الرئيسية / الأخبار / الصدر يتحرك لإنقاذ تحالف الإصلاح من التفكك: هذه تفاصيل اتصاله الهاتفي بالحكيم

الصدر يتحرك لإنقاذ تحالف الإصلاح من التفكك: هذه تفاصيل اتصاله الهاتفي بالحكيم

السيمر / فيينا / الثلاثاء 23 . 04 . 2019 — كشفت مصادر صحفية، الثلاثاء، عن اتصال هاتفي أجراه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، لسؤاله عن مصير تحالف الإصلاح والإعمار، وحقيقة نية بعض الأطراف الخروج منه، بما يقود إلى تفككه. وقالت المصادر في تعليقات تابعها “ناس” اليوم (23 نيسان 2019)، إن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يخوض “نقاشات مع مقربين وزعماء في تحالف الاصلاح والإعمار” لمنع تفككه “بسبب الخلافات التي تعصف به”، لا سيما بعد الحراك الأخير الذي تشارك فيه تحالفات “النصر” و”الحكمة” لتأسيس كتلة معارضة تضم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي. وتستعد التحالفات الثلاثة (الحكمة والقانون والنصر) لإعلان كتلة سياسية داخل البرلمان تعارض سياسات الحكومة الحالية، وذلك بعد شعور تلك الكتل بالغبن تجاه ممارسات التحالفات الكبيرة التي تنضوي في داخلها، والحديث هنا عن تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر وتحالف “الفتح” بزعامة هادي العامري، وفقا للمصادر. وبالرغم من تلك التطورات والهزة التي يتعرض لها تحالف “الاصلاح” يبدو زعيم التيار الصدري لم يلقِ بثقله لاحتواء الأزمة، وفضل التفرج من بعيد على الحراك الدائر، إذ اختار مؤخرًا الانزواء عن الحياة السياسية وعدم التغريد فيما يتعلق بالشأن السياسي، وتفضيل الخوض في المسائل الدينية، عبر سلسلة تغريدات ينصح فيها أتباعه ويحذرهم من آفات الفساد والمخدرات والرشوة وغير ذلك. لكن هذا الانزواء، بحسب المصادر، لا يمنع من التواصل مع بعض الأطراف السياسية عن بعد، وليس من خلال اللقاءات المباشرة، إذ ذكر مصدر مطلع أن الأخير أجرى اتصالًا هاتفيًا بزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، ناقش فيه طبيعة الحراك الدائر والأسباب الداعية إلى الرغبة بالخروج من تحالف “الاصلاح والإعمار” واعتماد “خيار المعارضة”. من جهته أوضح القيادي في تيار الحكمة فادي الشمري أن الحراك الجديد لا يسعى إلى إسقاط الحكومة. وقال الشمري في تصريح لـ “ناس”، أن “الاتفاق السياسي على حكومة عبدالمهدي لم يلتزم به تحالفا الفتح وسائرون، اللذان يقودان عملية تشكيل الحكومة منذ ذلك الوقت”، لافتًا إلى أن “التكتل ذاهب باتجاه ترصين المباني العامة لبناء عملية سياسية فاعلة ومؤثرة، ومنع أي محاولة تقودها كتلة معينة للاستحواذ على القرار السياسي، فضلاً عن منع العودة إلى المحاصصة السياسية بعد أن كان الأساس في تشكيل الحكومة هو الابتعاد عن المحاصصة”. وتقول مصادر إن “الصدر أدرك مؤخرًا أن الانعزال السياسي سيطيح بمشروع الاصلاح الذي تبنّاه، ويفكك التحالفات التي أنشئت في بادئ الأمر وفق معيار عبور الطائفية، لكن استئثار جناح محدد في تحالف سائرون بالقرار أزعج الحكيم والعبادي اللذين يريان انهما بعيدان عن القرار الذي دائماً ما يؤخذ بشكل فردي”. ويشير المصدر إلى أن “أصل الخلاف يتعلق بجملة من المسائل، أبرزها قرار رفض الوجود الأجنبي الذي أعلن عنه تحالف سائرون، الذي كان رافضًا لبقاء تلك القوات وساعياً إلى إصدار تشريع برلماني يجبر الحكومة على الطلب من تلك القوات مغادرة البلاد، وهو قرار سائرون فقط، وكان زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم يرى أن يكون هناك قرار موحد لتحالف الاصلاح بشكل عام تجاه تلك المسألة التي تهم الرأي العام العراقي، وتهم جماهير الاصلاح سواءً من السنة أو الشيعة”. وأدرج رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ملف إنهاء المناصب بالوكالة ضمن برنامجه الحكومي، إذ مازالت الدولة العراقية تعتمد على مئات المدراء العامين ووكلاء الوزراء وهم يديرون مناصبهم بالوكالة لأسباب مختلفة أبرزها التقاطعات السياسية بين الكتل والأحزاب الحاكمة . ويرى الكاتب والمحلل السياسي عماد محمد ، أن ” الخلافات بين الكتل ورؤساء الوزراء السابقين حالت دون استكمال ملف إنهاء المناصب بالوكالة، إذ يتطلب ذلك موافقة مجلس النواب، وتعيين أشخاص بالأصالة، في ظل بيئة سياسية هشّة معروفة عنها التقاطعات والتجاذبات”. ويضيف محمد في تصريح لموقع “باسينوز”، تابعه “ناس” اليوم أن “هناك حراكاً يجري داخل أروقة الحكومة لتعيين شخصيات بالأصالة في تلك المناصب، وهذا التوجه من ضمن القضايا التي أشعلت الخلافات بين الحكمة والنصر من جهة، وسائرون من جهة أخرى، إذ يرفض تيار الحكمة والنصر، توزيع تلك المناصب على الكتل والأحزاب ويطالبون بمنحها لمستقلين، فيما يسعى تحالفا سائرون والفتح إلى توزيع تلك المناصب بينهما وفق قسمه الغرماء”. لكن مراقبين يرون أن “الحكمة والنصر والقانون يسعون إلى الحصول على بعض تلك المناصب، خاصة وأنهم لم يحصلوا على مناصب وزارية في تشكيلة عبد المهدي”. وأجرى هادي العامري زعيم تحالف “الفتح” زيارات متعددة في الآونة الأخيرة إلى كل من رئيس تحالف “النصر” حيدر العبادي، ورئيس تيار “الحكمة” عمار الحكيم ، لاحتواء الحراك المضاد الذي من المتوقع أن يفسد صفقة توزيع المناصب بالوكالة، إذ تشير المصادر إلى أن “العامري يتطلع إلى الحصول على عدد كبير من تلك المناصب”. وزار العامري أول أمس رئيس تيار الحكمة وبحث معه ضرورة الإسراع في استكمال الكابينة الوزارية بشخصيات “كفوءة”، وضرورة ترتيب أولويات الحكومة وفقاً لأولويات المواطن. وقال مكتب الحكيم في إن الأخير استقبل “رئيس تحالف الفتح هادي العامري، وبحث معه تطورات الشأن السياسي العراقي ومستجدات إكمال الكابينة الحكومية”. وشدد على “ضرورة الإسراع بإكمال الكابينة الوزارية بشخصيات كفوءة قادرة على إدارة وزاراتها بمهنية وشفافية “، مؤكداً “أهمية أن يلمس المواطن فقرات البرنامج الحكومي على أرض الواقع”. كما التقى العامري رئيس تحالف “النصر” حيدر العبادي وبحث مسألة استكمال التشكيلة الوزارية، فيما ذكر البيان الذي صدر عن مكتب العبادي أن الجانبين أكدا “اهمية وضوح الرؤية والشفافية في التعامل مع جميع الملفات”.

اترك تعليقاً