وسائل الاعلام بشأن وجود تحالف بين كتلة سائرون التي يتزعمها مقتدى الصدر والحكمة بزعامة عمار الحكيم هي مجرد توقيع على تفاهمات وتقارب بين ائتلاف الوطنية وسائرون والحكمة”.
وتابعت ان “لغاية الان لم يحسم امر هذا التحالف وهناك كتلا اخرى ستنظم لهذه التفاهمات ويشكل تحالف بينهم، لافتة الى وجود تقارب كبير بين الكتل الثلاث بشأن تشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان”.
وحصل تحالف سائرون على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بـ 54 مقعداً، تلاه كل من تحالف «الفتح» (47 مقعدا)، ائتلاف «النصر» (42 مقعدا)، «دولة القانون» (25 مقعدا)، «الحزب الديمقراطي الكردستاني» (24 مقعدا)، «الوطنية» (22 مقعدا)، «الحكمة» (19 مقعدا)، «الاتحاد الوطني الكردستاني» (18 مقعدا)، و«القرار العراقي» (14 مقعدا)، «العراق هويتنا» (10 مقاعد).

وان نيوز

اترك تعليقاً