السيمر / الثلاثاء 04 . 12 . 2018
رحيم الخالدي
ظهرت فكرة إنشاء منظمة الأمم المتحدة، في وقت الحرب بانعقاد المؤتمرات في موسكو وطهران وفي سنة 1943 إقترح الرئيس الأمريكي فرانكلين تسمية “الأمم المتحدة”، وكان أول إستعمال لهذا التعبير في الاول من كانون الثاني سنة الف وتسعمائة وإثنان واربعون، بإعلان قيام منظمة الأمم المتحدة، في أثناء الحرب العالمية الثانية إستعمل الحلفاء تعبير “الأمم المتحدة” ، للإشارة إلى تحالفهم فقط! الى أن تطورت وأصبحت تلم كل الدول المستقلة، تعبيراً عن السلام الذي يجب أن يعم العالم بعد الحرب الثانية، التي إنكوت أوربا بنارها .
إنتفض العالم ولإثنان وثلاثون دولة! ملبية نداء النجدة، التي طلبتها الكويت إثر الإعتداء الذي بدر من صدام بغزوه الكويت، سنة الف وتسعمائة وتسعون، في الثاني من الشهر الثامن، فوقع صدّام في الشراك التي نصبتها له أمريكا، حين أعطتهُ الضوء الأخضر بالغزو، وضل متمسكاً حينها بقرارهِ! بجعل الكويت المحافظة التاسعة عشر، فكانت المفاجئة التي قصمت ظهر الجيش الذي لا يقهر في الخليج، وهذه البداية في كيفية التوغل الأمريكي للخليج، وفرض حمايتها للدول التي إرتضت لأمريكا بالتسيّد عليها في الخليج .
الجامعة العبرية وليست العربية، التي تقف متفرجة اليوم على إبادة الشعب اليمني، عقدت أيضاً اجتماعاً طارئاً في وقته، دعت اليه كل الدول العربية، وكانت المهزلة التاريخية التي أوجزت الجلسة السريعة المعدة سابقا، أدانت مصر (عهد حسني مبارك) في وقته العراق، وتبعها 11 دولة عربية أخرى، ورفض مبارك تشكيل لجنة المساعي الحميدة! رغم موافقة الملك فهد، وقال: “إذن 12 دولة مع الإدانة”، وقد أنهى الإجتماع وخرج مسرعاً يُبَشِّر أمريكا بالقرار، الذي إتخذه هو شخصياً وليس كما معمول به سابقاً ليلائم الإرادة الأمريكية، التي أعدت العدة بغزو العراق .
اليوم تقف كل من الجامعة العبرية والأمم المتحدة متفرجين، على نزيف الأطفال والشيوخ والنساء الآمنين في بيوتهم، من القصف الجوي بأقذر ما أنتجته المصانع الحربية الأمريكية، لما يسمى التحالف العربي بقيادة العائلة الهرمة من بني سعود والإمارات، التي لو دخلت بحرب مع اليمنيين دون المساعدات والدعم اللوجستي الأمريكي، لما صمدت أكثر من نهار، أليس هذا إجحاف بحق اليمن، وهي إزدواجية لم يشهدها عالم الخيانة والعمالة، والسكوت المطبق من الدول التي تسمي نفسها عربية .
الصمت العربي لم يكن دون ثمن، حاله حال تأييد غزو أمريكا للعراق أبان تسعينات القرن الماضي، ووصولهم لبادية السماوة، وتلقي “نورمن شوارتسكوف” التوقف وعدم إستكمال المسير والتوقف، وإعطاء الضوء الأخضر لصدام! بإخماد الثورة الشعبانية آنذاك، وخشية السعودية من الجيش العقائدي! مثلما هي اليوم التي تقف بالضد من الحشد الشعبي، الذي أنهى الأسطورة الإرهابية “داعش”، وقتلها في مهدها بعد إستكمال بناءها، وليت العرب اليوم صوتوا ضد التحالف، الذي غزا اليمن كما فعلوها سابقاً، فاليمن اليوم لم يعد سعيداً .