السيمر / الاحد 08 . 07 . 2018
معمر حبار
أتحدّث هذا الأسبوع مع إمام حول اللّجان الدينية التي تمّ تجميدها، فيذكر لي سبب تجميد الجمعيات، وذكرت له النقاط التالية:
1. فوضى المساجد سببها: كسل بعض الأئمة، وفكر مستورد يريد إقحام فكره المضر بالمجتمع الجزائري، وضعف القائمين على وزارة الشؤون الدينية، وكذا القائمين على مديريات الشؤون الدينية.
2. يبدو أنّ بعض الأئمة أعجبهم دور المتفرّج، فتركوا المساجد للصبية يعبثون بمقدساتها.
3. لا يمكن إغفال أنّ التهافت على بعض الامتيازات الدنيوية من مال ومتاع وقربى من طرف البعض، كانت ولا زالت من وراء الفوضى السّائدة في المساجد، والتكالب على بقايا المائدة.
4. حدّثني بعض الفقهاء المكلّفون بتخريج الأئمة، فقالوا: بعض الطلبة يتظاهرون أنّهم يحبون الجزائر ويحترمون المجتمع الجزائري وفقهاء الجزائر، وبمجرّد ما يتخرّجون وينالون وظيفة الإمام، يتنكّرون للجزائر، ويهدمون مابناه الفقهاء منذ 15 قرنا، ثمّ يتحوّلون إلى معاول هدم لكل فضيلة عالية وقيمة سامية ميّزت الجزائر وتميّز بها المجتمع الجزائري.
5. المطلوب من الجميع حماية الإمام من التدخل والضغوط التي يتعرّض لها حين يدافع عن الفقه الصافي والمنبع النقي وأهل الصلاح، ومصالح الجزائر، وتماسك المجتمع.
6. لا يمكن بحال التسامح مع من يتنكّر لمجتمعه ويفرض عليه فكرا يهدم أركان المجتمع.
7. أعجبني كثيرا الفوزان السّعودي وهو يمنع الإمام السّعودي أن يقرأ بقراءة غير حفص المتعارف عليها في المملكة السّعودية، وهدّد الفاعلين بالطرد والعقاب، رغم أنّها فتوى لا علاقة لها بالفقه لأنّ قراءة حفص وغير حفص مما تواتر لدى المسلمين، لكنّه قال ذلك وهو مشكور من باب الدفاع عن مجتمعه السّعودي وأرضه السّعودية. فله منّي بالغ التحيّة. والغاية من هذا المثال هو الدفاع عن المجتمع الجزائري وعن مرجعيته الأصيلة.
8. على الأئمة والقائمين على شؤون الدين بالجزائر أن يدركوا أنّ هناك ما أسميه بـ: فقه الأمن القومي، أي تقديم أمن الجزائر وأمن المجتمع الجزائري، وكلّ فتوى تهدّد أمن الجزائر والجزائريين، فهي مردودة مرفوضة سواء كان صاحبها جزائري أعلم عصره أو خارج الجزائر أفقه النّاس جميعا.
9. على الإمام أن يخصّص جزء من وقته لقراءة الكتب التي تثبّت أركان الجزائر وتحافظ على مكتسبات الجزائريين، ويخصّص جزء من وقته لإلقاء الدروس لعامة النّاس، والدروس لأهل الفقه والعلم والتخصّص.
10. المطلوب من الأئمة إعادة إحياء ما تعارف عليه فقهاء وعلماء الجزائر كـ: قراءة القرآن جماعة وبصوت واحد، والدعاء دبر كلّ صلاة، وعصا خطيب الجمعة، والبرنوس للإمام والخطيب، وصلاة التراويح بـ 10 ركعات، والقنوت في صلاة الصبح، والتكبير جهرا وبصوت واحد أثناء العيدين، وغيرها من الأفعال الحسنة التي تبدو صغيرة هيّنة، لكن التخلي عنها واستبدالها بالمستورد كان من الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى فوضى المساجد، ومحاربة كلّ إمام يتمسّك بها ونعته بكلّ الأوصاف الذميمة.
11. سنّ قوانين صارمة تعاقب وبشدّة كلّ من يتّهم الإمام الصالح العالم الفقيه بـ: “قبوري”، و “بدعي”، وغيرها من الكلمات المشؤومة المستوردة التي فرّقت بين الجزائريين، وجعلتهم شيعا وقبائل ليتقاتلوا.
12. عدم التسامح مع كلّ من يقول أنّ: أسيادنا الأشاعرة لا يدخلون الجنّة !، وأنّ إخواننا الإباضيين حفظهم الله للجزائر وحفظ الجزائر بهم من الخوارج ولا تجوز الصلاة من ورائهم !، وعلماء الزوايا العلمية ليسوا من أهل السنّة !، فمثل هذه الأخطاء الشنيعة المرتكبة في حقّ الدين والجزائر هي التي كانت ولا زالت من وراء الدماء.
13. ليس عيبا أن يستعين المرء بغيره فتلك من سنن الحياة، ومن آداب المجتمعات أن تستعين بغيرها لتقوية نفسها وتثبيت أركانها، لكن من العيب أن يكون المجتمع تبعا لغيره في تفتيت أركانه، وهدم أسسه بأيدي أبنائه.