السيمر / الأربعاء 20 . 06 . 2018
أياد السماوي
في الوقت الذي تتوالى فيه بيانات الاستنكار والإدانة للعدوان الأمريكي الصهيوني على قطعات اللواءين 45و 46 التابعة لقيادة الحشد الشعبي والمتواجدة في الشريط الحدودي بين العراق وسوريا وبعمق 700 متر فقط داخل الأراضي السورية والذي أسفر عن استشهاد 22 مقاتلا وإصابة 12 آخرون , يصدر بيانا مريبا من قيادة العمليات المشتركة يؤكد فيه أنّ القطعات العسكرية التي تعرّضت لضربات جوّية داخل الأراضي السورية ليست ضمن المنظومة الأمنية العراقية , وأنّ قوّاتنا الأمنية بجميع تشكيلاتها من الجيش والشرطة والحشد الشعبي لم تتعرّض إلى ضربات جوّية أو أي ضربات أخرى , كما أكدّ البيان على عدم وجود أي اتصال أو تنسيق بين قيادة العمليات المشتركة وهذه القوّات التي تعرّضت للضربة , كما وأشار البيان إلى عزم قيادة العمليات المشتركة فتح تحقيق حول الجهات المسؤولة عن التسبب في خسارة شباب عراقيين والتجاوز على السيادة العراقية والسورية وسياسة حسن الجوار , وأضاف أنّ قيادة العمليات المشتركة قد اجرت اتصالا هاتفيا مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس أكدّ فيه عدم اطلاعه على البيان الذي صدر من هيئة الحشد الشعبي ومؤكدا عدم وجود أي قطعات من الحشد الشعبي خارج الحدود العراقية .
في حين أوضح بيان صادر من هيأة الحشد الشعبي يوم الأثنين أنّه في مساء يوم الأحد 17 / حزيران / 2018 قامت طائرات أمريكية بضرب مقر ثابت لقطعات الحشد الشعبي من اللواءين 45و 46 المدافعة عن الشريط الحدودي بصاروخين مسيرين مما أدّى إلى استشهاد 22 مقاتلا وإصابة 12 آخرون , وهذه القوّات موجودة على الشريط الحدودي منذ انتهاء عمليات تحرير الحدود ولغاية الآن بعلم قيادة العمليات المشتركة العراقية , وأنّه وبسبب طبيعة المنطقة الجغرافية كون الحدود أرض جرداء فضلا عن الضرورة العسكرية فإنّ القوّات العراقية تتخذ مقرا لها شمال منطقة آل بو كمال السورية والتي تبعد عن الحدود 700 متر فقط كونها أرض حاكمة تحتوي على بنى تحتيّة وقريبة من حائط الصد , حيث يتواجد الإرهاب الذي يحاول قدر الإمكان عمل ثغرة للدخول إلى الأراضي العراقية , وهذا التواجد بعلم الحكومة السورية وبموافقتها وبعلم العمليات المشتركة العراقية .
ومن يقرأ بيان قيادة العمليات المشتركة سيتبادر إلى ذهنه للوهلة الأولى أنّ من اصدر هذا البيان هو السفارة الأمريكية في العراق وليس قيادة العمليات المشتركة التي أنكرت علمها بوجود هذه القوّات أو وجود أي اتصال أو تنسيق معها , وكأنّ وجود هذه القطعات على الشريط الحدودي داخل الأراضي السورية وبعلم الحكومة السورية أمرا غير مبررا وغير ضروريا للدفاع عن حدود العراق وحماية أمنه من المجاميع الإرهابية المتواجدة هناك لإحداث ثغرة للدخول إلى الأراضي العراقية , ففي الوقت الذي نستنكر فيه وندين هذا العدوان السافر , ندعو الشعب العراقي وقواه وأحزابه الوطنية إلى تحويل تشييع جثامين شهداء الشعب العراقي إلى تظاهرة عارمة تدين العدوان ومن يقف وراءه , كما نشجب بيان قيادة العمليات المشتركة الذي انكر وجود هذه القطعات الباسلة المدافعة عن حدود العراق وأمنه من المجاميع الإرهابية المتواجدة في هذه المنطقة , فإذا كانت أمريكا تسمح لتركيا أن تتوّغل عشرات الكيلومترات في عمق الأراضي العراقية لمطارة عناصر حزب العمال الكردستاني وتستخدم كافة أنواع الأسلحة تحت ذريعة حماية الأمن الوطني التركي , فمن باب أولى أن يدافع العراق عن أمنه القومي على الشريط الحدودي مع سوريا منعا لدخول الإرهاب مرّة أخرى إلى مدنه , أمّا بخصوص ما ادعاه بيان قيادة العمليات المشتركة بأنّه قد اجرى اتصالا هاتفيا مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بأنّه لا يعلم شيئا عن بيان هيأة الحشد الشعبي وإنّه قد أكدّ بعدم وجود أي قطعات للحشد الشعبي خارج الحدود العراقية , فأني أياد السماوي أعلن وعلى مسؤوليتي أنّ هذا الادعاء لا أساس له من الصحة وأنّ قيادة العمليات المشتركة لم تجري أي اتصال مع نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي ولم يصدر منه أي تصريح بذلك .. وكان الأولى بقيادة العمليات المشتركة أن تشجب وتدين هذا العدوان السافر على العراق وشعبه لا أن تحمّل قيادة الحشد الشعبي مسؤولية تواجدها بضعة مئات من الأمتار خارج الحدود العراقية دفاعا عن حدود العراق وأمنه من الإرهاب .