السيمر / الجمعة 31 . 08 . 2018
اياد السماوي
لم أعد أتصوّر إلى أي ملّة ينتمي رئيس وزرائنا حيدر العبادي , ومن أي طينة خلق وأي فكر منحرف يحمل , وأي قيم ومبادئ يسير بهديها هذا الرجل , وهل يؤمن بالله ويخاف عذاب يوم لا ظلّ إلا ظلّه ؟ وهل يعلم إننا جميعا سنقف بين يدي الله وسيطيل بنا الوقوف ؟ والله أنا في شّك من كل هذا , هل كان حيدر العبادي حقا داعية يوما ؟ من ينظر إلى سلوك العبادي وقدرته على الغدر بأقرب الناس إليه سينتهي إلى أنّ الغدر قد بدأ ببن ملجم وانتهى بحيدر العبادي , فالرجل قد أعمى الشيطان عقله وقلبه فأنساه ذكر الله سبحانه وتعالى , وأعمت الدنيا دينه ودنياه ولم يعد ينظر للناس إلا من خلال شهوة السلطة التي قفز إليها بالخيانة والغدر , أقول هذا الكلام ويشهد الله ورسوله وملائكته أجمعين لا تربطني بالسيد فالح الفياض أي رابطة من قريب أو بعيد ولم أتكلم معه كلمة واحد طيلة حياتي , وربّما عندي بعض الملاحظات على سلوكه وأدائه السياسي , لكن الغدر الذي تعرّض له يوم أمس على يد صاحبه الذي طالما وقف معه وآزره خلال فترة حكمه , تستوجب الوقوف والتضامن معه , فلا زال هنالك بعض المنافقين والوصوليين والمتزلفين وكلاب الفساد من يريد إعادته إلى رئاسة الوزراء مرة ثانية , وهذه الطامة الكبرى .
فحكومة العبادي فاسدة حتى النخاع , ومعظم وزرائه فاسدون , وحاشيته فاسدة وأفسد من بيضة , في زمنه ضاعت هيبة الدولة وسحقت تحت أقدام الغوغاء , دخل هذا الغوغاء إلى مكتبه وإلى مجلس النوّاب , وفي زمنه انتهكت سيادة البلد حين أعاد قوّات الاحتلال الأمريكي إلى العراق من دون علم وموافقة مجلس النوّاب العراقي بذريعة الخبراء والمستشارين , بعد أن أخرج المالكي هذه القوات بالصبر والدموع والتضحيات , عادى الحشد الشعبي الذي أوقف سقوط بغداد وحمى العراق وشعبه ومقدّساته من داعش , وهاجم قادته الأبطال واتهمهم بشّتى الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة , حاول ولا يزال حتى هذه اللحظة أن يعزل قائد الحشد الحاج أبو مهدي المهندس الذي بنى هذا الصرح العظيم الذي حفظ العراق وشعبه ومقدساته , وهذه شهادة يشهد بها الأصدقاء قبل الأعداء , أحاط نفسه بشلّة تدور حولها شبهات فساد وارتباط بالمخابرات الأمريكية , وخصوصا ذلك الشخص الذي جعل من العبادي شخصية يسّيرها كيفما تشاء أمريكا وترغب , حارب الحشد الشعبي وضيّق عليهم بالأموال والسلاح ولم يزوّدهم حتى بناقلات الأشخاص المدرعة لتحميهم من رصاص القناصين , وجعل صدورهم مكشوفة للعدو , متوّهما أنّه بهذه الأساليب سيتمّكن من حل الحشد الشعبي نزولا عند رغبة أمريكا والسعودية , انصاع تماما إلى رغبات الرئيس الأمريكي اللا مشروعة وأعلن عن استعداده لتنفيذ العقوبات الأمريكية على الشقيقة إيران التي وقفت معنا في المحنة وامتزج دماء أبنائها مع دماء شهدائنا , شخص لا يضاهيه بالحقد أحد وهو أحقد من بعير , لا يتوّرع عن عض أي يد مهما كانت هذه اليد حين تتعارض مع مساعيه في الولاية الثانية , يكذب علنا وأمام الإعلام دون أي خجل , يقول شيء ويتراجع عنه بعد أقل من يوم , بسبب جبنه وضعفه وتردده سقطت هيبة الدولة في زمنه إلى الحضيض , لم ينّفذ من شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد التي أوعد بها الشعب العراقي والمرجعية الدينية العليا أي شيء بل تستّر على الفساد وعلى جميع الفاسدين .. باختصار حيدر العبادي فتنة نسأل الله تعالى أن يقينا منها .