السيمر / فيينا / الأربعاء 13 . 03 . 2019 — بعد وفاة الامير تحسين بك أمير الايزيديين وقع الايزيدون في معضلة أختيار أمير جديد لمكونهم لكي يقودهم ويمثلهم في المحافل كافة ويكون قائدهم هو عرف يسير عليه المكون الايزيدي. في الوقت الراهن يوجد ستة أشخاص مرشحون لاختيار أحدهم كأمير للايزيدية، ولكن المشكلة الاكبر عدم تنازل اي منهم للآخر لتسير العملية بسلاسة ويسر. الايزيديون أصحاب عقيدة خاصة بهم ويقع الرعيل الاكبر منهم في جنوب كردستان وتحديداً في مناطق شيخان وسنجار في سهل نينوى ومحافظة دهوك وعلى الحدود العراقية السورية. والمرجع الديني لهم فهة شخص يدعى (بابا شيخ) مهمته توجيه الايزيديين من الناحية الشرعية والدينية، أما الامير فهو معني بالناحية الدنيوية والسياسية لمجتمع الايزيديين ويمثل عندهم الشخص الاول من الناحية الدينية . وبهذا الخصوص تحدت الشيخ فاخر خلف لـ “ناس” كرد قائلاً: الشخص المرشح لمنصب الامير يجب ان يكون حصرا من عشيرة الامير المتوفى، وعائلة الامير المتوفى عليها اختيار لتسنم المنصب، ومن ثم يطرح على رؤساء العشائر للاخذ بآرائهم حوله، وفي المرحلة الاخيرة يقرر أختياره من عدمه المجلس الروحاني الايزيدي. المجلس الروحاني الايزيدي هو مجلس يتألف من عدة اشخاص لهم مميزات خاصة ويتم أختيارهم من قبل عشيرة الامير المتوفى نفسها، ولهم صلاحيات كبيرة داخل المجتمع الايزيدي تأتي بالمرتبة الثانية بعد صلاحيات الامير . ومن المقرر ان تجرى في اربعينة الامير تحسين بك يوم 13 من آذار الجاري وليمة كبيرة أحتفاءً بحياة الفقيد وخلال تلك المراسيم تجتمع العشيرة لتقرر في النهاية الشخص الذي يكون أميرهم المستقبلي . وبخصوص هذا العرف المطبق عند الايزيديين، قال الشيخ فاخر، لـ “ناس”، اليوم (13 اذار 2019)، “ليس شرطاً ان يكون النجل الاكبر للامير المتوفى (حازم تحسين بك) الامير الجديد للايزيديين، لان شخصية أميرهم المتوفى (مير تحسين بك) لايمكن ان تتكرر من جديد عند الايزيديين”، معربا عن امله بـ “أن يحذو الامير القادم حذو الامير الامير المتوفى (مير تحسين بك) لكي لا يدخر وسعا لتحرير المختطفات من نساء الايزيديات من براثن داعش واعادة اعمار سنجار من جديد”. وحسب وجهة نظر العديد من المحللين الايزيديين فإن فترة حكم الامير تحسين بك كانت فترة مزدهرة من الناحية الدينية، حيث تمكن الامير من لقاء بابا الفاتيكان وايصال صوت الايزيديين الى العالم، الى جانب خدمته للايزيديين وتطوير العملية التربوية وافتتاح المدارس في سنجار وأضف الى ذلك كده المتواصل لحجز مقاعد برلمانية في مجلس النواب العراقي وبرلمان كردستان، وحصول الايزيديين على مناصب وزارية وادارية مهمة في الحكومة وايصال رسالة السلام والمحبة للمجتمع العراقي والكردي والاحترام المتبادل بين تلك القوميات والمذاهب. وحاول “ناس” الاتصال بعضو المجلس الروحي للايزيديين كريم سليم لكنه رفض الادلاء بأي معلومات حول عملية اختيار الامير حيث قال: انها مسألة متعلقة بعشيرة الامير وحدها، ولحد الان لم تصل العشيرة الى اختيار الشخص المطلوب ولا نعلم متى يقررون خليفة الامير المتوفى (مير تحسين بك). الامير تحسين سعيد علي بك الامير السابق للايزيديين توفي في 28 من كانون الثاني 2019 عن عمر ناهز 86، وفي 5 من شباط وبعد أعادة جثمانه من المانيا الى اقليم كردستان وري الثرى داخل بيته في قضاء شيخان . في صيف 1944 أختارت جدته الامير تحسين بك منصب ليتقلد منصب أمير الايزيدية وهو في عمر 11 عاما بغد وفاة والده، وخدم الايزيدين في العراق والعالم وقضيتهم لمدة 73 عاما . وفي عمر 11 عاما عندما تسنم الامير تحسين مقاليد الامارة واجتهه صعوبات جمة كونه صغير العمر ولايفقه شيئا من أمور القيادة اجبرته الظروف ان يخلف والده المتوفى، ما ادى الى عدم الاعتراف به كأمير للمكون الايزيدي ولم يسمح له بدخول مبنى البرلمان العراقي آنذاك، ولكن في نهاية المطاف تمكنت جدته (ميان خاتون) من فك عقدته عن طريق ممارسة صلاحياتها كفرد من عائلة الامير وشخص يؤخذ بكلامها، عملت على جعله عضوا في البرلمان وبأقناع رؤساء العشائر بقيادته للايزيديين، وكذلك قامت جدته بتغيير عمر حفيدها ليبدو أكبر سنا من خلال علاقاتها مع وزير داخلية العراق آنذاك ليدخل البرلمان العراقي ويصبح نائبا من اوسع ابوابه، حيث كانت سندا للامير تحسين دائما وكانت تدير شؤون الايزيديين بنفسها الى ان وافتها المنية عام 1956 . الامير تحسين دخل الحياة الزوجية 3 مرات وانجب من نساءه الثلاث 11 طفلا، 3 بنات (هدية و نةفية و نسرين)، و8 ابناء وهم (زياد و سعيد و مروان و بةربةست و حازم و فرهاد و سةرهات و عصمت). ومع هذا كله هناك 6 اشخاص مرشحون ليتسنموا منصب نائب الامير حسبما قال عامر محمود المتحدث بإسم عشيرة أمير الايزيديين لـ “ناس” “المرشحون وهم (حازم تحسين بك وكامران خيري بك وشيرزاد فاروق بك وهرمان ميرزا بك وسالم نجمان بك وميران صباح جاسم بك) وكلهم من عشيرة الامير ومن سكنة ناحية باعدري في قضاء شيخان” . حسب المعلومات التي حصلت عليها “ناس” فإن الترشيح لمنصب الامير يكون حصرا من عشيرة الامير المتوفى لانه عرف متعارف عليه منذ مئات السنين وليس شرطا ان يكون كلي والديه من عشيرة الامير، وأنما أحدهما يكفي أما من ناحية الاب او الام. لم يخف المتحدث بإسم عشيرة الامير المنافسة القوية بين المرشحين وعدم تنازل أحدهم للاخر لتسنم المنصب . ويقول ابن الامير المتوفى حازم بك: انا ابن الامير ومن حقي ان اكون الامير خلفا لوالدي المتوفى، ولكن اذا لم تحسم الامور بالتفاهم والاقتناع فبصار الامر الى اجراء انتخابات بين الايزيديين لاختيار الامير الجديد للمكون الايزيدي.
المصدر / ناس