السيمر / السبت 28 . 07 . 2018 — يدفع الغموض الذي يلف نتائج العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، باتجاه تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، بينما فتح الباب أمام دعوات جديدة تبناها ائتلاف “دولة القانون” بزعامة نوري المالكي الذي طالب بانتخابات مبكرة.
وقال مسؤول سياسي مطلع إنّ “موضوع العد والفرز اليدوي لا يزال غامضاً جداً، والتسريبات متضاربة بشأن النتائج”، مبينا أنّ “الملف دخل خانة المساومات السياسية وانتظار تسوية سياسية، لحسم تشكيل الكتلة الكبرى”.
وأشار إلى أنّ “الشارع العراقي ينتظر هذه النتائج، خوفاً من دخول العراق في نفق مظلم في حال عدم حسمها”. وأكد أنّ “تأخر حسم هذا الملف والشكوك التي بدأت تدور حوله، منح الفرصة للكتل الخاسرة باستغلال الموقف، والدفع باتجاه مطالب جديدة، لا تخدم العملية السياسية في البلاد”
وشدد على “ضرورة حسم هذا الملف، بأسرع وقت ممكن، وغلق الباب أمام مقترحات وأزمات جديدة، خاصة أنّ الجميع يتوقع أنه سيتسبب بتأخر تشكيل الحكومة لعدة أشهر أخرى”.
وفي ظل هذا الغموض، بشأن نتائج العد اليدوي، شكك ائتلاف دولة القانون بإمكانية تشكيل حكومة قوية، داعياً إلى انتخابات مبكرة.
وقال النائب عن الائتلاف، محمد الصيهود، في بيان صحافي، اليوم السبت، إنّ “نتائج الانتخابات لن تفرز حكومة قوية، تستطيع أن ترقى بأدائها إلى مستوى مطالب الشعب العراقي، بل ستفرز حكومة محاصصة ضعيفة جدّا، بسبب قانون الانتخابات غير العادل، وبسبب مفوضية الانتخابات المسيسة والتي أفرزت انتخابات مزورة”.
ودعا الى “إجراء انتخابات مبكرة، في مدة أقصاها سنة، على أن يشرّع قانون انتخابات عادل على أساس فردي ودوائر متعددة في كل محافظة، خلال هذه السنة، وكذلك تشكيل انتخابات مستقلة ليس فقط مجلس المفوضين، وإنما كافة حلقات المفوضية بدءا من مديري المحطات مرورا بمديري المراكز والمديرين العامين، وانتهاء بمجلس المفوضية”.
ويؤكد سياسيون أنّ دعوة ائتلاف المالكي، هي محاولة للانقلاب على العملية الانتخابية بسبب خسارته فيها. وقال القيادي الصدري، فاضل الساعدي، ، إنّ “المالكي يحاول بطروحاته الجديدة، الانقلاب على نتائج الانتخابات التي فشل فيها، محاولاً تعويض هذا الفشل”.
وأكد أنّ “التحالفات السياسية ماضية بحواراتها، وأنّ الحوارات ستكون على أشدها بعد إعلان نتائج العد اليدوي، وأنّ سائرون موقن ببقائه التحالف الأول باختيار الشعب”، مشيراً إلى “خطورة دعوات المالكي، وعدم اعترافه باختيار الشعب”.
ويجري الحديث عن نتائج “غير متوقعة” للعد والفرز اليدوي قد تغير مجمل التحالفات السياسية.
يشار إلى أنّ مفوضية الانتخابات لم تحدد موعداً معيناً لإعلان نتائج العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات البرلمانية، بينما يحذر مراقبون من أزمة جديدة بسبب ذلك.
العربي الجديد