السيمر / الاحد 21 . 10 . 2018
عباس الكتبي
زيارة الإمام الحسين”عليه السلام” بين الحثّ والمنع.
ذكرت كتب الحديث والتاريخ أسماء الحاثّون على الزيارة والمانعون منها، فمَنْ هم؟ لنتعرف عليهم.
الحاثّون: هم محمد وآل محمد” صلوات الله عليهم أجمعين” فقد أستفاضت الروايات الصادرة عنهم في فضل زيارة الحسين عليه السلام، وثواب الذهاب إليه مشياً على الأقدام، بشكل لا نظير له في أي إمام آخر، حتى أوجب بعض فقهاء الشيعة زيارته، ونحن ننقل بضعة من هذه الروايات الصحيحة والمعتبرة الواردة عن أئمة الهدى عليهم السلام، من كتاب”كامل الزيارات” لثقة الإسلام الشيخ الجليل ابن قولويه رضوان الله عليه.
عن أبي عبدالله عليه السلام قال:( كان الحسين عليه السلام، ذات يوم في حجر النبي”صلى الله عليه وآله” يلاعبه ويضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أشد إعجابك بهذا الصبي؟ فقال لها: ويلك وكيف لا أحبه ولا أعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني، أما أن أمتي ستقتله، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي… حتى بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله بأعمارها).
روت الفاضلة الزكيّةأُمّ سعيد الأحمسية:( أنّ الإمام أبا عبدالله الصادق عليه السلام قال لها: يا أُمّ سعيد تزورين قبر الحسين؟ فقالت: نعم.
فقال: زُوريهِ؛ فإنّ زيارة قبر الحسين واجبةُ على الرجال والنّساء).
روى الثقة الجليل محمد بن مسلم، عن الإمام أبي جعفر عليه السلام أنّه قال:( مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحُسين عليه السلام، فإنّ إتيانه مفترض على كلّ مؤمنٍٍ يقرُّ للحسين “عليه السلام” بالإمامة من الله عزّ وجلّ).
روى الحسين بن ثويرة بن أبي فاختة، قال:( قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا حسين، من خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، إن كان ماشياً كتب الله له بكل خطوةٍ حسنة، وحطّ بها عنه سيئة، حتى إذا صار بالحائر كتبهُ الله من المفلحين، وإذا قضى مناسكه كتبهُ الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملكُ ، فقال له: أنا رسول الله، ربُّك يُقرئك السلام، ويقول لك: اِستأنف العمل، فقد غُفر لك ما مضى).
من أراد المزيد من الروايات عليه مراجعة المصدر المذكور وغيره من المصادر، ككتاب تهذيب الأحكام، والبحار، ومزار المفيد، ومصباح الزائر، والمزار الكبير وغيرها من الكتب.
المانعون: هم المعارضون والمخالفون لمحمد وآل محمد “صلى الله عليهم” وفي طليعة هؤلاء( الحزب الأموي، وهارون العباسي، والمتوكل العباسي، والحركة الوهابية، وصدام التكريتي) الذين منعوا الناس من زيارة المولى أبا عبدالله الحسين عليه السلام، وأشاعوا بين الزوّار الذعر والخوف والإرهاب والقتل.
الحزب الأموي؛ أرتكب أبشع جريمة في تاريخ الإنسانية بقتله سبط النبي” صلى الله عليه وآله” مع كوكبة من أهل بيته وأصحابه البررة، وسبي نسائه وأطفاله، أمّا هارون السفيه فقد أمر بحرث الأرض ليمحو قبر الحسين عليه السلام، وعمد إلى السدرة التي يستظل تحتها الزائرون فقطعها، وأمّا حفيده المتوكل أنزل أقسى العقوبات الصارمة بحق الزائرين من قتل وقطع الأيدي وأقام مسالح ومراصد لملاحقة الزائرين، ومحى موضع القبر الشريف.
كذلك الوهابية غزو قبر الحسين عليه السلام، ونهبو المال والمقتنيات التي بداخله واعتدوا على زوّاره، أمّا صدام التكريتي المجرم، فالعراقيين يشهدون على مافعله بالزائرين، فقد سلك مسلك المتوكل العباسي، ملأ السجون منهم ونشر القتل فيهم وشرع قوانين مجحفة وصارمة بحقهم، لم يسلم منه شيخ أو شاب أو حتى طفل وامرأة.[ يمكنكم مراجعة كتب التاريخ لبعض هذه الاحداث، كتاريخ الطبري، والكامل، واليعقوبي، وكتاب الأغاني، وتاريخ كربلاء]
هناك قسم آخر من المانعين ينشطون في وقتنا الراهن، هم أصحاب المنع التثقيفي- إذا صح التعبير- الذين يبثون الشبهات ويلقون الشكوك في قلوب وعقول المؤمنين حول زيارة الحسين عليه السلام، ولا شك ولا ريب أن هذا النوع من المنع أشد إيلاماً وفتكاً بالمؤمنين.
بعد تقديم هذا العرض الموجز، والتعريف بالحاثّين على زيارة الإمام الحسين عليه السلام، والمانعين منها، ما عليك إلاّ أن تختار مع مَنْ تكون؟
نختم حديثنا هذا بكلمة رائعة للمحقق الكبير الشيخ باقر شىريف القرشي” طاب ثراه”: سيبقى الحسين وحده على هامة الشرف والمجد حتى يرث الله الأرض ومن عليها.