السيمر / السبت 23 . 06 . 2018 — حاول قادة ثورة 14 تموز 1958 تأسيس قاعدة ثقافية ممنهجة وفق قواعد رأى البعض أنها سياسية مؤدلجة، ورأى آخرون أنها علمية متعارف عليها في الدول الأخرى، وكانت نواة هذا البناء صدور قانون الجمعيات والأحزاب في العراق، الذي تأسست بموجبه أحزاب وجمعيات واتحادات سياسية ومهنية وثقافية واجتماعية مثل لجنة صياغة الجمهورية، حركة أنصار السلام، رابطة الدفاع عن حقوق المرأة، الاتحاد الوطني لطلبة العراق، اتحاد الشبيبة الديمقراطي، الاتحاد العام لنقابات العمال، الاتحاد العام للجمعيات، ومنظمات مهنية ونقابية.
وعلى الصعيد الثقافي انبثقت عن هذا القانون مؤسستان لا يمكن إنكار دورهما الكبير في تنشيط الحركة الثقافية والفكرية في العراق هما، الاتحاد العام للأدباء العراقيين، الذي أسس عام 1959، وجمعية المؤلفين والكتاب العراقيين التي أسست عام 1960.
ومنذ الأيام الأولى لتأسيسهما، تلون الاتحاد بصبغة سياسية يسارية، بينهما سعت الجمعية ليكون توجهها سياسيا قوميا، ولذا حاولت الأحزاب القومية التي استلمت السلطة بعد عام 1963 أن تحد من النشاط اليساري للاتحاد، فقامت بدمج الاتحاد بجمعية الكتاب ليصبح اسمه الرسمي (الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق).
إن كل من يعرف تشكيلة الاتحاد ونشاطه منذ ذلك التاريخ وإلى هذه الساعة، يعرف أنه مخصص للأدباء وحدهم ولا علاقة له بالباحثين والكتاب والمؤلفين، بل لا يحق للباحث والكاتب أن ينتمي إلى الاتحاد إلا بصفته الأديبة، وليس بصفته البحثية، ولذا كان الكتاب وما زالوا يبحثون عن هوية وعن رابطة تربطهم وتجمع بينهم وتحميهم وتدافع عن حقوقهم وتدعمهم طالما أن أبواب الاتحاد مقفلة بوجوههم، والساحة خالية من مثل هذه المؤسسة.
من هنا وحرصا منا على الرقي بالكاتب والباحث والمؤلف العراقي، نقترح تنظيم اجتماع في بغداد لدراسة إمكانية تأسيس (الاتحاد العام للكتاب في العراق)، ليصبح للكتاب اتحاد مستقل ناطق باسمهم.
إنها دعوة دافعها الحرص نتوجه بها إلى كل الأكاديميين والباحثين والكتاب والمؤلفين لبيان رأيهم في المقترح، وتزويدنا برؤاهم واقتراحاتهم التي ستخدمنا بالتأكيد عند عقد الاجتماع المرتقب.
راجين تفضلكم بإرسال هذا المقترح إلى جميع الكتاب الذين تعرفونهم في أنحاء العراق كافة، ليكون من الأمور فائقة الأهمية والله من الموفق.
أخوكم
صالح الطائي
صفحة الفيسبوك