السيمر / الاحد 29 . 07 . 2018 — قالت مصادر في قطاع النفط ان إيران تعرض تقديم تغطية تأمينية على شحناتها النفطية إلى الهند، بعدما أوقفت بعض شركات التأمين المحلية تلك الخدمة بسبب العقوبات الأمريكية الوشيكة، في خطوة قد تساعد طهران على مواصلة الإمدادات لثاني أكبر مشتر لنفطها.
وتعكف معظم شركات التكرير في آسيا، السوق الرئيسية لمبيعات النفط الإيراني، على خفض وارداتها تدريجيا من إيران، عضو منظمة «أوبك»، خشية فقدان قدررتها على الاستفادة من النظام المالي الأمريكي عندما يبدأ سريان العقوبات.
وقالت المصادر ان طهران وفرت في الآونة الأخيرة تغطية تأمينية لشحنات النفط إلى الهند في ناقلات تديرها شركة الناقلات الوطنية الإيرانية، حيث تهدد العقوبات كلا من السفن والتأمين على نقل الشحنات.
وأضافت أن «مؤسسة النفط الهندية»، أكبر شركة تكرير في الهند، و»بهارات بتروليوم»، ثاني أكبر شركة تكرير حكومية في البلاد، بدأتا تحميل النفط الإيراني على ناقلات مملوكة لشركة الناقلات الوطنية الإيرانية، مع تغطية تأمينية إيرانية للشحنات.
وفي الأسبوع الماضي، حملت «مؤسسة النفط الهندية»، التي خططت لشراء نحو 180 ألف برميل يوميا من الخام الإيراني في 2018-2019، نفطا على الناقلة العملاقة ديفون، بعدما رفضت «يونايتد إنديا» للتأمين الهندية توفير تغطية تأمينية للشحنة، حسبما قال مصدر في القطاع.
وأضاف المصدر أن «مؤسسة النفط الهندية» تسعى لشراء شحنات أغسطس/آب من طهران بشروط مماثلة، بحيث تكون إيران مسؤولة عن تسليم الشحنات إلى الموانئ الهندية.
وأكد مصدر لدى «يونايتد إنديا» أن الشركة توقفت عن توفير غطاء تأميني لشحنات النفط الإيرانية.
وتعتمد شركات التأمين الهندية التي تديرها الدولة على إعادة التأمين من الشركة العامة للتأمين الهندية، والتي تعتمد بدورها على شركات في أوروبا والولايات المتحدة للتحوط من المخاطر.
وتهيمن شركات إعادة التأمين الأوروبية والأمريكية على السوق العالمية، وتتوخى الحذر بشكل متزايد من انتهاك العقوبات.
وقال مصدر لدى الشركة العامة للتأمين «الموقف الآن دقيق جدا. شركات إعادة التأمين (الأمريكية والأوروبية) لا تقدم أي تغطية للأنشطة المرتبطة بإيران».
ولم ترد «يونايتد إنديا» للتأمين على مكالمات هاتفية للحصول على تعقيب. كما أحجمت «مؤسسة النفط الهندية» و»بهارات بتروليوم» والشركة العامة للتأمين عن الرد على رسائل عبر البريد الإلكتروني تطلب الإدلاء بتعليقات.
ودفعت المخاوف من فقدان الغطاء التأميني شركة «هندوستان بتروليوم» إلى إلغاء شحنة نفطية في أوائل يوليو/تموز.
كانت الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي العالمي مع إيران في مايو/أيار، وقالت أنها ستعيد فرض عقوبات يبدأ سريان بعضها في السادس من أغسطس/آب، بينما تسري بقية العقوبات، لاسيما في قطاع البترول، في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي فبراير/شباط الماضي، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه ان إيران كانت تأمل في بيع ما يزيد على 500 ألف برميل يوميا من النفط إلى الهند، أكبر مشتر لخامها بعد الصين، في السنة المالية الحالية التي بدأت في أبريل/نيسان.
المصدر:القدس العربي