السيمر / الاثنين 23 . 07 . 2018
معمر حبار / الجزائر
مجرّد ما قرأت خبر نجاح ابني في البكالوريا 1439هـ – 2018 يوم الخميس 6 ذو القعدة 1439 هـ الموافق لـ 19 جويلية 2017 على السّاعة الثامنة ليلا عبر الموقع الرسمي الخاص بنتائج البكالوريا. صارعت دمعا وحمدت الله تعالى وأسرعت في احتضان الابن، مقدّما له مبلغ رمزي قائلا: هذه بركة الوالدين وليس للنجاح لأنّك تسحقّ أكثر وأكثر.
انطلقت زغرودة الأم وهي تحضن الابن بقوّة ولم تستطع ردّ دموع غلبتها، ودخل الجيران يهنّؤون وكلّهم سعادة وفرح، وتهاطلت التهاني عبر المحمول من الإخوة الكبار، والأصهار، وأبناء الإخوة والأخوات، والأقارب، والأحباب، وعبر الصفحة، والخاص.
انتظرت المغرب واغتنمتها فرصة لأصلي بعدها مباشرة ركعتين شكرا لله تعالى، باعتبار النافلة تحرم لدى السّادة المالكية رضوان الله عليهم جميعا، وشكرت الله تعالى على فضله ونعمه، وأقررت بين يديه أنّي الضعيف الذليل الذي لا حول ولا قوّة إلاّ به، وحمدت الله أن وفّقني للشكر والحمد، ودعوت الله أن يدخل الفرح على أبناء الجزائر وأبناء المسلمين جميعا.
اتّصلت بأستاذ الرياضيات “بهلول” لأقدّم له بالغ التحية والشكر والعرفان، باعتباره ظلّ يرافق ابني قبل البكالوريا وأثناء البكالوريا عبر المحمول وفي عدّة مناسبات وبعد الانتهاء من البكالوريا، وكان الأستاذ “بهلول” يتمنى من ابني أن يختار شعبة “الرياضيات” عوض “العلوم الطبيعية، لأنّه كان يأمل أن يتحصّل الابن على أحسن ما تحصّل عليه وهو في شعبة “العلوم الطبيعية”.
اتّصلت بعدها عبر المحمول ببعض أساتذة “ثانوية محمد بوعيسي” المعروفة بـ”المعهد”، باعتبار ابني درس عامين في هذه الثانوية، واتّصلت بعدها بالمحمول بأساتذة “ثانوية علي شاشو” المعروفة بـ”الأولمبي”، باعتبار ابني أكرم درس العام الأخير ضمن صفوفها وكان النجاح في البكالوريا. وطلبت من ابني أن يتّصل بأساتذته في الثانويتين، لأنّ الأستاذ مقدّم على غيره في التهنئة والشكر وردّ الجميل، وهذا ما قام به فعلا.
اتّجهت يوم السبت والأحد للثانويتين مع لألتقي بالأساتذة الذين كان لهم الفضل على ابني والفريق الإداري الذي سهر على تقديم أفضل الخدمات، وقدّمت لهم وبين أيديهم كامل الشكر والعرفان، وحملت معي ابني أكرم وابني وليد ليقدّما الشكر والثناء لأساتذتهم الكرام والإداريين الأعزّاء، وكانت فرحتهم كبيرة ظهرت على ألسنتهم الطيبة واستقبالهم الصادق المخلص، وثنائهم على أخلاق الابن وحرصه واجتهاده.
زرت مديري الثانويتين، وقدّمت لهما التحية والشكر والثناء، وأفردت السيد عبد القادر حواية مدير “ثانوية علي شاشو” بزيارة خاصة، وقدّمت له بالغ الشكر والثناء على النتيجة المشرفة، وعلى استقباله لابني أكتوبر الماضي بمجرّد ما قدّمت له كشف نقاط الابن حينها، وكان ذلك من حسناته التي لا أنساها ما حييت، وأنا أحمل ابني من “ثانوية محمد بوعيسي” يومها لأسباب أتعمّد عدم الخوض فيها الآن، وأغتنم الفرصة لأكرّر الشكر والثناء للمدير عبد القادر حواية، متمنيا له كلّ التوفيق والسّداد والنجاح.
زرت يوم الجمعة مقبرة سيدي العروسي، و وقفت على قدمي قبر والدي رحمة الله عليهما، ودعوت الله أن يدخل الفرح على والدي كما أدخل الفرح على الابن، وأن يسعد الوالدين كما أسعد الابن، وأن يبشرّ موتى الجزائريين والمسلمين جميعا بالبشارة التي أدخلها على الابن.
أثناء زيارتي لـ “ثانوية علي شاشو” التقيت بأحد أولياء التلاميذ ونحن نتابع معا باهتمام جدول الناجحين ومعدلات المعنيين، حيث طلب مني النصح باعتبار له ابنتين سيجتازان البكالوريا العام القادم، ومما قلته وأعيده الآن وأثبته:
1. الولد رزق، وحقّ الرزق الشكر وأداء حقّه.
2. إن الله تعالى الذي وهب فلانا هو نفسه الذي منع المئات، فلا يظننن ضانّ أنّ الولد بقدرته.
3. طاعة الوالدين باب ثابت واسع لنجاح الابن.
4. التصدق بما يملك المرء ويقدر لأجل الولد، فالصدقة تحمي الصدقة وترعاها.
5. شراء كتاب واحد لكلّ مادّة، ولا أحبّذ في مثل هذه المرحلة أكثر من كتاب حتّى يستفيد الطالب ويتمكّن من مواده.
6. لا أرى بأسا في أن يستغلّ عطلته الصيفية لقراءة القليل من المواد التي سيدرسها دون أن يفسد عطلته ويسئ لشبابه.
7. إن كان لك مشروع بناء أجلّه لما بعد الامتحانات، وإن كانت للأسرة مشروع فرح وعرس أجّلوه لما بعد الامتحان.
8. أطلب من زوجتك أن تكون الضيافة والزيارة في حدّها الأدنى، ولأسباب قاهرة، وخلال مدّة قصيرة جدّا.
9. أسرع في تلبية طلبات أبنائك العلمية، كشراء كتاب، والكراس، والأقلام وغير ذلك، ولا يمكن بحال أن تتأخّر عنهم في طلباتهم العلمية مهما كانت الأسباب.
10. هيّئ للأبناء غرفة ان استطعت، حيث يكون مكانا مساعدا للمراجعة، والقراءة والدراسة.
11. لا تشغل الابن بلوازم ليست من لوازم العلم والمعرفة، فإن ذلك يشتّت ذهنه، ويفقد التركيز.
12. من كان واعدا، فليعد بما يقدر عليه ولو كان قليلا، ولأن يفرح الابن بقلم سعره 10 دج خير وأفضل من وعد بالملايين لا يتحقّق.
13. حاول وقدر ما تستطيع أن تقدّم له أفضل الأطعمة على أن يأكل مما تأكله الأسرة، وإذا ماقدّمت له طعاما مقويا للذاكرة ومفيدا للجسد، أذكر له أنّ هذا الطعام مفيد للذاكرة حتّى يرسخ في ذهن الابن أنّ الطعام الحسن من لوازم العلم والمراجعة والذاكرة.
14. حاول أن تقيم علاقة طيبة مع أساتذة الابن، دون انقطاع ودون أن تفرض تفرض نفسك فيملّك غيرك.
15. كان على اتّصال بأساتذته من حين لآخر.
16. كان من الأوائل الذين يلبون دعوة المؤسّسة التي يدرس بها الابن حين توجّه لك الدعوة، فإنّ ذلك يريح النفس، ويغرس الثقة في التلميذ، ويزيد الأمل لدى الأستاذ.
17. إن كنت ممن يحسنون مادة علمية ويتقنونها، فلا تتردّد في الإجابة والتوضيح إذا طلب منك الابن توضيحا وزيادة، دون أن تفرض رأيك وتجبره عليه.