السيمر / السبت 17 . 11 . 2018
اسعد عبد الله عبد علي
قبل ايام خرج علينا احد اضلع الفساد في العراق ليعلن: ان سبعة مليارات دينار عراقي قد تلفت بسبب ماء المطر! الذي اخترق الخزينة المحصنة للبنك المركزي وبقدرة خارقة ليتلف المال العراقي! عندها اصيبت السلطة الرقابية الاعلى في العراق (البرلمان) بالخرس, وسكت رئيس الحكومة! وصمتت ابواق السلطة الاعلامية عن الفضيحة المدوية, الا شعب الفيسبوك فقد استمر ولأيام متواصلة في النشر المكثف وشرح الحقيقة, ما بين فيديوات توضح ان العملة العراقية لا تتلف بالماء او حتى الحرارة العالية, او شرح للجانب المخفي من القصة, حتى فهم العراقيون حقيقة ما جرى من كذب اصبح عادة لا تتركها الطبقة السياسية الفاسدة التي تحكم العراق.
ونذكر هنا بحقيقة لا يمكن اخفائها, وهي نشاط مواقع التواصل الاجتماعي (خصوصا الفيسبوك) فضح ما يحصل في العراق, من اعمال منظمة لسرقة المال العام, من قبل الطبقة السياسية والاحزاب واذرعها في السلطة, وهنا لي ثلاث ملاحظات:
الاولى: لقد كنا ننتظر من البرلمان الجديد صولة ضد الفساد, فاذا بالبرلمان يخيب امال العراقيين في اول اختبار, عندما سكت عن فضيحة البنك المركزي, فلم يهتم بالفضيحة, ولم يؤشر عليها أي مؤشرات, سكت مقتنعا بكلام لا يمر الا على السفهاء! وبعدها بأيام جاءت قصة بدل الايجار للنواب بثلاث ملايين دينار! في اعلان رسمي وصريح لنهب الخزينة العراقية, وتسخير القانون لملذاتهم الشخصية, مما يعني اننا اليوم بواقع مر مع تواجد برلمان لا يدافع عن قضايا الوطن, ولا يحرس اموال العراق.
الثانية: كشفت الفضيحة كسل رئيس الحكومة وتهاونه مع القضايا الساخنة, فقد سكت طويلا, حتى صارت فضيحة البنك المركزي بجلاجل كما يقول اخوتنا المصريين, ولولا ثورة شعب الفيسبوك ضد الفاسدين فانه لن يتحرك, ان التفاعل الكبير بين العراقيين حول قضية السبعة مليارات دينار, مثلت ضغطا كبيرا على عبد المهدي, وهو لا يتحرك لأنه محكوم بالتوافق السياسي الذي اوصله لكرسي الحكم, لكن قد يصدر قرار الاقالة اخيرا لصاحب الفضيحة, بسبب الصوت المدوي لجماهير الفيسبوك, الذي جعل من الفضيحة قضية راي عام, وقد تناولها الاعلام العربي والاجنبي, عندها اصبح عبد المهدي ملزم بالتحرك.
الثالثة: كشفت القضية مجموعة من الابواق الاعلامية والكتاب ممن هم مجرد مرتزقة وعبيد للمال الحرام, حيث كانوا يدافعون عن اهل الفضيحة, ويحاولون ايجاد تبريرات لهم, وظهر على الشاشة بعض مرتزقة السلطة من اشباه الكتاب ومن دون أي حياء يحاولون تسفيه وعي الامة, وقد كنا فيما سبق نعتقد ان الكاتب والاعلامي والمثقف يكون نزيه شريف يدافع عن المظلوم ويكون حارس للوطن, لكن الخراب اصبح ينهش بكل شيء في العراق من دون استثناءات.
المحصلة المهمة: ان تأثير شعب الفيسبوك كبير جدا, ولو سار بالطريق الصحيح فيكون سلطة خامسة شديدة التأثير, حيث سيمثل الطريق الاهم لإرجاع الحقوق, ويجبر لصوص الخضراء وحكام الجور على فعل خطوات صحيحة, والية لتحقيق مطالب الشعب, نتمنى استمرار الضغط على الطبقة السياسية الفاسدة واذنابها في السلطة, الى يوم نتأمله يكون قريبا تسقط فيه اصنام الواقع العراقي, والتي اعادت ايام الجاهلية من جديد.