السيمر / السبت 10 . 11 . 2018
نعيم الهاشمي الخفاجي
لم تكن مظاهر الاغتيالات التي شهدتها بغداد وشمالها وماتسمى في المحافظات المختلطة ظاهرة جديدة قدمت للعراق بعد سقوط نظام البعث وإنما هي كانت ظاهرة قديمة ارتبطت بالأدوار والمشهد السياسي طيلة حكم البعث من عام 1968 ولظهيرة التاسع من نيسان عام 2003 او بفترة حكمهم بعد اﻹنقلاب على الزعيم عبدالكريم قاسم في فترة الحرس القومي السيئة الصيت الا ان انقلب عليهم عبدالسلام عارف واوقف جرائمهم ، والاغتيال حسب ما رأيناه بفترة حكم البعث يمكن وصفه جريمة متعمدة تعتمد اسلوب الغدر بشخصية عامة، أو مواطن ينتمي لحزب او لطائفة او قومية او ﻷقلية، الغاية من الاغتيال هو إرهاب الخصم ، ويستخدم هذا الاسلوب كلٌ من الحكومات الدكتاتورية والمعارضات الغير منظبطة والتي تستهدف كل من هب ودب، تستعمله الحكومات الدكتاتورية الجائرة من اجل القضاء على المعارضة وهذا مافعله صدام والبعث بحق معارضي الخارج والداخل، وتستخدم هذا النوع من الاغتيالات بعض المعارضات التي ترضخ تحت نير وسلطة الانظمة الدكتاتورية من اجل تقويض أمن الدولة والمجتمع، الاغتيال اسبابه تفرد فئة مجرمة بالسلطة اي يقع بسبب وقوع اختلاف سياسي او مذهبي او قومي وعادة يكون الصراع بين طرفين مختلفين بالتوجهات، لكن ما حدث في العراق بعد سقوط نظام صدام من اغتيالات لشخصيات مختلفة التوجهات ولمواطنين على الهوي ولا يوجد رابط بينهما سوى كونهم من المكون الشيعي بشكل خاص يكشف شوفينية وحقد نظام البعث، والغاية من القتل واستهداف التجمعات السكانية وضرب محطات الكهرباء ومصافي التكرير وقتل المواطنين على الطرقات العامة الغاية منها، خلق فوضى بالمجتمع والسلطة معابحيث تخلق اجواء من الخوف والرعب الذين يعملان على زعزعة الثقة بين السلطة والمواطن وارباك الساحة وخلق مصاعب للساسة الحاكمون بالحكومات العراقية التي تلت سقوط صدام وحرمان المواطنين من الكهرباء والمياه والخدمات، استنزاف ميزانية الدولة لتغطية نفاقات خسائر العمليات الارهابية وتحويل الميزانية الى مرتبات للعسكر وللسهداء وللجرحى ولشراء السلاح، ماحدث من الاغتيالات وبطرق وحشية قل نظيرها بالتاريخ بمثابة رسائل لقوى خارجية من اجل التدخل بشان داخلي ، بمعنى عندما يعم القتل والتفخيخ وتعم الفوضى وتنعدم الخدمات، وفي المقابل العصابات البعثية المجرمة متمرسون في الكذب والتدليس ولديهم فيالق مدربة من الاعلاميين ولديهم منظمات تدعي انها حقوقية ويعملون كناشطين اجتماعيين يستثمرون أي حركة احتجاجية بدعوى مساندة للاحتجاجات وارسال بيانات مزورة للامم المتحدة مثل ما كانت ولازالت هيئة حارث الضاري تصدر بيانات تضليلية للتغطية على عمليات التفجير والتفخيخ والاغتيالات رغم ان منفذوا تلك الجرائم هم من انصارها وتقوم في ترجمة البيانات وارسالها للمنظمات الحقوقية العالمية وفعلا تم خداع منظمات عالمية وادت الى تتدخل تلك المنظمات العالمية بحث اصبحت داعمة لمخططات القوى الارهابية البعثية المجرمة ونجحت في الضغط على السلطة، بعد تطهير حواضن الارهاب من العصابات البعثية بعض منتسبي العصابات الارهابية اضطروا ترك المجاميع الارهابية، لكن فلول البعث لم يتركوهم لذلك شهدت بعض مدن وقرى جنوب الموصل وبالذات في قضاء الحضر عمليات معينة استهدفت عناصر داعشية سابقة كانت ضمن داعش، يوم امس تم مهاجمة قرية في الحضر وتم قتل اب ونجله وابن اخيه ولدينا اصدقاء من تلك المنطقة ابلغونا ان المستهدفون كانوا مع داعش وتركوا داعش بالفترة الاخيرة، ماحدث بتلك القرية المستهدف احد ابناء عائلة وتم قتل والده وابن عمه، هناك حقيقة هكذا اغتيالات يخطط لها بدقة متناهية لا تقبل اي خطأ فلم يكن اغتيال المتعاونين مع داعش سابقا اغتيال صدفة بل جاء بتخطيط مسبق وهؤلاء لايمثلون معارضة لداعش بقدر انهم تركوا التنظيم الارهابي، وبنفس الوقت لايمثلون انهم انضموا للصحوات او السلطة وانما هم كانوا مقربين للعصابات الارهابية، الغاية ارهاب واخافة كل شخص يفكر في ترك المنظمات الارهابية، عندي صديق قائد سرب مقالات سوخوي طائي شيعي ابناء خالته ضباط طيارين من الاعظمية سنة نقل لي مانصه بعد سقوط صدام مباشرة تم اغتيال العميد سعد من اهالي الاعظمية وشيعه اهالي الاعظمية وسط شعارات ان بدر او حسب تسميتهم غدر هي من نفذت عملية الاغتيال، بعد اسبوع اتصل بنا شخص عرض علينا محاربة الشيعة الروافض الرد كان الرفض الشخص الذي اتصل بهم قال لهم يكون مصيركم مصير عميد سعد؟ يقول هذا الاخ قلت له هذه انتم من نفذ الجريمة وتتهمون بدر والشيعة؟ يقول بنفس اليوم غيرت مكان اقامتي وبعيت حاجات بيتي وسافرت الى عمان ومن ثم وصل لاجئا الى الدنمارك، كل عمليات الاغتيال التي طالت الضباط والعلماء والكفاءات في بغداد والمناطق المختلطة كانت ضمن خطط أشرف عليها فلول البعث استهدفت كل من يرفض العمل مع العصابات البعثية سواء كان سنيا او شيعيا لكن استهداف الشيعة يكون بالدرجة الاولى وعمل مستحب، نحن لم نفتري ونتكلم بحقائق وقباحة العمليات الارهابية كشفت نتانة واجرام العصابات البعثية والتي استعانت بكل الحيوانات المتوحشة الوهابية الجاهزة للانتحار لقتل أكبر عدد من المواطنين العراقيين الشيعة، هذه الحقيقة والذي ينكرها اما ان يكون غير ملم بالواقع او شخص طائفي يخفي طائفيته في اسم الشعارات الوطنية لتبرير جرائم القوى الارهابية لاسباب طائفية يجتمع معهم طائفيا.