السيمر / الخميس 27 . 09 . 2018
رسل جمال
تشهد سوق أسهم السياسة هذه الأيام ارتفاعاً وحركة إيجابية، وكل المؤشرات تتلون بالاخضر، اعلاناً عن قرب تشكيل الحكومة والخروج من عنق الزجاجة لإختيار رئيس للحكومة، كما شهدت الظروف المحيطة هي الاخرى تغيراً بشكل تصاعدي واكثر ايجابية، اذ سجل سعر البرميل للنفط الأخر أعلى مستوى له منذ اربعة اعوام تقريباً، ويمثل أجتماع فندق بابل الأخير للقوى السياسية إنفراجاً واضحاً للوصول الى تفاهمات حاسمة لولادة حكومة جديدة، خصوصا بعدما حُسم منصب رئيس النواب العراقي، وجاء الحلبوسي هذه المرة لتمثيل واختزال ابناء الغربية كلهم فيه!
ان اختيار رئيس للبرلمان بوصفه الجهة التشريعية والعين المراقبة على اداء الحكومة القادمة، يعني أننا أجتزنا أكثر من نصف المسافة للوصول الى حكومة كاملة، ومازل هناك مرحلتين هما أختيار رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، وقد طرح الكرد أكثر من مرشح يحظى كل منهم بمقبولية لابأس بها، أمثال السيد برهم صالح و فؤاد حسين وسروة عبد الواحد، اول امرأة تُرشح لمنصب رئيس الجمهورية، وقد أكدت الاخيرة أنها ترشحت كمستقلة، كما عبرت بتغريدة لها عبر توتير” أترشح اليوم كعراقية كردية مستقلة عن أي حزب سياسي، ولكن منتمية لأهلي وشعبي من زاخو الى الفاو وافتخر بعراقيتي وأعتز بكرديتي”
يبدو ان العملية السياسية اليوم تمر بمرحلة تحول، ويتبين ذلك من خلال الظروف الضاغطة للمرحلة الماضية التي أسهمت وكان لها الدور الأكبر في النضوج السياسي الذي نراه اليوم، بالمواقف والرؤى مثلها كمثل النار الهادئة وهي تنضج الطعام!
معاناة البصرة المظلومة غير بعيدة عن المشهد، بل زادت احداثها والمظاهرات التي شهدتها بتسريع عجلة المحاورات وان تصبح جدية أكثر، خصوصاً بعد موقف المرجعية ونزول ممثلها بشكل مباشر الى الميدان، في سابقة لم يعتادها المراقب العراقي بشقيه الإجتماعي والسياسي، كلها رسائل بليغة المعنى مفادها، ان المواطن لم يعد يحتمل المزيد من الاخفاق و القصور الحكومي بتقديم الخدمات الاأساسية والضرورية له، والموقف لم يعد يحتمل المزيد من المماحكات السياسية، بل بحاجة الى تحرك حقيقي للملمة الشتات المؤسساتي
كل ماسبق كان له الدور، في ان تعيد القوى السياسية النظر في طريقة أدائها للعمل السياسي، وتغير وتعدل من مناهج أكل الدهر عليها وشرب، وتكسر حالة الانغلاق الحزبي الضيق ومواكبة متطلبات المرحلة الراهنة.
فالحضور الشبابي أصبح هو السمة الغالبة للوجوه التي تتصدى للخطاب السياسي الحالي، وهذا ان دل على شيء يدل ان العقلية السياسية بدأت تتناغم مع نزعة الشعب العراقي والذي يشكل فئة الشباب فيه الغالبية العظمى، لتغيير الوجوه السياسية السابقة.
اي اننا أمام شعب فتي بحاجة لقادة شباب على استعداد لتلبية طموح وتطلعات شبابية الجمهور، هكذا تتسابق الاحداث بسرعة عالية، نحو حقيقة واحدة سواء شئنا ام أبينا، نحن على اعتاب نهاية العصر الجليدي الذي كان يخيم على العملية السياسية لدورات حكومية سابقة، وبدأ الثلج المتراكم بالذوبان والانحسار، وسيكون سبباً بأنقراض العديد من ديناصورات السياسية .
الحراك السياسي في ظل هذه التغييرات والتطورات، ترك منهجية اللامنهجية، ويتجه بخطى ثابتة نحو مأسسة العمل السياسي، وجعله اكثر أنتاج للقرارات المهمة، ومراقبة الاداء، الأمر بات يتجلي بشكل واضحاً بتلك الأجتماعات التي يحرص تحالف الأصلاح والأعمار، على عقدها بدورية ثابتة، وكان أخر اجتماع يعقده التحالف عشية الاربعاء بحضور اكثر من ١٤٥ نائباً، للخروج بترشيح نهائي لرئيس الحكومة والجمهورية.