الرئيسية / مقالات / ثمن الجولان!

ثمن الجولان!

السيمر / فيينا / الثلاثاء 26 . 03 . 2019

صاحب ناصر

ما هي الاسباب الحقيقيه وراء اعتراف “ترامب” بعائدية الجولان لدولة اسرائيل و ما هي الابعاد التي جعلت التوقيت في هذه الايام ؟

ادناه نقاط اسطرها كما حصلت و ادت الى هذا الاعتراف :

١- تقرير روبرت مللر

٢- الانتخابات ألإسرائيلية

٣- قرب اكتمال انتصارات الجيش السوري

…..

١- تقرير روبرت مللر

بعد سنتان تقريبا جاء تقربر مللر لتبرئة ترامب من علاقاته مع الروس و ايدها المدعي العام الامريكي بغرابه و بسرعة لا تتماشى مع مدة التحقيق وهذا يدل على ان هناك صفقه قد تمت يجب دفع ثمنها ، كما يجب ايقاف المد الديمقراطي الذي حصل في الانتخابات الامريكية الاخيره و صعود نواب ( غير بيض ) و اسلاميين خصوصا تصريح الانسه إلهان عمر التي فتحت الانظار و الابواب على مصراعيها على هيمنة منظمه التعاون الامريكية ألإسرائيلية الصهيونيه ،AIPAC

American Israel Public Affairs Committe لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية

خصوصا وقوف كثير من اليهود الى جانب هذه الانسه الشجاعة ، الامر الذي هز مضاجع قيادات الصهيونية ، وفتح باب لتقييم منْ منَ اليهود مع الديمقراطية ومن منهم مع الصهيونية العالميه . وثمن اخر لكنه ( مبيت ) ، قدموه للرئيس ترامب يأملوه بانتخابات و نجاح قادم ، الا انه في الواقع كان لتبيض وجه قادة الحزب الجمهوري بعد ان فقدوا السيطرة على مجلس النواب .فالسيد مللر والمدعي العام الامريكي هم اعضاء ذو اتجاه جمهوري معروف .

و كان هذا مع الاسف بالتعاون مع (قادة ) الحزب الديمقراطي و خوفهم من سيطرة الوجوه الشابه القادمة للتغيير الحقيقي الديمقراطي الامريكي ، خصوصا السيدة السيناتور كاميلا هاريس

Sen. Kamala Harris

وامها من اصل هندي، دكتورة عالمه متخصصه في بحوث سرطان الثدي من تنزانيا والاب دبلوماسي من اصل افريقي كاريبي .اي لا يجب ان يصعد الى الحكم شخص مثله مثل اوباما

https://www.youtube.com/watch?v=HMlrGte-RmM

Alexandria Ocasio-Cortezاو مثل النائبة الكسندرا اوكاسيو كورتز وهي من اصل بورتريكي (ذو الديانة الكاثوليكية، غير (البروتستانتيه / الانكلو ساكسون ) .

و هذا اثبات على عدم عمق الديمقراطية الامريكية ، هذه الديمقراطية التي تقف مع الحق و إن كان ضد مصالحها .كوقوف اكثرية الاعلام الامريكي الذي يدعي الديمقراطية مع ترامب في محاصره الشعب الفنزويلي .

٢- الانتخابات ألإسرائيلية

جاء اعتراف ترامب بعائدية الجولان لاسرائيل للاسباب التاليه حسب اعتقادي المتواضع . وهو اعطاء زخم لنتنياهو في الانتحابات الاسرائيليه القادمة ، وهو زخم وقتي لانه لا يستند على اي شرعيه دوليه. ثم ليجبر الشعب السوري و الرئيس الاسد للتفاوض على الجولان و اجباره ان يوقع عقد ايجار طويل الامد بعد وضوح انتصارات الشعب والجيش السوري ، اي ارسال رسالة مبطنة للرئيس الاسد بانهم على استعداد لعدم لممانعة ببقائه اذا تم ايجار الجولان ، إذا هو ايجار و ليس احتلال و الكل رابحون و مفيش حد احسن من حد.

سيجر هذا الى الاعتراف ببعض الحكم الذاتي لاكراد سوريه بمساندة امريكا و قبول تركيا.

اي الابقاء على النار تحت الرماد يوقدونها متى شاؤوا .حسب سياسات الاستعمار البريطاني السابق.

الكل يعرف ( حق المعرفة ) انهم لن يتمكنوا من ضم الجولان لاسرائيل الى الابد ، وخلق جبهة اخرى من الشمال تضعهم بين فكي كماشات، مع الضفة الشرقية المحتلة وشريط غزه المحاصر و هضبة الجولان و جنوب لبنان . انه ورقه مساومة ليس الا .و مجال للتراجع الامريكي و كانه انصياع للقوانين الدوليه و الاعراف العالمية . لاحظوا ردود الافعال العالمية ، ناهيك عن ردود الافعال العربية المخزيه .  

٣- قرب اكتمال انتصارات الجيش السوري

بات من المؤكد و الواضح انتصارات الجيش السوري الذي سيرفع من شعبية الرئيس بشار الاسد . وبهذا الاستعجال ( اعلان انضمام الجولان لاسراذيل ) يؤشرون للاسد قبل انتصاره انهم مستعدون ان يناصروه اذا تخلى عن حزب الله وعن علاقاته مع ايران و الا سيستقططع جزء اخر ، هذه المرة من شرقي الفرات لتبقى تحت امرة القوات الكردية الديمقراطية ! و ابقاء العراق (تحت الحقة) يتخوف من عودة داعش .اي زرع ( دنبلة ) اخرى موقوته تيمنا بسياسة بريطانيا العظمى الاستعمارية السابقة .

هنا نرى كيف تتسارع و تتسابق الاحداث في منطقة الشرق الاوسط بدءا من اللقاء الثلاثي بين العراق و مصر و الاردن ! سبقها صعود الرئيس السوداني الى واجهة الاحداث و تنويهه الى عودة سورية الى الجامعة العربيه و تلتها الزيارات الكثيرة المكثفة الى العراق بدون اي نتيجة واضحه لمساعدة العراق ، الا اذا وافق على انشاء قاعدة امريكية .و هناك فرق شاسع بين التعاون مع العالم من منطلق وطني لمصلحة الطرفين و بين التعاون من منطلق العصى و الجزرة .

وهذه سياسة استمعارية واضحة ، استقطع ثم تراجع لتجعل رجالك في المنطقة و كانهم منتصرون رجال وطنيون اشداء جل هموهم عند مصالح شعوبهم .كلنا نتذكر اتفاقية النفط مقابل الغذاء في العراق حين تبرع ” جرذ ابن العوجة ” ببناء دور سكنية للصحفيين الاردنيين و كان العراق مهدما بكل معنى الكلمة .

و اعتقد و بتواضع شديد ايضا ،حتى الصاروخ الذي اطلق على اسرائيل من غزه كان موقوتا لاعطاء اسباب لاسرائيل لقصف الشعب المسكين الفلسطيني في غزه، و لنتنياهو لتعضيد انتخابه و اخراجه بانه البطل الضرورة .

٤- كما هي العادة ، هل سيستقرأ الحكام العرب هذه اللعبه و هل سيستقرأ سياسي العالم المنكوب العربي ان اهم من مناصرة الاحزاب هي مناصرة الشعوب .و كما قالها الجواهري سنة ١٩٥٩ على صدر مقالته على صحيفة الراى العالم البغدادية: لمن ان لم تكن للجماهير؟

لندن في ٢٦/٣/٢٠١٩

اترك تعليقاً