السيمر / الجمعة 24 . 08 . 2018
هند بشير يونس
الشهيد مطهري يقول في كتابه (العدل الالهي) : (ان عقيدتنا في المجوس (الزرادشتية) هي ان دينهم كان في الأصل شريعة توحيدية…قبل ان تتحول الى الثنوية) وهذه هي عقيدة أكثر علماء الشيعة. كتابهم المسمى (أفستا) أتلف عند هجوم الاسكندر الكبير على ايران. ثم أعيدت كتابته في عهد الحكام الساسانيين. وكتاب الافستا الموجود حاليا يمثل ربع الكتاب الأصلي الذي كان في زمن الساسانيين. وقد كان (زرادشت) من الموحدين, يعبد الها واحدا وهو (أهورامزدا) الخالق القدير. وحتى (أهريمن), رمز الشر والظلمة, فقد خلقه أهورامزدا. وعندما نعتقد ان زرادشت كان نبيا فهذا يعني ان تعاليمه وتعاليم الانبياء مصدرها واحد. ولذا فلا نجد غرابة في ذلك التشابه الكبير بين الزرادشتية (الاصلية قبل التحريف) وغيرها من الاديان السماوية. يعتقد زرادشت ان الانسان في معرفته ضد الشر يصل الى الكمال المعنوي, وان اهورامزدا وهو الخير المطلق في صراع مع الشرور والكذب. زرادشت يطالب الناس بأن يكونوا الى جانب اهورامزدا لكي ينتصر الخير. ويعتقد ايضا ان في مقابل كل خير يوجد شر, وفي مقابل كل حقيقة يوجد كذب وباطل, وفي مقابل كل حياة يوجد موت, ومقابل كل روح مقدسة وطاهرة توجد روح شريرة ومنحطة. كان يعتقد ان ادم (مشيگ) هو أبو البشر، وان حوا (مشیانگ) هي أمهم. ويعتقد ان للانسان ارادة وان ضميره هو محل صراع دائمي بين الخير والشر, وانه منح حرية الاختيار, في حين ان القدماء كانوا يعتقدون بان الانسان هو ضحية القوى الطبيعية والالهة المتنوعة, ولابد له من تقديم القرابين لنيل رضاها وتجنب سخطها وانتقامها. كان يؤمن بوحدة الوجود. فالله مفارق لخلقه ولكن الكل قائم به. فهو الواحد ومنه منشأ الوجود, ولكن كل ما العالم ماهو الا تجلياته واياته. كان يؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق, وان الحكم يجب أن يكون بيد الصالحين فقط. ربما يتساءل البعض: هل كان الزرادشتيون (المجوس) يعبدون النار؟ الجواب: كلا, بل يعتبرون النار مظهرا من مظاهر قدرة الله وهي دليل على وجوده. ولكن بعض الاقوام والقبائل التي اعتنقت هذا الدين أدخلت اليه تلك العادات والتقاليد .