السيمر / السبت 30 . 06 . 2018
مصطفى منيغ / المغرب
الذبابة مخلوقة كالفيل ، ترفرف في الفضاء وغيرها يمشي على حوافر أو يسبح في الأعماق كالدنفيل ، لكل دور محدد يعيش من أجله ليس له بديل ، إن انتقلا للوسط المتمدن لا يغيران أصلا من وظيفتهما الطبيعية باستثناء سلوكيات بتوجيه من إنسان غير عادل، حيث تصبح الأولى ناقلة الضرر في أحياء مهمشة وما أكثرها في “تطوان” والثاني لتسلية زائري حديقة الحيوان كالتي في العاصمة يديرها عاقل ، رئيسه بمشاغله الخاصة عنه غافل .
… صراحة وبالحديث الصحيح السديد طمعت “قلة” بمقت شديد وحقد في صنفه فريد تحويلنا للرسوم المتحركة على ورق مصنوع من مكدسات المزابل ، حيث فضلات الذباب كالفيلة كمسؤول تلك الحديقة بكيفية أو أخرى لها واصل ، ما دمنا نتفرج على أنفسنا بأنفسنا بواسطة الصناديق المرئية البعيدة كل البعد عن تلفزيونات العصر الراقي متمسكين بأداب الاستماع لمن كان وحده القائل ، بالرغم من معرفتنا أنه ليس موجها لتلك الحيوانات بل راعيا لقساة القلوب ألمنعدمي الضمائر المنتشر فيهم وبهم سوء الحال المائل.
… أنحن في حاجة إلى مثل المهرجان ؟؟؟ ، هل حققت المملكة المغربية ولو الأدنى من متطلبات الانسان ؟؟؟ ، لتنفرد بالترخيص ورعاية مجون أي تابع لإغراءات الشيطان، في بلد بايع إمارة المؤمنين على سنة رسول الله الصادق الأمين ، لا أحد (انطلاقا من هذا الحد) في مقدوره الإجابة بما يُقنع عن اقتناع ، بالعكس لا شيء في هذا البلد يُفرح ولنا ما يثبت ذلك بالحجة والدليل. فإن كان دوام الحال من المحال المستحيل ، فما قد يقع بعد المهرجان ، مجسد في خروج سيلان ، مُحدِثاً الفيضان ، الكفيل بوقاية نضال الحرائر كأحرار الوطن، من مجموعة أقل القليل ، تعالت عن تَكَبُّر ضد نداءات إنقاذ ما يمكن إنقاذه بلا اصطدام فَجْرِ الوعي الجماهيري الجليل ، بخدام ثلاثي الجور والاستبداد والتسلط الثقيل.
… “الحسيمة” جزء هام من إستراتيجية سياسة جهة “طنجة / تطوان”، ما يخصها سلباً أو إيجاباً ينعكس مباشرة على نفس المساحة الترابية المُحَددَّة بقانون في التقسيم الإداري للجهوية المتقدمة النائية حتى الآن، على ضبط العدالة الاجتماعية بين ربوعها جملة أو بالتقسيط شأن الواقع يومه كما كان من زمان ، لذا لن تركع “تطوان” بسماع منطوق الحكم الصادر في حق مجموعة من مناضلي تلك المدينة المجاهدة وبالتالي لن تبتعد عن الانشغال بما افرزه “المهرجان، وبما سببه من مؤسف احتقان ، ستظهر (مخلفاته بانضمام عواقب تلك العقوبة المبالغ فيها بخلفيات طنين صداع مؤجج للصراع ) وقوف الشعب المغربي العظيم حفظه الله ورعاه وقفة مِفْصَلٍ بين توابع التوابع المعروفين ، ونبوغ إرادة حكيمة تَجُرُّ (بلطف) البساط من تحت مَنْ ألِفَ المشي فوقها مهما غلي الثمن ليتذوقوا بدورهم شعور الامتداد على حصير التصق بضلوع الضائعين المظلومين . (يتبع)