أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الغضب وخطاب المرجعية

الغضب وخطاب المرجعية

السيمر / السبت 04 . 08 . 2018

رسل جمال

الغضب حالة نفسية عصبية ارتبط حضورها بالشدة, والواقع ان كل انفعالات الانسان لها اثار عصبية سواء كانت تعبر عن فرح وسرور او غضب وانقباض, الا ان ذكر الاعصاب اقترنت بالغضب لذلك نقول ان فلان عصبي, والواقع ان الغضب كغصني شجرة احدهما مثمر والاخر عقيم سقيم, اما المثمر فهو غضب الانسان لدينه وشرفه وعرضه ودفاعه عن مبادئه, وقد اشارت خطبة الجمعة لهذا النوع من الغضب, الذي به حفظت المقدسات, فهو اشبه بثورة بركان يحرق بنيران حممه و عنفوان اندفاعه كل ما يعترض طريقه, اجبرت الارهاب على الاعتراف بهزيمته.
سواء كانت اشارة من بعيد او من قريب لمسالة الغضب وربطها بالفتوى الخالدة, الا ان الامر لا يخلو من التذكير لمن تسول لهم انفسهم ان ينسوا فضل تلك الفتوى وصدى تلك الخطبة المدوية, التي يصعب على تاريخ العراق المعاصر ان يغض الطرف عنها.
ان للكلام ظاهر وباطن, وللباطن هناك بطون حبلى بمعاني عدة, تكتفي المرجعية الى الاشارة لبعضها, بين حين واخر. ان الحديث عن الغضب في ظل الوضع الدقيق الراهن, لايمكن ان يكون محض صدفة, او جرى مجرى الخطبة بشكل عرضي وعفوي, بل هو اشبه بدرس جديد ووبقعة تنير الضوء عليها المرجعية, لضبط ايقاع الاحداث.
فجاء الحديث عن الغضب كرد عقلائي, لتلك الاصوات التي تتعالى هنا مرة وهناك مرة والتي تحمل المرجعية سبب الاخفاق باداء الحكومة, وعدم الاستجابة السريعة لمطلب المتظاهرين, وكان المرجعية تملك عصى موسى, وتبخل على الشعب بوكزة تعيد الامور الى نصابها الصحيح.
ان التذكير بجانبه الغضب الايجابي, احد الوجوه بالدفاع عن المرجعية اليوم في ظل الهجمة الشعواء التي يقودها اعداءها, بمعية القطيع الذي يطرب لكل ناعق.
اما الغضب بجانبه السلبي فهو الغضب الذي لا يأتي أكله شيء يذكر, غضب لا يجر وراءه سوى الندم والخيبة, غضب لأجل الغضب, واستعراض القوة لاعلى شيء ولا من اجل شيء, حالة عابرة سرعان ما تتلاشى, ومن هذا الجانب لم يبتعد خطاب المرجعية عن موضوع الغضب, بل مازالت تحوم حول نفس الهدف من الخطبة,لان في هذا النوع من الغضب تريد ان تقول المرجعية فيه ضياع الحقوق, ذلك الغضب الاهوج الذي يجر وراءه التخريب والتدمير للمال العام والخاص على السواء, وفرصة للمندسين ان يخترقوا الصفوف, وتشويه لوجه التظاهرات واسقاط شرعيتها.
لقد بينت خطبة الجمعة سابقًا بعض النقاط المهمة, منها تطوير اساليب الاحتجاج السلمي, واليوم جاء الكلام متمم لسابقه, في نفس السياق كانه سلسلة مترابطة, في حث مستمر لتوظيف هذا الغضب الجماهيري افضل توظيف.

اترك تعليقاً