السيمر / الأربعاء 14 . 11 . 2018
هشام الهبيشان / الأردن
في وقت ما زالت أصداء العدوان السعودي الأميركي على اليمن تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي بالداخل اليمني، جاء المشهد اليمني بالحديدة تحديداً اليوم ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية واقعاً جديداً على الواقع العربي المستباح، فيظهر إلى جانب هذا المشهد العربي المستباح واقع المشهد اليمني بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية – الأميركية على الشعب اليمني، وفي آخر تطورات هذا المشهد استمرار فصول هذا العدوان العسكري على مدينة الحديدة ومينائها، تاركاً خلفه مئات الشهداء والجرحى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكل البنى التحتية في المدينة ،على رغم الحديث عن إيقاف العملية العدوانية على الحديدة.
اليوم نسمع عن مؤتمرات دولية «لا تُغني ولا تُسمن جوع اليمنيين التواقين إلى الاستقرار» وهذه المؤتمرات التي تُعقد في مناطق جغرافية خارج الوطن اليمني “مؤتمر السويد المنتظر “، تسعى ـ كما يقال ـ إلى وضع حدّ لحالة الحرب العدوانية الخارجية المفروضة على الدولة اليمنية ،ولكن هنا، يمكن القول إنه بات من الواضح أن مسار الحلول السياسية وتحديداً منذ مطلع الربع الثاني من عام 2017” منذ محاولة اقتحام صنعاء “، قد نعته آلة الحرب السعودية – الأميركية، فقد عشنا منذ مطلع الربع الثاني من العام الماضي تحديداً على تطورات دراماتيكية «دموية»، عاشتها الدولة اليمنية بسبب العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن من شماله إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه، والواضح أنها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد اشتعلت جبهات عدة على امتداد الجغرافيا اليمنية، وبشكل سريع ومفاجئ جداً، في ظل دخول متغيّرات وعوامل جديدة وفرض واقع وإيقاع جديد للخريطة العسكرية اليمنية، وخصوصاً بعد تمدد القوى الرديكالية «القاعدة وحلفاؤها» بشكل واسع بمناطق شمال غربي وجنوب شرقي اليمن.
في اليمن وداخلياً، يدرك معظم الفرقاء السياسيين اليمنيين، باستثناء جماعة «الإصلاح» الإخوانية وأنصار هادي والمتحالفين مع السعودية، طبيعة مسار هذه الحرب التي تستهدف اليمن، فمعظم صنّاع القرار اليمنيين، على اختلاف توجهاتهم، يعون اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أنّ اليمن أصبح بحاجة إلى سياسة ردع دفاعية ، تزامناً مع اندفاعة السعودي والأمريكي للأستمرار بالحرب على اليمن ، وفرض معادلة صفرية على كل قوى الداخل اليمني المناهضة للعدوان السعودي – الأمريكي على اليمن ، فالصمود اليمني في الحديدة، هو رسالة يمنية واضحة للسعودي وللأمريكي ،مفادها أن المعادلة العسكرية في اليمن قد تغيرت ،خصوصاً أنّ المناخ العام في الداخل اليمني والمرتبط بالأحداث الإقليمية والدولية، بدأ يشير بوضوح، إلى أنّ اليمن أصبح عبارة عن بلد يقع على فوهة بركان، قد تنفجر تحت ضغط الخارج، لتفجر الإقليم بكامله .
وهنا، للتاريخ، نكتب ونقول، إنّ اليمنيين فاجأوا الجميع ونجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة العدوان السعودي- الأمريكي ،على الحديدة ، ونجحوا ببناء وتجهيز إطار عام للردّ على هذا العدوان، ونحن هنا، نتوقع مزيداً من الردود اليمنية على العدوان السعودي – الأمريكي على الحديدة ، لكن طبيعة هذه الردودّ وشكلها لا يزالان طيّ الكتمان ولم يفصح عنهما ساسة وعسكر اليمن،لكنّ الواضح أنّ السعوديين كما الأمريكان بدأوا، بدورهم، التحضير لاستيعاب واستقراء طبيعة هذه الردود،ويبدو أنّ الأيام المقبلة، ستحمل المزيد من التطورات على الساحة العسكرية اليمنية وخصوصاً في الحديدة، فالتطورات العسكرية، من المتوقع أن تكون لها تداعيات عدة، سنشهدها مع مرور الأيام ،فهل يستطيع السعوديون ومن معه تحمّل تداعياتها ؟، خصوصاً أنّ لهم تجارب عدة في الصراع مع الشعب اليمني ، منذ عام 1934، مروراً بأحداث عدة، ليس آخرها ولا أولها، أحداث عام 2009، بعد الاشتباك المباشر بين «أنصار الله» والسعوديين في مدينة صعدة اليمنية، ومن هنا، سننتظر المقبل من الأيام، لنقرأ هذه المعادلة بشكل واضح ، تزامناً مع الأوضاع الماسأوية للشعب اليمني ،نتيجة العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن المستمر منذ ثلاثة أعوام .
ختاماً، يمكن القول إن المشهد اليمني يزداد صعوبة بالنسبة للسعودي ومن معه مع مرور الأيام، وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الأرض اليمنية من قبل بعض القوى الوطنية بالداخل اليمني «أنصار الله وحلفاؤهم» لوضع وتنسيق حلول مقبولة مع الأطراف الوطنية الأخرى بالداخل اليمني للاستفادة من المنجزات العسكرية والسياسية التي يحققها الصمود اليمني ، على الاقل لأيقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن اليمني،نتيجة العدوان السعودي – الأمريكي ، وإلا ستبقى الدولة اليمنية بكل أركانها تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الأرض اليمنية.