السيمر / السبت 09 . 06 . 2018 — هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بضرب شمالي العراق لاستهداف معسكرات المسلحين الأكراد من حزب العمال الكردستاني، إذا لم تقم الحكومة العراقية “بتطهير المنطقة”.
وقال أردوغان، في مقابلة مع قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية، الخميس الماضي، إنه “سوف يأمر الجيش بضرب جبال قنديل وسنجار ومخمور”.
وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو كشف، الأربعاء الماضي، عن أن بلاده تعمل على إقامة منطقة آمنة في شمال العراق بهدف “تجفيف منابع الإرهاب”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.
وتأتي تصريحات أردوغان مع بدء العد التنازلي نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، المقررة 24 يونيو/حزيران الجاري، والتي ستجري في ظل فرض حالة الطوارئ واستمرار الاعتقالات وملاحقة من تتهمهم الحكومة بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.
الكاتب والباحث السياسي كفاح محمود يقول حول التهديدات التركية: “لو عدنا قليلا إلى الوراء، نرى أن ما يحصل الآن لا يُعد من التداعيات الجديدة في المنطقة، وإنما موضوع حزب العمال الكردستاني وجبال قنديل يعود إلى سنوات طويلة، ربما تمتد لفترة ما قبل سقوط النظام السابق. وحزب العمال الكردستاني هو واحد من الأحزاب التركية، وهو في صراع حاد مع الحكومة التركية، بسبب فشل الأخيرة في حل المسألة الكردية هناك”.
واشار الى ان “القيادة الكردية وفي مقدمتها السيد مسعود بارزاني في كردستان العراق، حاولت أن تقرب وجهات النظر بين المتصارعين، ونجحت تلك المساعي في توقيع اتفاقية سلام بين الطرفين تمتعا خلالها بعامين من السلام، لكن ومع الأسف انهارت تلك الاتفاقية وعاد الصراع بينهما. وحزب العمال الكردستاني نقل قواعده إلى جبال قنديل الواقعة في إقليم كردستان العراق، مع العلم أن قيادة الإقليم نصحت الحزب بالابتعاد عن هذه المنطقة، لأن ذلك سوف يدخل العراق والإقليم في صراع لا ناقة لهم فيه ولاجمل”.
وتابع” وللأسف لم يذعن حزب العمال الكردستاني لنصائح الإقليم، واضطرت القوات التركية التي لربما مستندة على اتفاقيات سابقة مع بغداد للتوغل لعدة كيلومترات داخل الأراضي العراقية، مستخدمة أسلحتها الجوية في ضرب قواعد حزب العمال، على أساس أن الأتراك يعتبرون حزب العمال الكردستاني حزبا إرهابيا، مع تحفظي على هذا المصطلح بحق الحزب”، والقصف التركي المستمر للحزب دفع فيه المواطنون العراقيون في الإقليم مئات الشهداء من الفلاحين وسكان القرى المتاخمة للجبل، بل عشرات القرى تم تدميرها بالكامل ونزح سكانها إلى مراكز المدن في دهوك واربيل، فالحكومة العراقية لم تنجح في حل هذه الإشكالية مع أنقرة ولا مع حزب العمال الكردستاني منذ العام 2005 ، بل تعقدت الأمور بشكل أن قيادة الحشد الشعبي احتوت إحدى الفصائل المحسوبة على حزب العمال الكردستاني في سنجار، وفتحت له قواعد على قمة الجبل، مما دفع بالحكومة التركية إلى استخدام سلاح الجو في قصف قواعد الحزب في سنجار.”
واضاف محمود، ” أنا أعتقد أنه ولحد الآن لم يحصل توغل جدي للقوات التركية داخل الأراضي العراقية لملاحقة حزب العمال، لكن سلاح الجو التركي يكاد لا يمضي أسبوع واحد دون قيامه بالقصف في أربيل ودهوك في المناطق التي يتواجد فيها حزب العمال الكردستاني.”
وحول فيما إذا كان العراق يستخدم حزب العمال الكردستاني كورقة ضغط على الجانب التركي، يقول محمود، “مع تحفظي الشديد على استخدام مثل هذه الأساليب في العلاقات الدولية، لكن هناك بعض المفاصل في الحكومة الاتحادية تستخدم هذا الأسلوب في تعاملها مع حزب العمال الكردستاني في سنجار، فهناك ما يتراوح بين الخمسمائة والألفين عنصر من عناصر حزب العمال الكردستاني ينضوون تحت مسمى الحشد الأيزيدي أو وحدات حماية سنجار، وهي واجهة عسكرية لحزب العمال، وهم يتقاضون رواتب من الحشد الشعبي ولديهم تعاون مشترك بينهما، وهذا يعني أن هناك من يستخدم حزب العمال الكردستاني للضغط لربما على الأتراك، مقابل ذلك فإن وجود القواعد التركية في بعشيقة وبعض القواعد في كردستان العراق، ربما يعقد الإشكالية مع بغداد أكثر. فالصراع بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية هو صراع داخلي، والاثنان يصدرون مشاكلهما إلى كردستان العراق، وهو موضوع يعقد المشهد بشكل كبير.”
سبوتنيك