السيمر / الثلاثاء 26 . 06 . 2018 — رغم التحذيرات الدولية والإقليمية والمحلية من التدخلات الإيرانية والسعودية في المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص، تكشفت خيوط التدخل الإيراني في العراق مرة أخرى من خلال تدخلها الواضح في الشأن العراق وإصرارها على تشكيل تحالف يضم أغلب القوى الشيعية.
النائب في البرلمان العراقي، ورئيس حزب الحق، أحمد المساري، إن “التدخل الإيراني في العراق موجود فعلياً وعلى كافة المستويات منذ سنوات”، مضيفاً أن “المراقب للشأن العراقي يدرك حجم التدخل الإيراني والسعودي في العراق خاصة ومنطقة الشرق الأوسط وخصوصاً العراق وسوريا ولبنان واليمن”.
وأضافأن “التدخل الإيراني في الانتخابات العراقية والعملية والسياسية من خلال تفاوضها مع قادة الكتل لتشكيل تحالفات سياسية كشف مدى حجم التغلغل الإيراني في العراق”، مبيناً أن “التدخل الإيراني بات أكثر وضوحاً في الأيام الأخيرة، لكنه رغم ذلك يأمل أن لا يكون لإيران دور قوي في المرحلة القادمة”.
وحول التحالف الأخير بين تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر وتحالف الفتح، الذي يمثل الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري، قال المساري إن “جميع هذه التحالفات هي تحالفات شكلية لا قيمة لها؛ كون أن قانون التعديل الثالث، الذي صادقت عليه المحكمة الاتحادية ألغى جميع نتائج الانتخابات التي أعلنت عن طريق الفرز الألكتروني واللجوء إلى الفرز اليدوي”.
ولفت إلى أن “الحديث عن التحالفات يجب أن يكون بعد إعلان النتائج النهائية كون أنه لغاية اللحظة لا توجد أي نتائج رسمية وحقيقية للانتخابات التي أجريت في 12 مايو الماضي”، منوهاً إلى أن شكل الحكومة الجديدة ستحددها الكتل الفائزة التي ستفوز بأعلى الأصوات والتحالف فيما بينها بعد الإعلان عن نتائج الفرز اليدوي”.
وحول موقف القوى السنية من تشكيل الحكومة المقبلة المح المساري إلى أن “القوى السنية التي تمثل المكون السني لن يكون حالها أفضل من السنوات الماضية، وذلك بسبب عمليات التزوير الكبيرة التي رافقت العملية الانتخابية وخاصة في المناطق السنية مثل الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل وكركوك”.
من جهته قال المحلل السياسي، ورئيس الدراسات الاستراتيجية في جامعة النهرين، قحطان الخفاجي، إن “العملية السياسية في العراق أثبتت فشلها”، مضيفاً أن “الانتخابات العراقية ظهر فيها فساد كبير سيجعل الفاسدون يتربعون على قمة الهرم من جديد”.
ولفت الخفاجي إلى أنه “إذا ما تم تشكيل حكومة جديدة من نفس الوجوه والقوى الموالية لإيران فإنها ستجر العراق إلى مزيد من الخلافات والصراعات الإقليمية والداخلية”.
وأضاف أن “إيران وفي ظل الصراع الروسي الأمريكي في المنطقة فإنها سيكون لها دور أوسع في العراق مع وجود قوى إقليمية ومحلية مؤيدة لها”، منوهاً إلى أن “الصراع سيكون ليس كما كان في السابق بل سيُرفع الصراع إلى أبعد من ذلك”.
وتوقع أن “يكون الحراك الإيراني في العراق واسع ومباشر مع بدء توافد المسئولين الإيرانيين بشكل شبه يومي إلى العراق وحضورهم في كل حوارات تشكيل الحكومة الجديدة، كما توقع أيضاً أن يكون لإيران دور كبير يتمثل باتخاذ القرارات وضربات عسكرية ومواقف واضحة في العراق في المرحلة المقبلة”.
وألمح الخفاجي إلى أن “العراق ورغم التدخل الإيراني الكبير إلا أنه يبدو أقرب إلى الحضن العربي؛ وذلك لسببين الأول هو كون العراقي بلد عربي ولا يمكن أن يكون غير ذلك، والسبب الثاني هو أن غالبية الدول الإقليمية والجانب الأمريكي يدفع بالعراق إلى حضنه العربي”.
ويرى مراقبون أن التدخلات الخارجية في شٶون العراق قد أوصلت الأوضاع إلى المفترق الحالي، الذي يقود إلى طرق محفوفة بمخاطر جمة قد لا يتمکن العراق بعدها من العودة إلى عافيته السابقة.
المصدر: الخليج اونلاين